IMLebanon

لا مفاجآت إنتخابية اليوم والإستــــحقاق الرئاسي يراوح مكانه

 

صبّت كلّ المعطيات التي تجمّعت حتى ليل أمس في اتّجاه عدم اكتمال نصاب جلسة انتخاب رئيس جمهورية جديد اليوم في دورتها الثانية، وتوجيه رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي الدعوة إلى جلسة جديدة ربّما يكون موعدها الأربعاء المقبل. فيما ظلّت الأنظار مشدودة إلى باريس التي تشهد لقاءات بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، تتّصل برغبة رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ترشيحَ نفسه لرئاسة الجمهورية مرشّحاً توافقيّاً.

من المنتظر أن يحضر نوّاب فريق14  آذار إلى مجلس النواب اليوم متمسّكين بترشيح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، كذلك ستحضر كتلة النائب وليد جنبلاط عن الفريق الوسطي مستمرّةً في مرشّحها النائب هنري حلو، و»كتلة التنميةِ والتحرير» عن فريق 8 آذار، فيما يغيب تكتّل «التغيير والإصلاح» لغياب التوافق على اسم الرئيس، وستتضامن معه كتلة «الوفاء للمقاومة».

ورجّحت مصادر نيابية تواكب الإحصاءات الخاصة بجلسة اليوم حضورَ ما بين 71 و73 نائباً داخل قاعة المجلس النيابي.

وفي الإحصاء أنّ النواب الـ 48 الذين انتخبوا جعجع في الجلسة الماضية سيشاركون في جلسة اليوم، بعدما تبيّن أنّ حضور النائب خالد الضاهر سيعوّض غياب نائب رئيس مجلس النوّاب فريد مكاري الموجود في باريس. وسيغيب من بين الذين انتخبوا حلو الرئيس نجيب ميقاتي الذي قالت مصادره لـ»الجمهورية» إنّه اضطرّ للسفر إلى الخارج بسبب ارتباطات مسبقة لا يمكن التخلّص منها أو تأجيلها، لكنّ زميله النائب أحمد كرامي سيحضر الجلسة. وتردّد أنّ النائب محمد الصفدي موجود خارج لبنان، فيما سيحضر 12 نائباً من كتلة «التنمية والتحرير» من أصل 13 لغياب أحد نوّابها علي بزّي الموجود خارج لبنان.

برّي

في غضون ذلك، أكّد برّي أنّ كتلته ستشارك في الجلسة اليوم، ولن تنسحب تأكيداً لكلامه «أنّنا أوّل من يدخل الى الجلسة وآخر من يخرج منها، وإذا لم يكتمل النصاب فإنّني سأرفعها إلى موعد آخر».

وأبدى قلقه من استمرار عدم اكتمال النصاب «لأنّنا بعد أسبوعين نصبح على مقربة من 25 أيّار، حيث تنتهي المهلة الدستورية، ما يعني أنّني لا أستطيع أن أكتفي بتحديد مواعيد، بل سأقوم بتحرّك من أجل إنجاز الاستحقاق».

وإذ رجّح البعض أن يواظب رئيس المجلس على الدعوة الى عقد جلسات متتالية ومتقاربة زمنياً لانتخاب رئيس قبل انتهاء المهلة الدستورية، أشار برّي إلى أنّ المعطيات الحالية تشير إلى أن لا توافق بعد على رئيس، ما يعني أن لا نصاب. وأكّد أنّه لم يرشح بعد أيّ شيء عن اجتماع باريس بين الحريري وباسيل، وقال: «إذا حصل تقدّم أو اتّفاق اليوم أو غداً فإنّ ذلك سيستغرق وقتاً لتظهيره، إذ سيتولّى كلّ طرف ترتيب أوضاعه مع حلفائه، لكن لا شيء ملموساً بعد، وحتى لو حصل الاتفاق اليوم (أمس) فإنّ انعقاد الجلسة يبقى متعذّراً غدا (اليوم)».

