شدت طرابلس في شمال لبنان أنظار اللبنانيين الذين يعانون من تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية واستمرار المراوحة في المواقف من عقد جلسة تشريعية للبرلمان، مع تمكن الأجهزة الأمنية اللبنانية من تحقيق انجاز نوعي تمثل بتوقيف استخبارات الجيش أحد قادة «جبهة النصرة« في لبنان المدعو حسام عبدالله صباغ المطلوب بمذكرات توقيف محلية ودولية، ومقتل مشغّل الانتحاريين المنتمين الى «داعش» المدعو منذر خلدون الحسن أثناء دهم القوة الضاربة في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي شقة كان يستخدمها في مجمع سكني في طرابلس وتعود الى أحد أقربائه بعد رفضه الاستسلام على رغم تدخل عمته لإقناعه بذلك. (راجع ص 5)
وسيكون هذا الانجاز الأمني المزدوج الذي تم بعد منتصف الليل قبل الفائت وبفارق زمني بسيط بين توقيف صباغ اللبناني (يحمل الجنسية الاسترالية) ومقتل الحسن (لبناني يحمل الجنسية السويدية) موضع اهتمام دولي ومحلي وإقليمي، ولم تؤثر فيه ردود الفعل التي بقيت محصورة في عدد من أحياء طرابلس ولم تتطور، على رغم دعوة مناصري صباغ الى التضامن معه، نظراً الى دور الأخير في انشاء مجموعة مسلحة بأسلحة فردية متطورة وفي ترويجه لتعاليم «جبهة النصرة«، وورود اسم الحسن على لائحة المطلوبين في قضية الانتحاريين المنتمين الى «داعش» ومن بينهم السعودي علي ابراهيم الثويني الموقوف لدى الأمن العام ورفيقه الانتحاري عبدالرحمن بن ناصر الشنيفي الذي قتل أثناء دهم فندق «دو روي« في الروشة، اضافة الى الفرنسي فايز بوشران الذي أوقفته شعبة «المعلومات« في فندق «نابليون«.
وصباغ الذي تبين انه على صلة بـ «جبهة النصرة» في سورية والعراق وأفغانستان كان مطلوباً من ضمن لائحة قادة المحاور في طرابلس لإخلالهم بالأمن وتهديد الاستقرار، فيما شكل مقتل الحسن ضربة لـ «داعش« باعتباره أحد أبرز المشرفين على اعداد الانتحاريين وتدريبهم للقيام بعمليات انتحارية يحدد لهم ساعة الصفر، اضافة الى انه كان وراء مخبأ الأسلحة الذي ضبط في مغارة في فنيدق (عكار) بعد أن أوقف الجيش شخصين من بزبينا في عكار هما محمود خالد وعلاء كنعان اعترفا بعلاقتهما المباشرة به.