IMLebanon

لبنان والمنطقة على مُفترق خطر والأسابيع المقبلة تُحدّد البوصلة!

واشنطن
قد لا يكون التفجير الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت مُنتصفَ ليل أمس الأول هو الأخير، لكنه قد يفتح مجدّداً ملفاتٍ أمنية وسياسية خطيرة، خصوصاً أنّه يأتي في لحظة سياسية بالغة التعقيد إقليمياً.

إذا صحَّت التسريبات الأمنية عن وجود أكثر من عشر سيارات مُعدّة للتفجير، عندها يصحّ التذكير مجدّداً بالنداء الذي أطلقه النائب وليد جنبلاط منذ يومين بضرورة الحفاظ على دولة «الجنرال غورو» قبل فوات الأوان.

تتحدّث أوساط اميركية مطلعة عن دور نشط لواشنطن في التنسيق مع الجهات الأمنية اللبنانية لكشف شبكات ارهابية تُعدّ لتلك التفجيرات، ومُلاحقتها.

لكنها تحذّر في الوقت نفسه من أنّ إمعان بعض الأطراف في «لعبة تجاهل» الآخرين، قد يقود لبنان الى الوضع الذي وصل اليه العراق اليوم. وتقول الأوساط «إنّ استمرار البعض في منطق الإستقواء بما شهدته سوريا خلال الاشهر الماضية، مُفترضاً في الوقت نفسه أنّ من حقّه إعادة طرح «صيغة» لبنان التي يقبلها، قد تصبح أثراً بعد حين، إذا لم يُستدرَك ما يمكن استدراكه، ولم تُستغلّ اللحظة السياسية الراهنة، ولو كان هذا الطرف في عزّ فائض قوته اليوم».

وتكشف تلك الأوساط أنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يناقش خلال جولته في المنطقة إمكان إيجاد أرضية مشتركة بين القوى المتنازعة، بما يضع حدّاً للتدهور غير المسبوق في علاقات المكوّنين الرئيسَين فيها: السنّة والشيعة.

فهو كان واضحاً وجازماً في إفهام من ينبغي إفهامه أنّه لا بدّ من إعادة بناء شراكات سياسية تقبلها الكتل الطائفية والسياسية الكبرى، سواء في العراق او سوريا، او في الدول المحيطة والمتأثرة بما يحصل فيهما، على قاعدة مواجهة الإرهاب وانعكاساته، وبالتالي الوصول الى تفاهمات إقليمية تُحدّد أدوار القوى الرئيسة الفاعلة فيها، وأوزانها».

وتشير تلك الأوساط الى أنّ «الردود الأولى لا تزال سلبية، خصوصاً ردّ الإيرانيين الذين حاولوا تصوير أنفسهم الطرف الأكثر قدرة على الفعل، والمُمسك بكثير من خيوط اللعبة، وأنهم مستعدون لشراكة مع واشنطن في مواجهة الإرهاب».

وتقول الأوساط نفسها «إنّ خيبة أمل الإيرانيين من عقد مثل هذه الشراكة، انعكست تعقيداً في المفاوضات النووية كردّ فعل على الأحداث في العراق، أو في الأعمال العسكرية المرتقبة في سوريا، مع عودة المعارك الى المناطق التي «طُهّرت» من مسلّحي المعارضة السورية، ولا سيما في القلمون».

وتعتقد تلك الأوساط أنّ ما يحصل «يعكس التخبّط السياسي الذي تعيشه السياسة الإيرانية في ساحات عدّة».

ولعل ردّة فعل اسرائيل القوية على ما شهدته حدودها الشمالية، في محاولة لجرّها الى «المعمعة» الحاصلة في المنطقة، هي رسالة شديدة الوضوح بأنّ محاولات الهروب من المأزق عبر استحضار العامل الإسرائيلي، هي بضاعة نفذ تاريخها.

وهذا الأمر ينطبق ايضاً على ما تشهده الأراضي الفلسطينية التي يبدو أنّ خطف «مجهولين» الشبان الإسرائيليّين الثلاثة هو تنفيذ لتعليمات إيرانية في هذا المجال».

وترى الأوساط أنّ «الأسابيع المقبلة قد تحمل وجهةً من إثنتين: إما الوصول الى تفاهمات تبحث وتصحّح مجدّداً وقائع كثيرة حصلت، سواء في الأعوام أو الاشهر الماضية، أو تفلّت النزاع من عقاله مع احتمال تفكّك خريطة دول عدّة.

وتلفت الأوساط أخيراً الى أهمية ما أكّده وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لنظيره الروسي سيرغي لافروف بضرورة العودة الى جوهر تطبيق «جنيف 1» في سوريا، وأهمية تجديد الحديث عن ضرورة انتخاب رئيس جمهورية في لبنان قبل ضياع الفرصة.