فوجئنا بالبيان الذي تلاه ما يسمّى بوزير الخارجية إثر اجتماع «تكتل الإصلاح والتغيير» عصر أول من أمس الاربعاء.
ليس من أحد في حاجة لسبب لأن يتأسّف على الحال التي وصل إليها لبنان… فيكفي أن نلقي نظرة على أين كنا وأين أصبحنا… ولنأخذ مثلاً وزارة الخارجية والمغتربين التي مرّ فيها كبار أمثال حميد فرنجية وفيليب تقلا وفؤاد بطرس وإيلي سالم وجان عبيد (…)
وانطلاقاً مما ورد في البيان المذكور نرى الآتي:
أولاً- إنّ ما يجري في سوريا ضد المسيحيين لا يتحمّل مسؤوليته إلاّ نظام بشّار الأسد، فلو كان حافظ الأسد لا يزال حياً، فهل كان حدث ما يجري اليوم؟ علماً أنّ أوّل حليف لجبران باسيل وعمّه هو بشار الأسد.
ثانياً- لولا حلفاؤه الذين يقاتلون الشعب السوري في سوريا لما كنا شهدنا ما شهدناه من موجة السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة… فالسوري الذي يُقتل أخوه أو ابنه أو قريبه أو نسيبه في سوريا على يد «حزب الله»، هل ننتظر منه ألاّ ينتقم؟
إنّ ما يصيب المسيحيين في سوريا هو نتيجة تدخل «حزب الله» العسكري هناك.
ثالثاً- يقول جبران باسيل إنّ من خلفه في الوزارتين اللتين أُسندتا إليه (الطاقة والاتصالات) هدفهم تعطيل مشاريعه.
أ- في الكهرباء ما كان يقبل الإستدانة إلاّ من خارج الصناديق العربية التي تعطينا بفوائد متدنية… ليرتّب على الخزينة التزامات كبيرة، من دون أي إيجابية أو تحسّن في الإنتاج.
وفي «الكهرباء» لا حديث إلاّ عن الرشى في كل شيء بما فيها البواخر التركية.
ب- وفي الاتصالات خفّض الوزير بطرس حرب الفاتورة 50% فلماذا لم يخفضها هو؟
أمّا بالنسبة للنفط فحدّث ولا حرج…
الى ذلك، فلقد أعجبني شعاره «لكم صحراؤكم ولنا جبالنا»… فمع هذه الفصاحة وهذه البلاغة كيف رسب مرتين في الانتخابات النيابية؟!.
رابعاً- بالرغم من ذلك تأخر تشكيل الوزارة نحو عشرة أشهر في المرتين الاخيرتين كي يضمن له عمّه المشاركة في الحكومة وكذلك الحقيبة التي سيشارك فيها.
أمّا بالنسبة لمشكلة رئاسة الجمهورية في لبنان فهي عند ميشال عون: «أنا أو لا أحد»… فإنّ أحداً لم يبقَ في لبنان إلاّ وقال له: لا أنت ولا 14 آذار… ولكنه لم ولن يقبل.
وأمّا ما يجري في سوريا والعراق من «داعش» وغير «داعش»، واضطرابات وحروب فالمشكلة عند النظامين في دمشق وبغداد وعبثاً البحث عن المسؤول في مكان آخر.