IMLebanon

مأزق أم حل؟

تترقّب الدوائر السياسية الداخلية ما سيطرحه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في كلمته التي سيلقيها مساء اليوم في الإفطار المركزي للتيار، من مبادرات يعوّل عليها في إطار تقديم جديد يخرق الجمود المتحكّم بالوضع الداخلي، الواقع على خطوط التماس الإقليمية وحتى الداخلية.

ويذهب بعض الأزرقيين بعيداً في هذا الصدد ليستعيدوا المشهد الذي كان سائداً قبل أن يُطلق رئيس التيار الأزرق مبادرته التي أدّت الي إنتاج حكومة المصلحة الوطنية التي ظلّت متعثّرة قرابة العشرة أشهر والعشرة أيام، من دون أن يظهر في الأفق أي مؤشّر لحلّها حتى جاء رئيس التيار الأزرق وأطلق تلك المبادرة التي وصفت بأنها خريطة طريق لبنانية والتي أدّت الى إيجاد تسوية لكل العقد التي كانت تعترض تشكيل الحكومة والتي تفوق ربما بكثير العقدة أو العقد التي تحول حتى الآن دون إتفاق اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية.

إذ لولا تلك المبادرة لبقيت البلاد حتى الآن من دون حكومة ولكان لبنان ونظامه القائم دخلا في المجهول الذي تحاول العديد من دول العالم تحذير اللبنانيين من الوقوع فيه لأنه يؤدي حتماً الى عواقب وخيمة ليس على الوضع الأمني في البلاد بل على صعيد النظام القائم بالدرجة الأولى، لأن الجميع بات مقتنعاً بوجود جهات تسعى من خلال تعطيل المؤسسات الى الانقلاب على النظام وإقامة نظام بديل يتوافق مع طموحاتهم السياسية والتسلطية.

فكما أن الرئيس الحريري تعالى يومها على الخصومات السياسية التي كانت تتحكّم بالوضع الداخلي سياسياً وميدانياً وأطلق مبادرته في اتجاه خصومه الذين تلقفوها بانفتاح لأسباب تتعلق بالظروف والأوضاع الإقليمية القريبة والبعيدة الراهنة، ومنها على وجه الخصوص الأزمة السورية وانشغال فريق من اللبنانيين أو انغماسه في هذه الأزمة، لذلك يعوّل فريق من اللبنانيين على المبادرة التي سيطلقها في المناسبة الرمضانية ويتأملون في أن تساعد على حل العقد التي تتحكّم بالأزمة الرئاسية، خصوصاً وأن كل الفرقاء باتوا على اقتناع بأن لا إمكانية للخروج من هذا المأزق وتلافي تداعياته إلا بالعودة الى البحث عن صيغة وسطية تشكل قاسماً مشتركاً يمكن أن يؤسس لانتخاب رئيس يسدّ الفراغ في المركز الأول في الجمهورية، ويوقف التدهور الذي يضرب الدولة في الصميم وقد لا تكون هذه المبادرة بعيدة عن تلك التي أطلقها رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط والتي تقضي بانسحاب المرشحين الحاليين الثلاثة لرئاسة الجمهورية لحساب مرشح توافقي أو وفاقي يجري التفاهم حوله بين القوتين المتصادمتين 14 و8 آذار.