لبنان أمام فراغ رئاسي طويل والوصول إلى مرشح تسوية صعب حالياً
جنبلاط مرتاح لتعثر اتصالات عون ــ الحريري ويرفض تعديلاً دستورياً
توافق المستقبل ــ حزب الله على تعيين 5 محافظين أثار احتجاجات وزراء الاشتراكي والكتائب
«حركة بلا بركة» حتى الآن على جبهة الاستحقاق الرئاسي، وكل الاتصالات الداخلية والخارجية التي تمت، وتحديداً في العاصمة الفرنسية باريس لم تحمل اي تصورات جدية وملموسة بإبعاد شبح الفراغ الرئاسي الطويل وان التوافق على مواصفات مرشح التسوية صعب حالياً. وهذه المخاوف من عدم حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده ابداها الرئيس نبيه بري امام السفراء الذين التقاهم امس في عين التينة بدءا من السفير الاميركي ديفيد هيل الى سفراء الاتحاد الاوروبي، وقد عبر الرئيس بري عن قلقه من عدم حصول الاستحقاق في موعده، وهذا ما يفرض علينا جميعاً مضاعفة الجهود لحصول الاستحقاق الذي ما زال يعيش مأزقاً، وأكد الحريري حرصه وعمله على لبننة الاستحقاق وشدد على مضاعفة اللبنانيين جهودهم لانجاح الاستحقاق.
وقد سجلت حركة لافتة للسفير الاميركي ديفيد هيل على خط الاستحقاق عبر زياراته لعين التينة والسراي، بالاضافة الى لقاءات عقدها بعيداً عن الاضواء. وسيتوجه هيل ايضاً الى السعودية لبحث هذا الملف مع المسؤولين السعوديين ولقاء الحريري حيث حض هيل اللبنانيين على اختيار رئيسهم بأنفسهم، وفي موازاة ذلك عاد السفير السعودي علي عواض عسيري الى لبنان واتصل بالرؤساء وشدد على ان السعودية لا تتدخل في الموضوع الرئاسي اللبناني وان هذا الاختيار مسؤولية اللبنانيين متحدثا عن ظروف حساسة في المنطقة.
لكن المعلومات اكدت ان عودة السفير عسيري سترفع من منسوب الاتصالات المتعلقة بالشأن الرئاسي قبل ان ينتقل من بيروت الى باكستان كسفير لبلاده.
اما على صعيد النائب وليد جنبلاط فظهر مرتاحاً بعد عودة ابو فاعور من السعودية الذي نقل له اجواء استحالة توافق عون ـ الحريري وزاد ارتياحه بعد اطلاعه على فحوى مباحثات الحريري ـ باسيل ـ ابي صعب في باريس، وصعوبة الوصول الى توافق بين الطرفين بشأن الاستحقاق، حيث كان جنبلاط متوجساً من هذه اللقاءات لكنه ظهر اكثر ارتياحاً في اليومين الماضيين، علما ان جنبلاط قال إنه لم يعترض على اسم العماد جان قهوجي لرئاسة الجمهورية، لكنه يفضل عدم حصول تعديل دستوري في هذه الفترة، مؤكداً قدرة الطبقة السياسية على انتاج رئيس من صفوفها.
في حين اشارت معلومات مؤكدة على ان ديبلوماسيين اجانب في لبنان قالوا لمسؤولين لبنانيين «المطلوب حسن ادارة الفراغ اللبناني عبر حكومة الرئىس تمام سلام وادارة الفراغ بأقل الاضرار، وهذا ما يفرض استمرار التواصل بين الحريري والعماد ميشال عون للحفاظ على الحكومة لتمرير «الفراغ بأقل الخسائر».
وقال الديبلوماسي «اذا كانت حظوظ العماد عون شبه مستحيلة فان حظوظ الوصول لمرشح من 14 آذار «مقفلة» كليا، «مسكرة»، وبالتالي لا بد من الوصول الى مرشح توافقي مواصفاته غير ناضجة بعد، وهناك استحالة للوصول اليه قبل 25 أيار، كما ان الملف اللبناني مرتبط بالانتخابات العراقية ونتائجها ستؤشر الى تسوية او عدمها في كل المنطقة، فاذا عاد المالكي فشلت التسوية وبالعكس».
على صعيد آخر، ازدحمت الساحة السياسية امس بالمواقف السياسية المتعلقة بالاستحقاق وتمنت حصوله في موعده دون اغفال صعوبات تحقيق هذا الامر في موعده الدستوري.
وأمل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الجلسة المقبلة حتى لو اقتضى الامر عقد دورات متتالية لانها الممارسة الديموقراطية الصحيحة.
واكد رئىس الجمهورية ان من اولوياتنا في هذه المرحلة وجوب حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده، ويجب تجنب الفراغ، واذ اعتبر ان تدخل الدول مرفوض وخصوصاً في مسألة الاختيار، جدد المطالبة برئيس صناعة لبنانية. واعتبر ان من المؤكد ان من سيصل الى هذا المنصب سيكون له مؤيدون وهو ليس مجرد اسم يأتي من الخارج وليس متصرفاً يتم تعيينه من الخارج.
اما الرئيس تمام سلام فقال: امامنا مرحلة ليست سهلة وتحد كبير يتمثل بالاستحقاق الرئاسي الكبير، اي انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حتى هذه اللحظة لم يظهر شيء يعطي اشارة الى ان هذا الاستحقاق سينجز بشكل مريح، وكلنا امل ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية كما تم انتاج الحكومة بتوافق القوى السياسية ودون تدخل خارجي.
