IMLebanon

لا انتخابات رئاسية والحريري عاد للتغطية السنية وصرف المليار دولار

لا انتخابات رئاسية والحريري عاد للتغطية السنية وصرف المليار دولار

                         الجيش يدخل عرسال كلها ويسيّر دوريات في كل شوارعها واحيائها

مبعوث قطري سري سيزور لبنان وسوريا للتفاوض مع «النصرة» و«داعش» بشأن المخطوفين

اشاعت عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان بعد غياب دام لثلاث سنوات اجواء ايجابية على الصعيدين السياسي والشعبي، وفتحت باب التأويلات عن ارتباط عودته بالوصول الى تسوية سياسية في ملف انتخاب رئيس الجمهورية. لكن المعلومات الاكيدة تشير الى ان لا انتخابات رئاسية قريباً وان العودة لن تحدث اي خرق في الملف الرئاسي ولا رئيس للجمهورية في جلسة 12 آب، وان الملف الرئاسي لا يزال ينتظر استكمال المشاورات بين الرئيس الحريري والعماد ميشال عون، ولا جديد في هذا الشأن في حين ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ابلغ جنبلاط خلال اللقاء الاخير بينهما ان حزب الله في الملف الرئاسي مع العماد ميشال عون وخلفه وما يقرره العماد عون سيلتزم به حزب الله. وشجع السيد نصرالله جنبلاط على زيارة الرابية ومناقشة هذا الملف مع العماد عون. بعدها زار جنبلاط الرابية ولم يتم التوافق بين الرجلين في هذا الملف، وان العماد عون كان واضحا وصريحا امام جنبلاط بأنه ماض في ترشحه لرئاسة الجمهورية ولن ينسحب لاحد، ولن يكرر خطأ عام 2008 بمجيء العماد ميشال سليمان، وهذا قرار لا رجوع عنه. لذلك فان ملف رئاسة الجمهورية ما زال غير ناضج. وتشير المعلومات ايضا الى ان الرئيس نبيه بري داعم للعماد عون وخياراته الرئاسية وكذلك كل قوى 8 اذار وبالتالي لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور.

وتضع مصادر سياسية عودة الرئيس الحريري في اطار التغطية السنية للحرب على الارهاب، خصوصا بعد الاحداث في عرسال وظهور اصوات مشككة بالجيش من نواب سنّة. كما ان منع وصول المساعدات الغذائية الى عرسال أثار ردوداً طائفية سنية في مختلف المناطق اللبنانية تمثلت بقطع الطرقات وان عودة الحريري قد تساهم في لجم هذه التحركات والاصوات المتطرفة لصالح الاعتدال السنّي، بالاضافة الى تأمين تغطية سنية لضرب القوى المتطرفة ولجم بعض الحالات في طرابلس. لذلك فان عودته تحظى بغطاء دولي وعربي وسعودي بالتحديد خصوصا بعد نداء الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الى رؤساء العالم في ما خص نبذ التطرف والارهاب الذي تشنه حركات التطرف باسم الدين والاسلام.

وقد بدأ الحريري نشاطه الميداني على الارض لتأمين صرف الهبة السعودية للجيش والقوى الامنية فحضر الاجتماع الامني في السراي وتحدث الحريري عن الهبة السعودية التي تسلمها من الملك عبدالله بن عبد العزيز موضحا انه مؤتمن على انفاقها في الوجهة المخصصة لها وتقديمها كهبة عينية الى الجيش والقوى الامنية وان الهبة سيتابعها الرئيس سلام وستكون عبر الاصول القانونية ومجلس الوزراء.

بعد ذلك جرى نقاش حول المستلزمات التي تحتاجها القوى العسكرية والامنية بشكل ملح وكيفية تلبيتها بشكل سريع، كما وضع قائد الجيش الرئيس الحريري والمجتمعين في صورة التطورات الميدانية في عرسال على ان تقدم قيادة الجيش ملفاً متكاملا باحتياجاتها وهو جاهز لدى الجيش. كما ان القوى الامنية اكدت أن لديها ايضا ملفات جاهزة عن حاجياتها. واكد العماد قهوجي حاجة الجيش الى طائرات لمكافحة الارهاب لان الحرب ضد هؤلاء وخصوصا في الجرود تتطلب اسلحة محددة وأكد قهوجي انه ممنوع على احد ان يمنعنا من الدخول الى عرسال، مشدداً على ان الهبة السعودية كفيلة بتسليح الجيش في مواجهة الارهاب.

وساطة قطرية بشأن المخطوفين

ورغم ان عودة الرئيس الحريري خطفت كل الاضواء وتقدمت على سائر الملفات، لكن استمرار المسلحين بخطف عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي واحتجازهم في جرود عرسال بقي في صدارة اهتمام المسؤولين وقيادة الجيش والحكومة اللبنانية، لكنه لم يطرأ اي شيء على هذا الملف باستثناء معلومات اشارت الى وساطة قطرية سرية بدأت مع «تنظيم داعش والنصرة» لاطلاق المحتجزين من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وهم 36 عنصرا، ومن المتوقع ان يزور المبعوث القطري لبنان اولا وبعدها سوريا للبحث في هذا الملف. واضافت المعلومات ان ابو مالك السوري هو من يفاوض باسم جبهة النصرة و«داعش» بالمطالب:

1- الافراج عن اسلاميين موقوفين في سجن رومية او محاكمتهم خلال اسبوعين والافراج عنهم.

2- المطالبة بالافراج عن 6 موقوفين خطرين لدى الجيش اللبناني.

3- ابقاء الطريق حرة وخالية من اي حاجز للجيش اللبناني بين مخيم النازحين السوريين في عرسال والمدينة وكذلك الجرود.

وفيما يتعلق بالحكومة اللبنانية فإن الجيش اللبناني لا يفاوض المسلحين ولا يعقد اتفاقات معهم، وان الاتصالات تتم بين هيئة العلماء المسلمين والحكومة اللبنانية بشخص الرئيس تمام سلام وبمتابعة من الوزيرين نهاد المشنوق واللواء اشرف ريفي.

علماً ان وساطة هيئة العلماء المسلمين كانت قد بدأت من عرسال بالتزامن مع قرار اتخذه الجيش اللبناني بالهجوم على عرسال وتحرير الجنود وعناصر قوى الامن الداخلي المحتجزين. وجاءت الوساطة السياسية لتوقف الهجوم حيث اعلنت هيئة العلماء بعدها عن نقل المحتجزين الى جرود عرسال وانسحاب المسلحين وقطع التواصل معهم.

الوضع في عرسال

اما على صعيد الوضع الامني في عرسال فقد شهد هدوءاً حذراً واستمرار الجيش بتسيير دورياته الراجلة والمؤللة في كل عرسال واحيائها وسيطر على المدينة بشكل كامل وعزز خطوطه ومواقفه خصوصاً في تلة رأس السرج الاستراتيجية ومهنية عرسال واحكم قبضته على الاودية وقام بعملية نقل لحواجزه الى مناطق مرتفعة، فيما منع الاهالي من الوصول الى عرسال لساعات الى ان قضى على بعض المسلحين في بعض الاودية.

واشارت معلومات الى ان وادي الحصن دخله الجيش اللبناني ايضاً ونظفه بالكامل بعد اجراءات تقنية ولوجيستية.