IMLebanon

مؤتمر روما: دعم الجيش وملء الشغور / انفراج “المونديال” هل يتمدّد إلى السلسلة؟

وسط جمود سياسي أحكم قبضته بقوة على مسار الازمة الرئاسية، ومن شأنه أن يهدد بتنامي ظاهرة تعطيل مجلسي النواب والوزراء، يعود لبنان الى الواجهة الدولية من خلال المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني الذي تنظمه وتستضيفه ايطاليا اليوم في روما في سياق المحطات المبرمجة عبر مجموعة الدعم الدولية للبنان التي انشئت في نيويورك في ايلول من العام الماضي.

ويكتسب المؤتمر أهميته من الظروف التي ينعقد في ظلها وكذلك من حجم الدول المشاركة فيه والتي يربو عددها على الاربعين، بما يمثل تظاهرة دولية تعيد لبنان الى واجهة الاهتمام الدولي لبعض الوقت عبر بوابة دعمه معنوياً وسياسياً، الى جانب دعم قدرات الجيش اللبناني لتمكينه من الاضطلاع بدوره في الحفاظ على الاستقرار. ولم تتوقع مصادر غربية تحدثت الى “النهار” في روما مساعدات عينية للجيش على شكل هبات مالية اسوة بالهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار نظراً الى ان دولا عدة تنتظر ما سيؤول اليه موقع الرئاسة الاولى في لبنان، لكن ايطاليا تسعى الى تسليط الضؤ على اهمية الاستمرار في تدعيم الاستقرار في لبنان ومساعدته عبر تحفيز الدول المشاركة في المؤتمر على تقديم مزيد من المساعدات الى الجيش انطلاقا من كونه مؤسسة جامعة وممثلة لجميع اللبنانيين، فضلا عن ان من مصلحة الدول الاوروبية ودول أخرى النأي بلبنان عما يحصل في المنطقة من تطورات خطيرة. وأبرزت هذه المصادر الاهمية الكبيرة لتوقيت المؤتمر في ظل التطورات الدرامية الاخيرة في العراق، بما يوجب أن تؤخذ في الاعتبار زيادة نسبة الاخطار الداخلية في لبنان أو عبر الحدود في ظل شغور مقلق في موقع رئاسة الجمهورية، بحيث يسلط المؤتمر أيضاً الضؤ على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للبلاد.

أما على صعيد التحركات المتصلة بالازمة الرئاسية، فتبدو باريس محوراً لمحطات عدة هذا الاسبوع من أبرزها اللقاء الذي سيجمع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس السابق ميشال سليمان الخميس المقبل في قصر الاليزيه للمرة الاولى بعد انتهاء ولاية الرئيس سليمان. وتردد في هذا الاطار ان هذا اللقاء سيتركز على الازمة الرئاسية في لبنان وامكان قيام فرنسا بمبادرة في الوقت الضائع، علماً ان الفرنسيين لا يؤثرون التعامل مع الافرقاء الداخليين بل التركيز على الافرقاء الاقليميين المعنيين بالتأثير على الازمة، كما سيتناول اللقاء موضوع الامانة العامة لمنظمة الدول الفرنكوفونية.

في غضون ذلك، علمت “النهار” ان رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط غادر بيروت مساء أمس الى باريس في زيارة خاصة تستمر أسبوعا يلتقي خلالها الرئيس سليمان ثم الرئيس سعد الحريري. ومن المتوقع ان يتم اللقاء بين الرئيس الحريري والنائب جنبلاط بعد منتصف الاسبوع الجاري.

وأبلغت مصادر نيابية “النهار” ان عدم اكتمال نصاب جلسة مجلس النواب غدا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية سيثبت ان فريق مقاطعي الجلسة لا ينوي انجاز هذا الاستحقاق. وتوقعت ان تكون المأدبة التي سيقيمها رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم على شرف نظيره الكويتي رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم في مقر الرئاسة الثانية بعين التينة مناسبة للتشاور مع الكتل النيابية في جلسة الاربعاء ثم جلسة الخميس المقبل المتعلقة بسلسلة الرتب والرواتب.

المشنوق

وصرح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ”النهار” بأن زيارته أمس لرئيس “تكتل التغيير والاصلاح “النائب العماد ميشال عون تخللها “نقاش واضح وصريح حول آلية عمل مجلس الوزراء بالوكالة عن رئيس الجمهورية”. وقال: “إن هناك رأيين في شأن انجاز استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، منهم من يقول إن الاستحقاق شأن محلي، ومنهم من يقول ان الاستحقاق شأن اقليمي وانا من الرأي الاخير”. وأضاف: “كما بحثت مع العماد عون في موضوع القانون الارثوذكسي وما أثير في الصحف حوله، فنفى العماد عون ان يكون هذا القانون مطروحا”. وشدد الوزير المشنوق على” ان استمرار التواصل يحقق الكثير من الإيجابية، كما ان الإستقرار الحكومي قد ساهم في الإستقرار السياسي”. وأوضح ان زيارته للرابية تدخل في هذا الاطار.

المونديال”… والسلسلة

الى ذلك، خلفت الخطوة التي أعلنها وزراء الاتصالات بطرس حرب والاعلام رمزي جريج والشباب والرياضة عبد المطلب حناوي بتوفير امكان متابعة اللبنانيين مباريات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل ارتياحا واسعا بعدما نجح الوزير حرب في مفاوضاته مع الشركة ذات الحق الحصري في نقل المباريات لتوفير التغطية مجانا للبنانيين في مقابل التزام مالي من الحكومة اللبنانية تدفعه للشركة.

ومع هذا الانفراج في موضوع “المونديال” الذي اثار ضجة واسعة لم تقتصر على البعد الشعبي وتجاوزته الى بعد سياسي، بدأت امس تحركات كثيفة تتصل بملف سلسلة الرتب والرواتب يأمل بعض المعنيين بها في ان تفضي هذه المرة الى تسوية قبل الجلسة النيابية المخصصة للسلسلة الخميس المقبل.

وصرّح النائب جمال الجرّاح عضو كتلة “المستقبل” لـ”النهار” بأن الحوار الذي جرى امس في ما يتعلق بمشروع سلسلة الرتب والرواتب تناول “افكارا جديدة مما أستدعى البحث عن قواسم مشتركة في شأنها، على ان يتواصل النقاش اليوم بحثا عن خلاصة تمهد للجلسة النيابية بعد غد الخميس”.

وفي هذا الاطار التقى رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة مساء امس وزير التربية الياس بوصعب للتشاور بعد اجتماعات نهارية جرت في مكتب رئيس لجنة التربية النيابية النائبة بهية الحريري. وتقرر ان يتشاور رئيس لجنة المال والموازنة النيابية ابرهيم كنعان اليوم مع كتلة “الوفاء للمقاومة” على ان تستكمل الابحاث مع وزير المال علي حسن خليل.