استحوذ تحرير الجيش لبلدة عرسال من مسلحي “جبهة النصرة” باهتمام سفراء دول “المجموعة الدولية لدعم لبنان” المعتمدين لدى لبنان والذين تابعوا سير المعارك الشرسة مدى نحو أربعة أيام.
وأفاد مصدر ديبلوماسي “النهار” أن المدة التي استغرقتها استعادة قوات “المجوقل” تلك المراكز، قدّرها الملحقون العسكريون في السفارات بأنها “قياسية” خصوصاً أن الأسلحة المطلوبة لمواجهة هجمات العناصر المسلحة لم تكن متوافرة بين أيدي العسكريين، وان قائد الجيش العماد جان قهوجي لم يتردد في مطالبة فرنسا علناً بإرسال الدفعة الأولى من السلاح الذي كان الوفد العسكري اللبناني قد طلبه وفق لوائح اسمية تتضمن الحاجة الى مدافع وصواريخ ومروحيات.
وذكر أن التقارير نقلت الى مسؤولي دول “المجموعة” وأن التأخير في تسليم السلاح المسدد ثمنه من السعودية كان له وقع سيئ لدى القيادتين السياسية والعسكرية في بيروت وأن ردود الفعل التي صدرت عن وزارة الخارجية الفرنسية أو عن مسؤولين آخرين لم تقنع المستغربين لهذا التقصير”.
أما على المستوى اللبناني فيجري التداول بما يجب التذكير به أولاً لفرنسا عن سبب التذرّع بأنها تتشاور مع باقي دول “المجموعة” قبل تسليم السلاح المطلوب المتصل بالهبة السعودية وليس بالسلاح الذي سيقدم من تلك “المجموعة”.
ونقل عن مسؤولين معنيين أن التأخر في تسليم السلاح هو أيضاً خرق لما اتفق عليه في الاجتماع التاسيسي لـ”المجموعة” في نيويورك في (أيلول 2013) وفي أول اجتماع رسمي لها في قصر الاليزيه في الخامس من آذار من العام الجاري من تعهدات بتقديم السلاح المطلوب للجيش.
أما الاجتماع ذو الطابع العسكري الذي كانت “المجموعة” قد قررته في اجتماع باريس فتأخر موعد انعقاده في روما الى حزيران الماضي بذريعة المزيد من التحضير لانجاحه وحرص الوفد اللبناني الوزاري والعسكري على التأكيد أن المؤتمر لن يقرر تسليم أسلحة بل إعداد برامج وتحديد نوع الأسلحة وبرامج التدريب عليها. وسألوا لماذا لم يدعم سلاح الجو لدول “المجموعة” أولم يكلف سلاح الجو الاميركي القريب في قبرص بأن يوجه ضربات الى المسلحين المرابطين في جرود عرسال وهو السبيل العسكري الوحيد لردهم بشكل نهائي الى الأراضي السورية طالما أن واشنطن ضغطت على فرنسا للامتناع عن تسليم الجيش مقاتلات، لأن ذلك يشكل خطراً على اسرائيل، فأين دعم الجيش ولماذا المماطلة؟
ولفتوا دول “المجموعة” الى أن استرجاع بلدة عرسال لا يعني أن المعركة انتهت، لأن هناك 37 عسكرياً ما زالوا محتجزين لدى المسلحين. وسألوا: هل تنتظر باريس هجوماً آخر لمسلحي “جبهة النصرة” من الشمال أو من أي مكان آخر لإرسال السلاح المدفوع ثمنه فيما المطلوب فقط تثبيت لوائح الأسلحة لشحنها الى لبنان؟ وهل يفسر ذلك تخصيص العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز أيضاً هبة جديدة منه بمبلغ مليار دولار والطلب من الرئيس سعد الحريري العودة الى بيروت بعد غياب نحو 40 شهراً قسراً عن البلاد لدواع أمنية وتكليفه شخصياً صرف هذا المبلغ على الأسلحة المخصصة لمكافحة الإرهاب منعاً لأي تأخير وسمسرات تفوح رائحتها من صفقة الثلاثة مليارات؟