اما السفير الاميركي ديفيد هيل الذي تحرك على خط عين التينة – السراي فقال «ان الانتخابات الرئاسية اللبنانية والانتخابات البرلمانية المقبلة في الخريف عمليتان لبنانيتان كلياً، على اللبنانيين اختيار قادتهم»، واضاف: كثيرون يسألون عن دور المجتمع الدولي وواشنطن من هذه الانتخابات، والجواب بسيط ان دورنا هو العمل على مساعدة اللبنانيين في حماية هذه العملية بحيث ينتخب اللبنانيون رئيسا وفقاً لاحكام الدستور وفي الوقت المحدد، ليس لدينا اي دور في اختيار مرشح ولا ينبغي ذلك لأي قوة اجنبية اخرى، ان عملية الانتخاب هي فقط مسؤولية اللبنانيين. اما سفيرة الاتحاد الاوروبي فعبرت عن دعم اوروبا الكامل لكل المؤسسات ولكل اللبنانيين في انجاز هذا الاستحقاق في موعده. اما السفير السعودي علي عواض عسيري الذي عاد الى لبنان امس فقال ان المملكة لم ولن تتدخل في الشأن الداخلي اللبناني. واللبنانيون هم من يختارون رئيسهم وهم قادرون على ذلك ونرى ان الخيار يجب ان يكون لبنانيا ـ لبنانيا وما نعمل عليه هو ان يكون هناك توافق بين جميع القوى اللبنانية السياسية في ظل هذه الفترة المتبقية بعيداً عن الفراغ، لكي يختاروا رئىسا للبنان للمرحلة المقبلة.
سجالات مجلس الوزراء
من جهة اخرى، ادت الاتصالات بين وزراء حزب الله والمستقبل قبل موعد جلسة مجلس الوزراء الى انتاج توافق وصفقة على تعيين 5 محافظين اثار اعتراضات واحتجاجات وزراء الاشتراكي والكتائب داخل مجلس الوزراء، وتحديداً من الوزيرين آلان حكيم ووائل ابو فاعور الذي انتقد الطريقة وكيفية نقل الجلسة من السراي الى قصر بعبدا قبل ساعات لاقرار التعيينات سائلا عن عملية الانزال التي تمت في هذا الشأن اذ لم يتم درسها، مشيرا الى وجود مراكز شاغرة كثيرة. وقال هناك آلية معتمدة في مجلس الوزراء لاجراء التعيينات واذا كنا لا نريد الالتزام بها فلنبدأ بطريقة جديدة.
كما انتقد الوزير الان حكيم مبدأ التعيينات بهذه الطريقة وحرمان طوائف هذا الحق. فيما خرج الوزير حسين الحاج حسن من الجلسة ليقدم التهاني لاهالي بعلبك – الهرمل بتعيين محافظ لاول مرة للمنطقة.
وقد تم الاتفاق على درس سلة جديدة من التعيينات تراعي الجميع وتحفظ حقوق كل الطوائف على ان تقر في جلسة مجلس الوزراء المقبلة وتحديداً في الجمارك، علماً انه تم تعيين محافظين لمحافظتين جديدتين للمرة الاولى وهما عكار ـ وبعلبك الهرمل.
اما المحافظون فهم : فؤاد فليفل ـ جبل لبنان ـ سني، زياد شبيب ـ بيروت ـ ارثوذكسي، عماد لبكي ـ عكار ـ اقليات ـ لاتيني، رمزي نهرا ـ الشمال ـ كاثوليكي، بشير خضر ـ بعلبك ـ الهرمل ـ علوي ـ محافظة مستحدثة، علما ان مجلس الوزراء كان قد عين قبل اسبوعين منصور ضو ـ درزي ـ محافظا للجنوب، وهذا الملف كان معلقاً منذ سنوات.
كما اقر مجلس الوزراء الاموال المخصصة لبناء جسر جل الديب، وشكل لجنة لهذه الغاية. علما ان اهالي جل الديب كانوا قد نفذوا اعتصاماً هددوا فيه باقفال الطرقات اذا لم يقر مجلس الوزراء ملف الجسر.
طاولة الحوار
اما على صعيد طاولة الحوار الذي دعا اليها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان نهار الاثنين، فقد علم ان ممثلي حزب الله والقومي وطلال ارسلان والمردة لن يحضروا الجلسة، وكذلك القوات اللبنانية وبالتالي ستعقد الجلسة بمن حضر.
جنبلاط وتشريع الحشيشة
اعلن النائب وليد جنبلاط في حديث الى محطة «الجديد» تأييده تشريع زراعة الحشيشة في لبنان، خصوصا في البقاع. وقال: «لا خوف من تشريع الحشيشة وتنظيمها لاسباب طبية، وهي لا تشكل خطرا على الصحة ما لم تصبح ادماناً». ثم كرر تأييده الامر لاسباب طبية وشخصية اذا لم نصل الى الادمان لان البقاع من افقر المناطق الى جانب عكار، مذكرا بأن «ايرادات الحشيشة في البقاع كانت تفعّل الدورة الاقتصادية في لبنان».
واستنكر كيف ان الدولة عرضت على أبناء البقاع زراعات بديلة منها زراعة الزعفران، مشيرا الى انها تحتاج الى خبرة وتزرع في ايران وتحتاج الى يد عاملة متخصصة. وتابع: «هناك انتاج للحبوب المخدرة او التي تعطب الصحة وهي الكبتغون فأليس الافضل العودة الى الحشيشة التي لا تؤثر في الصحة بدل الدخول الى مواد كيميائية مدمرة».