IMLebanon

لبنان ليس العراق ولن يكون!

التضامن مع الجيش اللبناني أقل الواجب، لكل مسؤول او مواطن لبناني في الحقبة السوداء التي تلت عيده في الأول من آب. فما حصل ويحصل هو نتيجة عدم الأخذ بالتحذيرات من ان الحدود غير مضبوطة، ومفتوحة أمام سوريين يدخلون لبنان عشوائياً ويتنقلون من دون رقيب. لذا يتحمل مسؤولية ما يجري في عرسال اليوم كل من لم يساهم في ضبط الحدود، وكل خطاب غير متضامن مع الجيش، أو مشكك فيه، من نائب ومسؤول، وزعيم وسياسي أو ديني، مرفوض ومدان، ويجب محاسبته ، لأن مثل هذا التحريض يمس الأمن والاستقرار، وخصوصاً المؤسسة العسكرية الضمان الوحيد الباقي للوطن والكيان والشعب.

المطلوب الضرب بيد من حديد والتحوط للمستقبل لعدم تكرار ما حصل، وخصوصاً أن ثمة خوفاً لدى الناس من اللاجئين المنتشرين في كل المناطق، ولا يستطيع أحد التمييز ما بين “الداعشي” والارهابي والهارب مع عائلته من جحيم الحرب في سوريا.

لكن الأكيد ان لبنان ليس العراق، ولا يمكن “داعش” او”النصرة”، التعامل في المناطق اللبنانية كما في العراقية، لان لبنان مركب بطريقة تختلف كثيراً، ولأن مسيحييه مرتبطون بهذه التركيبة ومتشبثون بها، كما ان التوازن السني – الشيعي مع الوجود المسيحي يؤمنان مناعة ضد الحرب المذهبية القائمة في المنطقة. ومن الطبيعي ان مضي المفاوضات الايرانية- الاميركية قدماً سيؤدي دوراً، في حفظ التوافق الوطني في لبنان أو في هزّه وتصديعه. ومن المؤكد أن ما يحصل في لبنان مرتبط بقرار توزيع الأدوار والتسويات في المنطقة، مع العلم ان ثمة قراراَ دولياً بضمان الاستقرار والهدوء في لبنان، وهذا ما يؤشر له التعاون وتبادل المعلومات والتنسيق بين أجهزة المخابرات الدولية، بهدف المساهمة في تحييد لبنان قدر الممكن عن الصراع في منطقة الشرق الأوسط.

لكن المعيب هو تقاعس من في أيديهم زمام الأمور عن الإفادة من هذه الارادة الدولية، والمسارعة الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ، فيما الناس يدفعون الأثمان الباهظة.

لذا نقول إن التشكيك والاتهامات مرفوضة لأنها تدفع البلاد نحو المجهول، فالجيش خط أحمر، وشهداؤه الأبطال خط أحمر، وحمايته واجب مقدس والوقوف معه والى جانبه والدفاع عنه في مواجهة المشككين والمتحاملين واجب كل حريص على سيادة لبنان وحفظ الكيان ومستقبل الأجيال.

من هنا لا تجوز المساومة مع الارهابيين في عرسال، بل يجب ان يحسم الأمر بطريقة صارمة، لإعادة الثقة الى اللبنانيين بوطنهم ودولتهم وجيشهم، ولضمان أن لا يصبح لبنان عراقاً آخر. وكل ذلك لايمكن ان يتحقق بغير القرارات الشجاعة على كل المستويات السياسية والعسكرية المسؤولة. فلبنان أعطانا الكثير، ويستحق منا أكثر.