IMLebanon

لرئيس غير استفزازي يدير الأزمة!

تحدث المسؤول في “إدارة” اميركية ثالثة مهمة يعرف الشرق الأوسط، ويتابع الإرهاب المتفشي في دوله عن الأمر الثاني المطلوب من اللبنانيين، قال: “الأمر الثاني يتعلق بالمسيحيين. عندهم ميشال عون وهو مع “حزب الله”. وأنا أتساءل اذا كان يستطيع “الخروج” منه، واذا كان قادراً على تغيير مواقفه”. علَّقت: ربما السعودية تعتقد ذلك ومعها “تيار المستقبل” او بالأحرى زعيمه سعد الحريري. ردّ: “أعتقد أن في إمكانه تغيير مواقفه. أما سمير جعجع فانه إيديولوجي ولا يتعايش مع “الحزب” ويريده من دون سلاح. حسناً، هذا موقف مبدئي، لكن هل يتحقّق؟ نحن ضد “حزب الله”، ونعتبره أداة لإيران، وقد وضعناه على لائحة الارهاب. لكننا لسنا ضد “حزب الله” السياسي، ولسنا ضد أن يكون للشيعة دورهم في لبنان. لذلك يجب التعاطي مع هذا الأمر بمرونة داخل لبنان”. سألت: هل ترى ان القيادات اللبنانية مرنة وناضجة كفاية للتعاطي مع الوضع على النحو الذي قلته؟ أجاب: “لا أريد الخوض في هذا الموضوع. لكن حتى الآن لم تنزلق هذه القيادات الى حرب مكشوفة أو الى صراع مكشوف. ويدلُّ ذلك على أنهم ربما تعلّموا شيئاً من دروس الماضي. الأمر الثالث هو رئاسة الجمهورية. ميشال سليمان معروف من أتى به الى قيادة الجيش، وكيف أتى الى رئاسة الجمهورية، وكيف كانت مواقفه، ثم كيف تغيّرت تدريجاً وخصوصاً تجاه سوريا و”الحزب”. يجب انتخاب رئيس غير استفزازي يدير الأزمة بحكمة ودراية ويدوِّر الزوايا، لا رئيس آتٍ الى الموقع الأول في قصر بعبدا لكي يتعلّم أو لكي يتعاطى مع مواطنيه وقادتهم على أنه ختم العلم”. علَّقت: أنا لست متفائلاً مثلك. ردّ: “هناك دائماً من يصف كوب الماء بأنه نصف فارغ ومن يقول إنه نصف ملآن”. قلتُ: هناك مسألة البيان الوزاري قبل الاتفاق عليه، وربما ينعكس ذلك سلباً على مجلس النواب. ردَّ: “كل ما تقوله يمكن حصوله. لكن يجب تلافي العنف. لا تدعوا أحداً يجرّكم الى العنف”. قلت: “يسعى “حزب الله” وبجدية تامة الى تجنُّب الانزلاق نحو العنف والحرب رغم تمسّكه بسياسته وأهدافه وأجندته. علماً أن هناك محاولات جدية لاستدراجه اليه من غلاة المتشدِّدين كما من النظام السوري. و”الفلسطينيون اللبنانيون” يمكن أن يُستعمل بعضهم في ذلك. إلى متى يستطيع الصمود رافضاً الحرب أو العنف؟ بمجرد نشوب الحرب تبدأ “العرقنة” في لبنان. تابع المسؤول الأميركي نفسه: “أميركا مرِنة. تتصرف بمرونة، اللبنانيون والعرب يطلبون منها كل شيء، لكنها لا تستطيع أن تعطي ما لا تمتلك، على اللبنانيين أن يقوموا بدورهم. مرونتهم ضرورية. نحن رغم عدائنا لـ”حزب الله” “بلعنا” أموراً عدة، عندنا ثابتة أساسية خارج بلادنا هي اسرائيل والباقي خاضع للمراجعة والتقويم وإعادة التقويم و… المصالح”. ماذا عن سوريا؟ سألتُ. أجاب: “ربما تستمر الحرب في سوريا سنوات. لم يتوافر بعد أي امكان لحل أزمتها”. النظام فيها حقَّق نجاحات عسكرية أخيراً، لكنه لن ينجح في استعادة السيطرة على سوريا كلها. ولولا شيكات ايران وسلاحها كما سلاح روسيا وربما الصين لكان انتهى. هو انتهى كنظام، لكن عنده قوّة عسكرية تمكّنه من البقاء وليس من السيطرة الكاملة على بلاده. وهذا وضع قد يستمر طويلاً”. علّقتُ: “حصل أمر لم يكن في حسبان أحد هو “الاشتباك” السياسي بين روسيا وأوكرانيا الذي أدى الى “احتلال” روسيا شبه جزيرة القرم أو الى “استعادتها”. كيف يؤثّر ذلك في الموضوع السوري؟ سألتُ. أجاب: “الموضوعان منفصلان. لكن إذا قضت المصلحة أو المصالح بارتباطهما فسيرتبطان. كان هناك سوء ادارة من حليف بوتين يانوكوفيتش. ربما يريد بوتين نفوذاً روسياً كاملاً في القرم (ضمّها أخيراً) وأوكرانيا الأخرى ربما يريدها أن لا تكون في حلف شمال الاطلسي، وأن لا تكون ضد روسيا أو ضد أوروبا. أميركا تحاول أن تؤمّن مخرجاً لبوتين من كل ذلك. الارتباط بين أوكرانيا وسوريا قد يحصل اذا ساءت علاقة أميركا بروسيا واذا تعنَّت رئيسها بوتين، أو اذا تذاكى الأسد كالعادة وحاول استغلال ما يجري في أوكرانيا وسوريا لتقوية وضعه الداخلي. وهذا أمر ممكن. النظام السوري يمكن أن يفعل ذلك”. علَّقت: نعم يفعل ذلك. نُقل إليّ كلام روسي يفيد أن حل أزمة سوريا يحتاج الى عشرة مؤتمرات في جنيف أو اكثر. ثم سألت: ماذا عن مساعي وزير الخارجية كيري في الشرق الأوسط؟ هل تنجح؟