وسُئل برّي: هل مِن تحرّك خارجي في شأن الاستحقاق الرئاسي؟ فأجاب «إنّ الموقف الذي أبلغتُه الى السفراء هو أنّني حريص كلّ الحرص على لبنَنة الاستحقاق، وبعض المواقف التي تصلني من الخارج مباشرةً عبر السفراء، أو بطريقة غير مباشرة، تؤيّد هذا التوجّه، وإنّني طلبت من الاميركيين عدم التدخّل في الاستحقاق، وتبلّغت منهم أنّهم ليسوا مع أيّ مرشّح ولا يضعون أيّ «فيتو» على أيّ مرشّح، وأنّهم يريدون أن تُجرى الانتخابات الرئاسية في موعدها»

«التكتّل»

وكان تكتّل «التغيير والإصلاح» أكّد إثر اجتماعه أمس رغبته «في رئيس قويّ في بيئته وقادرٍ على الجمع»، معلناً عدم إيمانه بالفراغ، «بل بالخَيار الوطني الجدّي وليس بجلسات فولكلور». وأكّد أنّ الاستحقاق الرئاسي «ضروريّ ويجب ان تتوافر فيه الشروط التي أعلنها منذ البداية والتي مازال يتمسّك بها».

«المستقبل»

أمّا كتلة «المستقبل» فأكّدت أنّ «من حق أيّ مرشح أن يعلن ترشيحه، وذلك ضمن المنافسة المشروعة التي يتيحها النظام الديموقراطي اللبناني، والمجال مفتوح غداً (اليوم) لفوز من يحصل على الغالبية المحدّدة لأصوات النواب». وأكّدت أنّ جعجع «هو المرشّح الذي أجمعَت عليه قوى 14 آذار، والكتلة تدعو النواب للاقتراع له في جلسة الغد، علماً أنّ البرنامج الذي اعلنه وشرحه يمثّل تطلعات الأكثرية الساحقة من اللبنانيين في دولة سيّدة حرّة مستقلة، وهو في ذلك يعبّر عن الأهداف الأساسية التي يمثّلها تحالف انتفاضة الاستقلال وقوى14  آذار».

 الحريري ـ باسيل

وعشية الجلسة، تواصَلت المشاورات الرئاسية في بيروت وعلى خط باريس التي عُقد فيها اجتماع بين الحريري وباسيل في حضور الوزير الياس ابو صعب ومسؤولين في «المستقبل» وتخلّلته خلوة ثنائية بينهما.

وقالت مصادر عليمة لـ«الجمهورية» إنّ المعلومات الشحيحة التي تسرّبت أكّدت أنّ اللقاء لم يأتِ بجديد، فالظروف فرَضت انعقاده في باريس بعدما تلقّى الحريري نصيحة بعدم عقدِه في السعودية لرغبتِها في عدم إعطائه أيّ صبغة يمكن ان تشير الى تورّطها في العملية الإنتخابية بمجرّد حصوله على أرضها.

ولفتَت المصادر الى أنّ الحريري كان واضحاً في حديثه عمّا يعوق التفاهم الذي يمكن ان يشكّل خروجاً على كثير من الإلتزامات التي قدّمها لحلفائه، وكذلك بالنسبة الى عدم قدرة عون على تقديم أيّ خيارات جديدة شكلاً ومضموناً، قد تبعده في أيّ لحظة عن حلفائه الشيعة، وتحديداً قيادة «حزب الله»، وعدم وجود ما يؤشّر الى متغيّرات أساسية في التحالفات القائمة في لبنان، وعدم استعداد الحزب لتقديم أيّ تنازلات قياساً على حجم الإنتصارات التي حقّقها في سوريا، وهو يتحدّث عن حسم قريب لقوّاته في الغوطة الغربية باستكمال السيطرة على المناطق التي تمتد على طول الحدود اللبنانية ـ السورية.

في بيروت

أمّا في الحراك الداخلي المتصل بالاستحقاق، فقد زار الوزير وائل ابو فاعور العائد من لقاء الحريري في جدّة، برّي في حضور الوزير علي حسن خليل الذي التقى الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري.

وإذ وصف خليل لقاءَه وأحمد الحريري بأنّه «إجتماع عادي تنسيقي»، نافياً أن «يكونَ البحثُ قد تطرّقَ إلى ملفِ الإستحقاق الرئاسي»، قالت مصادر مطلعة إنّ الحريري قد كلّف الامين العام لـ»المستقبل» زيارة خليل ليبلّغ إليه انّ التفاهم بين «المستقبل» وعون ما زال خياراً بعيد المنال لأنّ الأجواء لا تسمح بحصوله في ظلّ المعطيات السائدة راهناً.

وقالت مصادر مطلعة إنّ الحريري نُمِي إليه أنّ برّي وجنبلاط «قلقانِ» من أيّ تفاهم بينه وعون، فقرّر التحرّك بسرعة لتبديد هذا القلق لأنّ تفاهماً من هذا النوع لا يمكن التوصل اليه في هذه الظروف، وأنّ الوقت الفاصل عن الإستحقاق الرئاسي لا يسمح بامتحان قدرات عون وما يمكن ان يتعهّد به لـ»المستقبل»، وكذلك ما يمكن القيام به قريباً، خصوصاً عندما يتصل الأمر بانتخابات الرئاسة.

