IMLebanon

لبنان منكوب قبل الجامعة !

منذ ايام نوح يرتفع الصراخ ان “ارفعوا ايديكم عن الجامعة اللبنانية”، حتى الذين “دحشهم” السياسيون في مقاعد الأستذة، وأسبغت المحاصصة عليهم النعمة الاكاديمية عوّدونا الصراخ: ارفعوا ايديكم عن الجامعة، لكن لا الايدي ارتفعت ولا الصراخ يتجاوز حدود الصدى الفارغ.

وهكذا عندما تهدد رابطة الاساتذة المتفرغين بأنها ستعلن “الجامعة اللبنانية منكوبة”، فانها تقدم اطروحة عن واقع “شر البلية” الذي لا يقتصر على تلاعب السياسيين بالجامعة، بل ينسحب على معظم مديريها وأساتذتها، وهم احد وجوه النكبة التي بدأت تنزل بالجامعة بعد الحرب عام ١٩٧٥.

كيف يمكن ان تكون الجامعة غير منكوبة في بلد منكوب في كل شيء تقريباً؟ ان مسخرة المساخر ان ينتظر”الاكاديميون” دهراً ليهددوا باعلان الجامعة منكوبة، وهي التي تغرق في النكبة منذ زمن بعيد، فلا مسألة تعيين العمداء مستجدة بل مزمنة، ولا قضية تفريغ المتعاقدين (وبينهم طبعاً عدد لا بأس به من الفارغين) مستجدة !

لكن الموسم موسم صراخ وإضرابات ومطالبات، وهكذا إما ان تقرّ الحكومة ملفي التفرّغ والعمداء، وإلا سيتم تمديد العطلة الجامعية التي تبدأ في آب “فلا امتحانات الدورة الثانية ستجرى ولا العام الدراسي سيبدأ” وفوق هذا “أعذر من أنذر” … ولكأن البلد والجامعة مثل ساعة سويسرية !

قياساً بالدولة المسخرة تبقى الجامعة “فرجة لمن يتفرّج”، واذا كانت تشوبها عيوب ويصيبها وهن فذلك بسبب الأيدي السياسية والاصابع المذهبية والمخالب الطائفية، التي تتقاسمها كأنها قالب من الجبنة امام قطط جائعة، تتناتش تعيين الموظفين في الادارات والوزارات .

وعلى هذا الأساس لماذا لا يكون كل من وقف وقال “الله يطوّل عمرك يا بيك”، رجلاً فصيحاً وموهوباً ودكتوراً فذاً، يستحق ان يكون استاذاً واكاديمياً ولو من دون ثوب، وربما مديراً وعميداً (ورحمة الله عليك يا ريمون اده) ؟

“اذا لم يتصاعد الدخان الابيض في جلسة مجلس الوزراء فسنعلن الجامعة اللبنانية منكوبة…”. ولكن من اين سيتصاعد الدخان الابيض يا قبّاري، من الحطب الاسود ام من الفحم الحجري؟ ثم هل نحن امام الفاتيكان ننتظر انتخاب بابا جديد، أم اننا امام صندوق إعاشة وردهة بورصة طائفية ومذهبية؟

أولم تقرأ رابطة الاساتذة المتفرغين تصريحات المعنيين في الحكومة عن العميد الدرزي والعميد الكاثوليكي والعميد السني وعن ضرّاب الطبل الارثوذكسي، وعن تعيينات مكشوفة في العمادات قيل انه تم تفصيلها وفق معايير ٨ آذار، وبما يناسب مع طموحات نيابية هبطت فجأة عند المفصّلين تفصيلاً وفصولاً؟!

أوَلم يقرأ الاساتذة تصريحات الوزراء المعنيين، أوَلم يسمعوا بالصراع على الجبنة، ألا يعرفون ان لبنان منكوب قبل جامعته…؟ قال اساتذة قال!