سمعت هذا الكلام قبل نهاية السنة من الرئيس نبيه بري عندما زرناه في إطار وفد نقابة الصحافة اللبنانية، يومها قال دولته بالحرف الواحد:
الشيعة متفقون مع بعضهم على أن أكون أنا رئيس المجلس النيابي.
وأهل السنّة أجمعوا على أنّ زعيمهم هو دولة الرئيس سعد الحريري.
لماذا لا يتفق المسيحيون على رئيس للجمهورية يتبنّون ترشيحه وفي ذلك الوقت لا يستطيع أحد ألاّ يأخذ بهذا الإتفاق.
كذلك فإنّ الرئيس سعد الحريري كان صريحاً، وصريحاً جداً عندما قال للجنرال ميشال عون إنّ عليه أن يتفق مع مسيحيّي 14 آذار، حتى إذا حصل ذلك فليس عند الحريري مشكلة.
إجتمع زعماء الموارنة عند غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي واتفقوا على بيان، وقال لي أحد الزعماء إنّ غبطة البطريرك سأل الجنرال ميشال عون هل أنت موافق؟ فأجابه: نعم، فقال له البطريرك: اقرأه، فكرر عون: موافق على كل ما جاء في البيان.
وبعد الجلسة الثالثة أصيب غبطة البطريرك بخيبة أمل لأنّ الجنرال ميشال عون لم يلتزم بمضمون الاتفاق.
على كل حال الدكتور سمير جعجع كان منسجماً مع نفسه وبسبب حرصه على عدم الوقوع في الفراغ أعلن من عند غبطة البطريرك بعد اجتماعه معه يوم الخميس الماضي أنّه مستعد للإنسحاب إذا تم الاتفاق على مرشح من 14 آذار يحمل نفس المشروع الذي قدّمه، يعني، وبصريح العبارة أنّ د. سمير جعجع قد تراجع خطوة الى الوراء مضحّياً بنفسه في محاولة منه لتفادي الفراغ.
والكرة اليوم في ملعب الجنرال ميشال عون الذي حسب أوساطه لا يقبل أي كلام عن تنازله عن ترشحه تحت أيّ ظروف حتى لو وصلت البلاد الى الفراغ، وجل ما يهمّه أن يكون رئيساً.
المشكلة الحقيقية اليوم هي أنّ الجنرال ميشال عون، كما يقول مقرّبون جداً منه، أنّه منذ عدّة أشهر وهو يعيش وكأنّه ينتظر ويعد الأيام التي ستنتهي بتوجهه الى قصر بعبدا للجلوس على كرسي الرئاسة بعدما أخرجه حلفاؤه الجدد منه بقوّة السلاح في 13 تشرين الأول من العام 1990، يوم هرب بدبابة الى السفارة الفرنسية في مار تقلا، تاركاً بناته وزوجته اللواتي سلمهن العميد في الجيش علي ديب الى المرحوم ايلي حبيقة الذي كان الجنرال ميشال عون قد أنقذه في 16 كانون الثاني 1987، بناء على طلب وتهديد من رئيس أركان الجيش السوري العماد حكمت الشهابي يوم حوصر حبيقة وأركانه في المجلس الحربي…
أحب هنا أن أذكّر الجنرال ميشال عون بأنّه عندما يتفق الزعماء المسيحيون فلا أحد يستطيع أن يقف أمامهم… وللتاريخ عندما اتفق الزعماء المسيحيون في ما عُرف بالحلف الثلاثي، استطاعوا أن يسقطوا الشهابية ويوصلوا مرشحهم في الانتخابات الرئاسية عام 1970… وقد نجح المغفور له الرئيس سليمان فرنجية وسقط الرئيس المغفور له الياس سركيس.
فهل يتعظ الجنرال ميشال عون؟!.
لست أدري!