وذكرت المصادر أنّ احمد الحريري ابلغ الى خليل انّ ايّ توجّه لـ«المستقبل» بهذا الحجم في شكله وتوقيته ومضمونه لن يكون في معزل عن التفاهم مع برّي، ولم يشِر الى ايّ التزامات مسبقة تجاه جنبلاط، وهو ما عبّرت عنه أجواء الجفاء التي واجهها ابو فاعور.

وفي هذه الأثناء كان اللافت تصريح مكاري الذي هاجم بقوّة مواقف جنبلاط بعد انتقاله من الرياض الى باريس وقبيل لقائه الحريري فيها، ما عكس فقدان الثقة بجنبلاط وتوجّهاته الأخيرة، خصوصاً أنّ هناك ما يشي بإمكان تراجعه عن موقفه الوسطي بعد لقاءات جمعت موفدين له ومسؤولين في حزب الله، بحيث بات رهناً بإشارةٍ يمكن ان تؤدّي الى ترشيح عون علناً في الجلسة الثالثة للمجلس النيابي، حسب أوساط عليمة، في خطوة اعتُبرت خطاً فاصلاً أو امتحاناً لإمكان بدء مرحلة جديدة في البحث عن بديل لعون إذا رفضَه جنبلاط الذي تحدّثت مصادره عن استياء بالغ ممّا ينقل اليه عن اوساط عون، واعتبار دوره هامشياً في العملية الإنتخابية لاختيار الرئيس العتيد.

مواقف دولية

وفي المواقف الدولية من الاستحقاق، دعا السفير الأميركي ديفيد هيل بعد لقائه رئيس حزب الكتائب أمين الجميل إلى «انبثاق السلطة ضمن المهل الدستورية وبالطرق الديموقراطية وانتخاب رئيس للجمهورية بما يضمن تلافي الفراغ، وتثبيت الاستقرار في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة.

وأبدى السفير الروسي الكسندر زاسبيكين بعد زيارته وزير الداخلية نهاد المشنوق تفاؤله بالمرحلة المقبلة «على الرغم من أنّ التشاور حول الاستحقاق الرئاسي سيستمر بعض الوقت». وجدّد التأكيد أن «لا مرشّح خاصاً لموسكو»، أملاً في «أن يكون الرئيس الجديد فعّالاً وقادراً على إدارة الأمور بالتعاون مع القوى الاساسية اللبنانية خلال المرحلة المقبلة». وقال: «نحن نرى دوراً للأطراف الخارجية في تنقية الأجواء حول هذا الموضوع، وليس بالتدخّل، بل بخلق الظروف المناسبة».

وبدوره، المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي زار المشنوق، وأكّد «اهتمام الجميع بمسار الانتخابات الرئاسية، والذي نأمل أن يتمّ بنجاح في المهلة الدستورية، ولكن من المهم أيضاً أن يكون لبنان مستعداً بالفعل لإتمام الجزء الأساسي الآخر من العملية الديموقراطية، وهو الانتخابات النيابية».

الروزنامة المطلبية

في اليوم الثاني في روزنامة التحرّكات المطلبية، كانت البلاد على موعد امس مع إضرابات هيئة التنسيق النقابية وتظاهراتها. وسينفّذ الاتحاد العمّالي العام اليوم إضرابات وتظاهرات بالتزامن مع انعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية.

وأكّدت هيئة التنسيق التي نظّمت امس تظاهرة مركزية حاشدة انتهت بالتجمّع في ساحة رياض الصلح، أنّ يوم امس «بداية وليس نهاية، وأنّ التصعيد مستمر في المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد أن تكون اللجنة النيابية المولجة إعادة درس مشروع سلسلة الرتب والرواتب قد رفعت تقريرها النهائي الى المجلس النيابي». واستبقت الهيئة التقرير بمهاجمته، مؤكّدةً توجّسها من السرّية التي اعتمدتها اللجنة في عملها، ومن التسريبات التي تفيد بأنّ التشحيل طاولَ المشروع الأساسي.

وقد شملَ الإضراب أمس المدارس الرسمية وبعض المدارس الخاصة، إضافةَ الى الإدارات العامة في مختلف المناطق، في حين انطلقت تظاهرة مركزية من امام مصرف لبنان الى مقرّ غرفة التجارة والصناعة في الصنائع، فجمعية المصارف في رياض الصلح. وأطلق المتظاهرون امام مصرف لبنان هتافات تندّد «بسياسة حاكم المصرف حيال السلسلة». كذلك رفعت لافتات تندّد بالمجلس النيابي وتطالب بـ»إجراء انتخابات نيابية مُبكرة»، وأُخرى تهاجم مَن سَمّتهم «حيتان المال»، وثالثة تدعو الى «رفع الظلم عن الأستاذ الثانوي».

