IMLebanon

لبنان يرفع لواء التعاطف  على رغم صعوبة أوضاعه

 

نهار الخميس الفائت كانت نقابتا الصحافة والمحررين في لبنان على موعدين منفصلين مع سفير السعودية في لبنان علي عواض العسيري، في زيارتين وداعيتين لمناسبة إنتهاء مهمته في لبنان وتعيينه سفيرًا لبلاده في باكستان.
ليل الاربعاء – الخميس، اي عشية الزيارتيْن، تبلَّغ السفير عسيري من بلاده، ويُقال انه غادر الى المملكة وعاد في الليلة ذاتها، ان بقاءه في لبنان سيستمر لأن المملكة لا تريد أي شغور في سفارتها في لبنان، فتعيين سفير جديد يستلزم تقديم أوراق اعتماده الى رئيس الجمهورية، وبما أن لا رئيس في لبنان فان من الأفضل عدم تعيين سفير جديد لا يستطيع ممارسة مهامه.
هكذا قُرَّ الرأي في المملكة على أن يبقى السفير عسيري في بيروت الى حين إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، فيُهنئه ويغادر الى بلاده إستعداداً لتسلُّم مهامه الجديدة في سفارة بلاده في باكستان.

تعني هذه الواقعة انّ الوضع اللبناني مُتابَعٌ لحظة بلحظة من الدول المعنيّة والمؤثِّرة سواء أكانت عربية أو غربية، وقبل هذه الواقعة تجلَّى هذا الإهتمام، لا بل كاد أن يبلغ ذروته في الحركة التي قام بها الرئيس سعد الحريري من المملكة في اتجاه لبنان والتي تمثَّلت في مكرمة المليار دولار لمؤسسة الجيش اللبناني والقوى الأمنية وسائر الإدارات الأمنية.

عاد الرئيس الحريري وقام بحركةٍ سياسية وشعبية مُذهلة كَسرَت حدة الرتابة في الواقع السياسي اللبناني، وهذه الحركة تستلزم أحياناً البقاء في لبنان كما تستلزم أحياناً السفر الى الخارج حيث هامش اللقاءات يبدو أكثر اتساعًا خصوصًا مع المسؤولين في الدول المؤثِّرة والمعنية.
كانت العودة إلى السعودية وصودِف ان وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل موجودٌ فيها، فبدأت التسريبات لبعض المواقع الالكترونية ترسم السيناريوهات، ومنها: الرئيس سعد الحريري يلتقي الوزير جبران باسيل في جدة. طبعًا الخبر لم يكن صحيحاً، ونفاه مَن يجب ان ينفوه، ومع ذلك لم يُكلِّف أحدٌ، ممن أوردوا الخبر، عناء إيراد خبر النفي. ألم يتذكَّروا، على سبيل المثال لا الحصر، انه في فترة سابقة حين كان سيُعقَد اللقاء بين الرئيس الحريري والوزير باسيل، كتتمّة للقاء بين الرئيس الحريري والعماد عون، إنتقل الحريري من السعودية إلى باريس للقاء باسيل لئلا تُعطى إنطباعات وإيحاءات عن مغزى إنعقاد اللقاء على أرض المملكة؟ الذين مرروا الخبر غير الصحيح، فاتَهُم ان القارئ يملك ذاكرة، وفي أحيانٍ كثيرة ذاكرة ثاقبة، وعليه فإن الخبر لم يحقق أهدافه وسقط كما بُثَّ.
حين يعقد الرئيس الحريري أيّ لقاء فإن مكتبه الإعلامي لا يتوانى عن توزيعه.

بعيدًا من هذه الإلهاءات، توقفت جهات معنية أمام تحركات سيقوم بها بعض المراجع الروحية في اتجاه بعض المناطق العراقية التي تشهد اوضاعاً مأسوية نتيجة ما يرتكبه تنظيم داعش في محيطها.
تندرج في هذا السياق الزيارة التي ينوي القيام بها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى أربيل، على رأس وفدٍ روحيٍّ، كتعبيرٍ عن تضامنٍ لبناني ومسيحي مع أهالي تلك المناطق.
الزيارة برمزيتها في غاية الأهمية لأنها تعكس مدى الحرص اللبناني على التعاطف مع شعوب المنطقة تجاه ما تتعرَّض له، خصوصاً ان أحداً قد لا يكون بمنأى عن مثل هذه التطورات.

تعكس هذه الحركة مدى حيوية صاحب الغبطة البطريرك الراعي وحرصه تجاه كل الشعوب وخاصة المسيحيين منهم، على ما أصابهم ويصيبهم، وعلى الأوضاع السلبية الكارثية التي يمرّون فيها وعلى كافة المستويات.