ان اختيار حيدر العبادي لرئاسة الحكومة العراقية، يشكل مناسبة للتقارب في وجهات النظر، بين الجمهورية الاسلامية في ايران والولايات المتحدة الاميركية تقول مصادر ديبلوماسية عربية وما صرح به متحدث باسم القيادة الايرانية، بان اختيار العبادي، تم من ضمن احترام الاسس القانونية والدستورية، ومن ضمن تكريس العملية الديموقراطية وما ادلى به متحدث باسم البيت الابيض الذي اكد ان اختيار العبادي سيشكل مرحلة جديدة جيدة للعراقيين، دليل على هذا التقارب ولكن هذا التقارب لا يشير الى تنسيق مسبق بين الطرفين بحسب المصادر مع التأكيد على ان العبادي معروف عنه ايمانه الكبير بخيار المقاومة ورفض الاحتلال سواء كان اميركيا او تكفيريا.
واشارت المصادر الى ان اختيار العبادي سيشكل انتصارا لكل مكونات الشعب العراقي وحلفائه في المنطقة، ويشكل ايضا انتصارا لمنطق الجمهورية الاسلامية في ايران، التي حددت المواصفات التي يجب ان يتمتع بها اي رئيس حكومة عراقية، وقال المصدر: «من نتائج هذا الخيار توفر تضامن واسع سترعاه الولايات المتحدة الاميركية وبرضى ايراني لضرب الارهاب التكفيري في العراق، وخصوصا في الرمادي والانبار، وقد يمتد ليشمل كل مناطق تواجد التكفيريين وصولا الى سوريا واليمن وليبيا ومصر ولبنان.
وامام هذا المستجد السياسي، رجحت المصادر ان تكون الاستدارة الاميركية البطيئة قد اكتملت وبدأت تعطي ظهرها لممالك القهر التي صنعتها بنفسها الولايات المتحدة الاميركية، وهذه الاستدارة ليست من باب استيقاظ المشاعر الانسانية لدى الادارة الاميركية، ورغبتها بوقف شلال الدم المتدفق من اشلاء الشعوب العربية، بل لقطع الطريق على قوى اقليمية من ترجمة قوتها واظهارها في العراق وسوريا، خوفا على دول المنطقة ومنها الخليجية.
وفيما يخص الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات الحربية الاميركية على مواقع متقدمة لداعش، والتي اقتربت من المصالح الاميركية في كردستان العراق فهي وبحسب المصادر نفسها ليس دفاعا عن الشعب العراقي، والسبب الاخر الذي دفع الطائرات الاميركية بالتدخل، ورود معلومات استخباراتية لدى المسؤولين الاميركيين، بعد رصد تصريحات قادة الجمهورية الاسلامية في ايران، بان لدى الجمهورية القدرة الهائلة على ضرب التكفيريين اينما تواجدوا خصوصا في العراق وتمتلك الامكانات العسكرية العديدة، التي من شأنها ان تردع المسلحين التكفيريين وداعميهم، وهذا الامر ان حصل سيضع الولايات المتحدة في مكان لا ترغب ان تكون فيه، وعلى الجميع في العالم ان يعلم انه لن يسمح باغلاق الحدود الكبيرة والواسعة بين سوريا والعراق، سواء كان من التكفيريين او من غيرهم، ولن يسمح بقطع الامدادات والدعم للجيش السوري والمقاومة في لبنان، واي تجاوز لهذه الخطوط الحمر، يعتبر من الكبائر الواجب سحقها مهما كلف الثمن.
وعند الميدان السوري اكدت المصادر الديبلوماسية العربية ان الجيش العربي السوري، يعتمد نظرية التثبيت العسكري في المواقع التي يحكم سيطرته عليها دون التراجع قيد انملة، واعطاء الاولوية للتقدم باتجاه مناطق استراتيجية، كمدينة حلب وريفها، والايام المقبلة ستشهد قرارا بحسم معركة حلب وتأمينها واحكام السيطرة الكاملة عليها، تمهيدا للمعركة الكبرى مع التكفيريين في الرقة ودير الزور، لان منطقة حلب تشكل مكانا استراتيجيا مهما للتكفيريين حيث كل وسائل الدعم تأتيهم من تركيا عبر ارياف حلب.
وانتقالا الى المشهد اللبناني، اعربت المصادر عن اسفها من التسوية التي حصلت في عرسال بعد مواجهة ذهب ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى والمفقودين من عناصر وضباط الجيش اللبناني والتي بدأت نتائجها السلبية بالظهور المتدرج، منها الاعتصامات والاحتجاجات التي ينفذها ذوو العسكريين المفقودين، عبر قطع الطرقات في البقاع والشمال، ومنها ايضا تكبيل يد الجيش العربي السوري، وحزب الله، واحجامهم عن الضرب الواسع للارهابيين خوفا على سلامة الجنود الاسرى، ولكن هذا لم يمنع الجيش السوري والمقاومة من القيام بواجب تأمين الحدود وضرب كل من يحاول الاعتداء على القرى اللبنانية القريبة من عرسال.
وعلى ضوء ذلك تمنت المصادر ان يتجاوب النائب سعد الحريري مع رغبة قوى 8 آذار بالحوار والتكاتف لمواجهة التكفيريين، عبر تشكيل حكومة اصيلة واجراء انتخابات نيابية وفق قانون عادل ومنصف، وانتخاب رئيس جمهورية يتمتع بحضور فاعل وقوي شعبيا وبرلمانيا، وهذه المواصفات تتوفر بالعماد ميشال عون، وهذا ما كرره الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، للنائب وليد جنبلاط، الذي التقى السيد مؤخرا وكان موضوع التسوية الرئاسية الذي اقترحه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي من ضمن المواضيع التي تم استعراضها في اللقاء.