وأشار رئيس رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب إلى أنّ «اللجنة النيابية المكلفة درس سلسلة الرتب والرواتب ستضع تقريرها بعد يوم أو يومين، لكنّنا نرى في هذا التقرير أنّه مولود ميت، وإنْ حاولوا إحياءَه نقول لهم منذ الآن: نحن على الموعد في كلّ آن وأوان، في الوقت المناسب عندما يطرحونه، وسيكون الإنفجار العظيم».

بدوره، طلب نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض الإستعداد لخطوات تصعيدية إذا لم يتمّ إقرار السلسلة. وتوجّه الى النواب قائلاً: «الإصلاح الحقيقي لا يكون بالمسّ بمكتسبات الاساتذة الذين عملوا جاهدين للحصول عليها». وأشار الى أنّ «الطبقة الحاكمة أثبتَت انّها على علاقة وطيدة بالهيئات الإقتصادية المرتبطة بالفساد». وقال إنّ «مجلس النواب الذي مدّد لنفسه هو أمام امتحان احترام الاتفاقات مع الهيئة، أو أنّه يدفعنا الى الشارع»، مشدّداً على أنّ مكافحة الفساد تشكّل مصدر تمويل السلسلة.

في سياق متصل بالحركة المطلبية، التأمَت لجنة المؤشّر أمس برئاسة وزير العمل سجعان قزي وحضور أعضاء اللجنة وغياب ممثلي الهيئات الاقتصادية، وأوصَت بضرورة حضور جميع الاطراف المعنية باجتماعات اللجنة الهادفة الى التعاون والتنسيق في كلّ المسائل المطروحة، مع تفهّمها لغياب الهيئات الاقتصادية في الوقت الحاضر. كذلك اشارت الى ضرورة دعوة اطراف اقتصادية اخرى ذات صلة الى الإجتماعات المقبلة، وشدّدت على ضرورة اعتماد المؤشر آليةً لتصحيح الأجور سنوياً لكي لا تتراكم الزيادات وتصبح المطالب العمّالية اكبر من طاقة الهيئات الاقتصادية.

وأوضح قزّي بعد اللقاء أنّ «الإجتماع بحثَ في كل القضايا المتعلقة بموضوع العمل الذي تشترك فيه الاتحادات العمالية وأرباب العمل، على رغم اعتذار ممثلي الهيئات الاقتصادية. واتفقنا على أنّ من الضروري على الدولة ان تعتمد المؤشّر دورياً كآلية لتصحيح الأجور سنوياً، لأنّه إذا حصل اعتماد دوريّ للمؤشّر لا تعود هناك مطالبات عمّالية تفوق نسبة هذا المؤشّر».

وفي هذا الإطار، عَزا رئيس جمعية تجّار بيروت نقولا شمّاس، وهو يمثّل الهيئات الاقتصادية في اجتماع لجنة المؤشّر، هذا الغياب الى اسباب لوجستيه بَحتة. وأكّد لـ»الجمهورية» أنّ غيابه عن لجنة المؤشّر لم يكن متعمّداً. وإذ أكّد أنّ الهيئات الاقتصادية لم تقاطع جلسات لجنة المؤشّر، لفتَ الى أنّه شدّد في محضر الاجتماع الاوّل على أن لا تكون وتيرة اجتماعات لجنة المؤشر سريعة.

ورحّب شمّاس بما ورد في توصيات اللجنة حول دعوة أطراف اقتصادية أخرى ذات صِلة الى الاجتماعات المقبلة.

تاجر مخدّرات كبير

أمنيّاً، وفي عملية نوعيّة أشرفَ عليها المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، وقع أكبر تاجر مخدّرات في بيروت وجبل لبنان في قبضة القوى الأمنية، بعدما نجح في مدّ خيوطه «الشيطانية» إلى داخل الجامعات والملاهي الليلية. وفي رومية دخلت القوّة الضاربة حرمَ السجن لإخراج سجناء رفضوا تنفيذ قرار قضائي باستدعائهم للاستماع إليهم في تحقيق سرّي تُجريه شعبة المعلومات. وتأتي هذه الخطوة في إطار إصرار بصبوص على فرض الأمن داخل السجن (راجع صفحة 10 )