تقول مصادر سياسية متابعة للملف الرئاسي انه مثلما يطير الحمام المتواجد في محيط المجلس النيابي مع قدوم ما يسمى بالسادة النواب، ، لحضور جلسة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية تطير الجلسة من تأجيل الى آخر.
وقُبيل إنعقاد جلسة 22 الشهر الحالي التي حددها رئيس المجلس نبيه بري، كموعد كسابقاته من المواعيد لانتخاب رئيس للجمهورية والتي من المؤكد بأنها ستختتم بتأجيل آخر، طار المرشحون والطامحون لمنصب صاحب الفخامة «الفراغ الرئيس»، الى بعض الدول الغربية والعربية، ومنهم الدكتور سمير جعجع والوزير بطرس حرب وزعيم المختارة وليد جنبلاط الذي يريد تسويق مرشحه، وكلهم يريدون الاطلاع من قادة الدول صاحبة القرار، لمخاطر الفراغ ولترويج أنفسهم لهذا المنصب العتيد، بعد ان تبيَن لهم بأن سفراء هذه الدول المعتمدين في لبنان لا يستطيعون الحل أوالربط في هذا الشأن الرئاسي، وبأن مهامهم تقتصر على استمزاج آراء قادة الكتل النيابية والنواب حول شخصية الرئيس، ومن ثم رفع تقاريرهم ليبنى على الشيء مقتضاه.
ولما كان انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية كما تقول المصادر يحتاج الى «الروح القدس» كما قال رئيس الجمهورية ميشال سليمان، كان لا بد للسادة الطائرين المسافرين أن يضعوا الدول المعنية بمعنى الفراغ وخطورته على لبنان . مع العلم أن رئيس الحكومة الحالي تمام سلام شد الرحال وزار المملكة العربية السعودية، وكذلك رئيس تيار المستقبل فؤاد السنيورة والذي غادر للقاء سعد الحريري في باريس ومن بعدها السعودية لاطلاع المملكة على ان الفراغ قد يتبعه إسقاط للحكومة السلامية غير المتجانسة والتي لا تستطيع تلبية كل مطالب الفئات الشعبية التي، إحتجت وإعتصمت وأضربت وهي على استعداد للقيام بمثل هذه التحركات لاحقا لاسقاط الحكومة التي يرأسها سلام في الشارع، مما يهدد البلاد قولا لا فعلا بالفراغ التام ما قد يتطلب من كافة الافرقاء سواء في 8 او 14 اذار الى عقد مؤتمر تأسيسي جديد في لبنان يلغي إتفاق الطائف ويغيَر كثيرا من الواقع المتعارف عليه حاليا سواء بالنسبة للرئاسات الثلاث، وكذلك لهيكلية الدولة. هذا في حال لم تحصل امور امنية لا يستطيع احد ضبط إيقاعها في ظل غياب السلطة التنفيذية المتمثلة برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
وتشير المصادر الى ان الحديث عن هذا المرشح او ذاك، ما هو إلا ضرب من ضروب الخيال، حيث لا رئيس للجمهورية اللبنانية قبل شهر أيلول على اقرب تقدير وذلك لحين إنضاج الطبخة الدولية لرئاسة الجمهورية اللبنانية كما كان يحدث في السابق ويخطىء، كل من يعتقد أن رؤساء الجمهورية اللبنانية منذ الاستقلال الى اليوم هم من صنع لبناني – لبناني، ولم تعرف الجمهورية رئيسا من انتاج لبناني إلا الرئيس المرحوم سليمان فرنجية.
ولكن… حتى ذلك الموعد تضيف المصادر لا احد يعلم اي جمهورية ينتظر لبنان والشعب اللبناني، غير ألازمات المستمرة، التنمية المتوقفة، والتلاعب بمقدَّرات الدولة، والتراجع الكبير على كافة المستويات. هذا، تقول الاوساط، هو ملخص حالنا منذ سنوات، وهو ما أدَّى إلى حالة عارمة من الإحباط والتشاؤم حيال مستقبل البلد وخصوصا عند اي استحقاق دستوري، وبأن هذا الوضع ليس وليد اليوم، بل نتيجة تراكمات طويلة، حتى وصلنا إلى هذه المعضلة التي تعيق وتعرقل كل شيء، وتصل بنا إلى مرحلة من الجمود، فإذا كان هذا التشخيص كُتب على لبنان واللبنانيين منذ ما قبل الطائف، فما الذي تغيّر وتبدّل؟