IMLebanon

لبنان في دائرة الخطر وعرضة للإهتـــزازات الأمنية

موسكو

المتابع لمروحة المواقف الروسيّة والأميركيّة يلحظ تبايناً واضحاً بينهما في الملف السوري، فيما تلتقي مواقفهما في الشأن العراقي، وما بين هاتين الأزمتين يبدو وكأنّ لبنان أصبح ساحة مفتوحة قد ينتقل اليها النزاع في ظلّ فراغ كرسي رئاسة الجمهورية وشلل بعض المؤسّسات الدستورية.

تعرب أوساط الخارجية الروسية عن قلقها الشديد حيال الأوضاع في لبنان، وذلك بسبب تعرّضه لثلاثة أعمال إرهابية في أقلّ من أسبوع، ما يؤكّد أنّه بات على رأس سلّم أولويات الحركات الإرهابية الناشطة في المنطقة. وتعتبر الاوساط أنّ ما يتعرَّض له لبنان ناتج عن توسّع دائرة نشاط المنظمات والحركات الإرهابية في المنطقة عموماً وفي العراق وسوريا خصوصاً، إذ إنّ الفلتان الذي تشهده المناطق الحدودية ما بين سوريا والعراق من جهة، وسوريا ولبنان من جهة أخرى، إضافة الى الفوضى التي استقطبت خلال الأعوام الماضية الاتجاه المتطرف، مكّنت الإرهابيّين من التمدّد في اتجاهات كثيرة.

وتتوقع الاوساط استمرار مسلسل الاعمال الارهابية في لبنان في ظل استمرار تنامي نشاط التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وتتخوَّف من أنّ يؤدي نشاط الإرهابيين إلى خللٍ أمني كبير خصوصاً أنّ هذا البلد يعيش في ظروف انقسام سياسي حادّ، وقد أثبَتت التجارب الماضية أنّ لبنان يمكن أن يكون في أيّ وقت عرضة لاهتزازات أمنيّة واسعة نظراً إلى تعقيداته السياسية والاجتماعية.

وتعتبر الأوساط أنّ حكمة القادة السياسيّين في البلاد لا تزال تحول دون الوقوع في فخّ الحرب الأهلية، لذلك، فإنّ هذه القيادات مدعوّة أكثر من أيّ وقت مضى الى الحذر من المخطّطات الإرهابية التي تُرسم لبلدها، وتشدّد على ضرورة انتهاج سياسة حكيمة والسعي الى التقارب من خلال الحوار بهدف إنقاذ البلاد من الدخول في نفق مظلم.

وتؤكّد الأوساط أنّ الفصائل الإرهابية المسلّحة في المنطقة ما كانت لتتمكّن من تنفيذ مخطّطاتها في العراق وسوريا ولبنان من دون أن تتلقّى دعماً مادياً وتقنياً، الأمر الذي تجب معالجته من خلال التعاون ما بين حكومات المنطقة على المستوى السياسي، إضافة الى التعاون الأمني بين مختلف الأجهزة المحلية والإقليمية والدولية لوقف دعم الإرهابيّين. وتشير الأوساط الى تقارير استخبارية تفيد بأنّ بعض الأجهزة الأمنية في المنطقة الذي يعمل تحت غطاءات سياسية محددة، يُغذّي الحركات الإرهابية بوسائل غير تقليدية بعيدة عن الشبهة. وترى أنّ استمرار تنامي النشاط الإرهابي وتلقّيه دعماً مادياً كبيراً سيساعده في خلق ترسانة عسكرية وبشرية كبيرة، وبالتالي، فإنّ ذلك سيأتي على أمن المنطقة برمّتها، خصوصاً أنّ الإرهابيّين قد وجدوا بؤراً حاضنة لهم في بعض مناطق العراق وسوريا، وذلك بسبب تردّي الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

وتؤكّد الأوساط أنّ موسكو حذَّرت أكثر من مرة عواصم عربية وإقليمية وغربية من خلال قنواتها الديبلوماسية من خطورة استمرار غض الطرف عن دعم الحركات المتطرفة، لكنّ تلك التحذيرات لم تلقَ آذاناً صاغية ما يدفع موسكو الى الاعتقاد بأنّ عمليات الدعم تحصل ضمن قنوات تحظى بغطاءٍ سياسي إقليمياً ودولياً.

وتشيد الأوساط بعمل الأجهزة الأمنية اللبنانية التي تمكّنت من كشف العديد من المخطّطات الإرهابية التي كانت معدّة للتنفيذ، على رغم الفراغ الذي يسيطر على بعض المؤسّسات الدستورية في البلاد. وتؤكّد أنّ لبنان سيبقى في دائرة الخطر وعرضة للاهتزازات الأمنية في ظل الفلتان الحاصل في المنطقة وفي انتظار جلاء الصورة في سوريا والعراق.