IMLebanon

لماذا الإنتخابات النيابيّة قبل الرئاسيّة؟

ما يصدر عن القيادات الاساسية في قوى 8 آذار، وعن نوابها وما يتسرب من معلومات عما يدور من خطط متوافق عليها لدى جميع هذه القوى يسمح بالاستنتاج ان هناك خطين لخريطة الطريق التي رسمتها قوى 8 آذار لتأمين ليس رئيسا للجمهورية يكون من صفوفها، او مرضيا عنه وحسب، بل ايضا العمل على تأمين الظروف المناسبة التي تسمح باجراء الانتخابات النيابية. وفق قانون يضمن لها اكثرية محترمة في المجلس النيابي المقبل، وعلى هذا الاساس، فان قوى 8 آذار ستستمر في تعطيل نصاب الثلثين في مجلس النواب، طالما ان الحوار بين «تيار المستقبل»، و«التيار العوني»، لم يتوصل الى التوافق على العماد ميشال عون، رئيساً للجمهورية، وسيبقى الفراغ سيد الموقف، حتى نهاية ولاية مجلس النواب في تشرين الثاني المقبل، فتحشد قوى 8 آذار قواها الداخلية والاقليمية للاتيان بمجلس نيابي، يحمل اليها اكثرية وازنة، تتحكم بموجبها باختيار الرئيس الذي تريده ولذلك فان تقديم عملية انتخاب رئيس على عملية اجراء الانتخابات النيابية هو نوع من محاربة طواحين الهواء. ما لم ينعقد المجلس النيابي لانتخاب العماد عون تحديدا، بعيدا مع اي تسوية او مقايضة، ومن هذا المنطلق يفهم نفي العماد عون وجود الخطة (ب) في حال فشل نجاح الخطة (الف) التي تؤدي الى انتخابه رئيسا، ويفهم تصريح مسؤول في حزب الله، ان الانتخابات النيابية قد تسبق انتخاب رئيس للجمهورية.

مواقف قوى 8 آذار هذه تتناقض وتتعارض تماما مع مواقف محلية وعربية ودولية، حيث ان موقف قوى 4 آذار معروف جيدا ومعلن بوجوب انتخاب رئيس باسرع ما يمكن، وبالتوجه ذاته اعلن رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، انه ضد التمديد لمجلس النواب ومع انتخاب رئيس للجمهورية قبل الانتخابات النيابية، كذلك دعا مجلس الامن الدولي نواب لبنان الى انتخاب رئيس منعا للفراغ، وجدد دعمه لسياسة النأي بالنفس، وتحييد لبنان عن الصراعات، كما ان جميع الدول العربية تقريبا الحريصة على عدم اهتزاز الامن في لبنان، تدعو الى انتخاب رئيس والالتزام باعلان بعبدا!

***

الواضح من تصريحات بعض قيادات حزب الله، ان برنامج ترشح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى منصب رئاسة الجمهورية، جعل منه – وفق الحزب وحلفائه – مرشحا صداميا ومرشح تحد، مع ان جعجع كان يؤكد من برنامجه على مواقف وثوابت 14 اذار في هذا الشأن، ولذلك فان اي مرشح من 14 آذار، لن يقبل به حزب الله وحلفاؤه، كما ان قوى 14 آذار لن تقبل باي مرشح لا يأخذ موقفا واضحا من سلاح الحزب، الواقع الذي يحجم عنه حتى الان جميع المرشحين المعروفين، وغير المعروفين ما يزيد في تعقيد الموقف، من منطلق ان قوى 8 آذار ترفض اعتماد مبدأ الديموقراطية في انتخاب الرئيس وتدعو الى التوافق، لكنها في ذات الوقت تصر على رئيس لا يتآمر على المقاومة ولا يطعنها في ظهرها، واوضح ان هذه الحجة لا تستقيم مع حقيقة مواقف المرشحين في 14 آذار، ولا مع مواقف الرئيس العماد ميشال سليمان الذي شنت عليه وتشن حملات عنيفة، لان هؤلاء جميعهم يعلنون موقفا واضحا وعلنيا وفي ضوء النهار، وفق اقتناعاتهم ووفق الدستور والقوانين اللبنانية.

ان شهر سلاح الفيتو في وجه الحلول والاستحقاقات الدستورية، من شأنه تدمير الحياة السياسية والبلد في آن معا.