IMLebanon

مأزق مواجهة «الإرهاب» ليس أميركياً فقط

قمّة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تُنهي أعمالها اليوم في «ويلز»، يتوقع أن تخرج بتوصيات «تنفيذيّة»، في أحد أهم ملفات المنطقة وأكثرها سخونة.

هذا ما يتوقعه المراقبون على الأقل، ويؤكده عدد من المسؤولين الأميركيين الذين يتابعون حماوة ملف تنظيم «داعش» التي ارتفعت بعد ذبح الصحافي الأميركي الثاني ستيفن ساتلوف.

لكن في المقابل، هناك مَن يدعو الى التريّث وعدم الإنزلاق الى ردات فعل قد لا تكون مُجدية او ملائمة، مع الظروف المعقّدة جداً التي دخلها النزاع في المنطقة.

تقول بعض الأوساط الأميركية «إنّ توجيه الإنتقاد الى سياسة الرئيس باراك أوباما الذي أحجم عن التدخّل في بداية الأزمة السورية، قد أصبح من الماضي بعد ما حصل، في معزل عن وجاهة المبرّرات او الإنتقادات.

فالتداعيات التي نشأت بعد أكثر من ثلاث سنوات، كشفت عن مأزق أعمق دخلته، ليس فقط السياسات الأميركية، سواء وُصفت بالحيوية او الباردة، بل جميع القوى والأطراف المنخرطة في هذا النزاع المتفلّت من عقاله اليوم».

وتؤكد أوساط عسكرية أميركية «أنّ الضربات الجوية التي يمكن أن تنفّذها الطائرات القتالية فوق سوريا، لا تعوزها الاهداف، على رغم انّ عمليات الإستطلاع لا تزال في منتصف الطريق. في حين إنّ المطلوب هو معرفة ما الذي سيحصل في اليوم التالي، وما الذي سيتأسّس على حطام تلك الأهداف».

وتضيف تلك الأوساط أنّ «ارتفاع حدة الخطاب السياسي والتهديد بمواجهات إقليمية، مثلما صرّح عدد من المسؤولين الإيرانيين، يكشف عن استعدادات للمضي في سياسة مطاردة «الخصم»، الذي يبدو واضحاً انه هو «الطرف» الآخر في معادلة النزاع».

واذا كان الحديث عن تحالف دولي لمواجهة الارهاب، ففي وجه مَن، ومَن هي أطرافه؟ وهل للإرهاب عنوان واحد؟ أم انه سيقتصر على جهة من دون غيرها؟

وتلفت تلك الأوساط الى عمق المأزق السياسي والكياني الذي كشفت عنه تحرّكات الشارع العراقي في الآونة الاخيرة مثلاً، مع تفجّر مشاعر الغضب الطائفي على خلفية سقوط ضحايا عسكريين في قاعدة «سبايكر» شمال العراق، وهوية القوى العسكرية التي خاضت القتال لفكّ الطوق عن بلدة «أمرلي»، التي هي في غالبيتها من الميليشيات والألوية الشيعية، الامر الذي يثير كثيراً من التحفظات عن طبيعة المعارك ووجهتها مستقبلاً، سواءَ في العراق او في سوريا.

يذهب بعض الخبراء الى القول «إنّ الادارة الاميركية ستكون مضطرّة الى الدخول في تعرّجات ميدانية ومحطات مختلفة خلال تشكيلها التحالف الدولي والإقليمي المُحكى عنه، خصوصاً انّ مواقف اللاعبين الإقليميين يسودها تباين عميق سواءَ حول المخاوف او الأهداف». وتسأل تلك الأوساط عن حقيقة الموقف التركي والأرضية التي يقف عليها، مثلما تُسأل إيران عن أهدافها، ناهيك عن الدول الخليجية والعربية عموماً.

وفي هذا الإطار، ترى اوساط عربية وديبلوماسية انّ واشنطن تعمل على إقامة خليط من التحالفات والأضداد، بين السنّة والسنّة وبين الشيعة والسنّة، من دون استبعاد حصول مواجهات بين تلك المكوّنات بعضها مع بعض ايضاً. فالأمر لا يُختصر بالعمل العسكري، وهو ما كشف عنه أوباما في ليتوانيا امس الاول حين قال إنه «لن يتم في ايام او اسابيع او حتى أشهر».

كذلك أعلن البيت الابيض عن توجّه كلّ من مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون مكافحة الإرهاب ليزا موناكو، ووزيرَي الدفاع والخارجية تشاك هاغل وجون كيري الى منطقة الشرق الأوسط، لبناء تحالف إقليمي لمواجهة تهديد تنظيم «الدولة الإسلامية».

واخيراً، يستبعد عسكريون أميركيون أن يعطي اوباما أوامره للبدء في تنفيذ غارات فوق سوريا، على الأقل ليس قبل حصوله على موافقة الكونغرس، الذي يستعدّ عدد من اعضائه الجمهوريين والديموقراطيين لطرح مشروع قانون يعطي الإدارة تفويضاً لاستعمال القوّة العسكرية ضدّ المجموعات الإرهابية في كل من العراق وسوريا وليبيا ونيجيريا والصومال.