IMLebanon

لا تلعبوا هذه اللعبة

صحيح أنّنا ضد أن يتدخل «حزب الله» في الازمة السورية من خلال إرسال مقاتليه حيث يشاركون النظام في حرب الإبادة التي يمارسها ضد شعبه.

وصحيح أنّنا ضد الكثير من ممارسات «حزب الله»، وهذا موقفنا الذي نعبّر عنه، هنا، غير مرّة.

ولكننا في المبدأ وفي التفصيل نرفض لعبة «داعش» و«النصرة» في إطلاق العسكريين السنّة من دون رفاق السلاح من باقي الطوائف والمذاهب.

طبعاً نحن نرحّب بتحرير من حُرّروا حتى الآن… ونتقدّم منهم ومن ذويهم ومن قيادة الجيش والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بالتهنئة الحارة… ولكن، هذا لا يؤثر في موقفنا المبدئي بأنّنا ضدّ هذه اللعبة الطائفية – المذهبية التي يعتمدها الخاطفون.

مرفوض رفضاً قاطعاً محاسبة جماعة بأكملها بجريرة جهة أو حزب فيها، وهي لعبة تنعكس بالضرر الأكيد والمباشر على المعارضة السورية تحديداً وعلى الشعب السوري عموماً الذي نزح منه، حتى الآن، الى لبنان نحو مليون و500 ألف شخص… ونلتقي، هنا، مع ما حذّر منه وزير الداخلية الزميل نهاد المشنوق الذي أعرب عن الخشية من أن تنعكس تلك الممارسات سلباً على النازحين.

فعلاً أنّ ما قام به المتطرفون في جرود عرسال هو مرفوض رفضاً قاطعاً منذ بداية هجومهم العدواني على مراكز الجيش وحتى خطف عناصره وعناصر قوى الأمن الداخلي لدى مغادرتهم عرسال.

ثم إنّ الجهات الخاطفة التي تلعب هذه اللعبة الطائفية المذهبية تعرف أنّ تورّط «حزب الله» في الحرب السورية هو قرار خارجي كبير… وتعرف أكثر أنّ العسكريين ولاؤهم للجيش وللبنان وليسوا تابعين لـ»حزب الله» على الإطلاق لتجري محاسبتهم على أمر لا يد لهم فيه لا من قريب ولا من بعيد.

إنّ أعمال «النصرة» و«داعش» مرفوضة جملة وتفصيلاً خصوصاً على هذا الصعيد… والمضحك المبكي أنّهم يطالبون أهالي الجنود المختطفين المسيحيين والشيعة أن يتبرّأوا من «حزب الله» وأن يتظاهروا ضدّه… وكأنّ أهالي الجندي الاسير جورج خوري في القبيات (على سبيل المثال لا الحصر) سيؤثر قولهم أو قيامهم بتظاهرة في قرار «حزب الله» ويدفعه الى الانسحاب من سوريا!

إنّنا لا نعترف بأي جهة من هؤلاء التكفيريين ولا نمت إليهم بأي صلة على ما قال أمس الرئيس فؤاد السنيورة في كلمته أمام مؤتمر لقاء «سيدة الجبل» (المسيحي).

ومع ذلك نراها مناسبة لنقول لـ«حزب الله»: لقد وقع المحظور، وقع ما كنا نحذر منه، وقع ما آلت إليه تورطاتكم في الحرب السورية، قلنا بالنأي بالنفس فقلتم بأنكم بتدخلكم تمنعون ما أسميتموه الإرهاب من الوصول الى لبنان…

وهذه هي نتيجة تدخلكم تتواصل مأساة اثر مأساة… منذ تفجيرات الضاحية حتى غزوة عرسال وما ترتب عليها حتى الآن… وما زلنا في البداية!