IMLebanon

ماذا اشترط قهوجي على «الوسطاء» لوقف النار؟

موكب «العلماء» يتعرض لإطلاق نار في عرسال

ماذا اشترط قهوجي على «الوسطاء» لوقف النار؟

متسلحا بوحدة شعبية وطنية وتأييد من قبل القوى السياسية كافة في البلاد، تابع الجيش اللبناني عمليته العسكرية في منطقة عرسال، والتي كان قد بدأها السبت الماضي، مقدما للوطن 14 شهيداً بالإضافة إلى 86 جريحاً، علما انه فقد 22 عسكرياً في المعركة لم يعرف مصيرهم، مع المسلحين الذين ذهب العشرات منهم قتلى، اذ اشارت معلومات الى العثور على 50 جثة للمسلحين.

في هذه الاثناء، قام وفد مؤلف من النائب جمال الجراح ومفتي البقاع الشيخ خليل الميس والشيخ سالم الرافعي، بزيارة «وساطة» لقائد الجيش جان قهوجي واللواء محمد الخير الذي كلفه رئيس الحكومة تمام سلام بمتابعة الموضوع. وعلمت «السفير» من أحد أعضاء الوفد انه تم تكليف وفد من «هيئة علماء المسلمين» برئاسة الرافعي، بدخول عرسال ولقاء قادة المسلحين على الأسس التالية:

أولا، إطلاق المخطوفين من القوى الأمنية.

ثانيا، إيجاد حل سلمي للقضية.

ثالثا، خروج المسلحين من المنطقة.

رابعا، دخول الجيش الى عرسال.

أما بالنسبة الى الموقوف عماد جمعة، فقد سرى حديث على ان يتولاه القضاء المدني.

كما تم الاتفاق على حلول هدنة لمدة 48 ساعة تعطي مساحة للوفد للعمل كون «كلمة هيئة علماء المسلمين مسموعة لدى المسلحين».

مع انهيار الهدنة التي كانت مقررة في السادسة عصرا، لم يتمكن وفد الهيئة من دخول عرسال، وعادت الامور الى نقطة الصفر.

ويقول الشيخ الميس لـ«السفير»، ان «الوضع خطير جدا، وان انهيار الوضع في عرسال سيؤدي الى اشتعال المنطقة برمتها ومعها لبنان». وناشد الميس القيادات في البلاد، ومن بينها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله «ان ادركوا لبنان في عرسال». ويشير الى ان الوفد الذي زار قهوجي قد «خرج بانطباع إيجابي بقرب حل الأمور، الا ان طرفا ثالثا قد تدخل لاعادة اشعال الوضع».

وكانت «هيئة العلماء» قد اصدرت بيانا متشددا «استنكاراً لاستمرار القصف العشوائي على أهلنا في عرسال»، والذي قالت انه «طال المساجد والمدارس وبيوت الآمنين». ودعت إلى النزول إلى الشوارع الساعة السادسة من مساء امس وإقامة اعتصامات شعبية، بسبب «استمرار الاستخفاف بدماء الأبرياء ومقدساتهم وممتلكاتهم وعدم توقف القصف».

كما اعلنت عن إصدارها الفتوى الشرعية التي تحرم فيها قصف المدنيين والعزل، واكدت بأن إطلاق النيران على المدنيين وتجمعاتهم هو إثم شرعي ومخالف للإسلام وأحكامه.

على أن هذه الاعتصامات لم تحصل بسبب دخول «الهيئة» على خط الوساطة وتوجه وفد منها إلى عرسال التي وصلها قرابة منتصف الليل، الا أن موكب الوفد تعرض لاطلاق نار داخل عرسال وأصيبت السيارة التي يستقلها الشيخ سالم الرافعي الذي أصيب مع المحامي نبيل الحلبي بجراح.

لكن الهيئة عادت واوضحت في بيان في وقت متأخر انه «نظراً لكثرة الشائعات التي تروجها جهات مشبوهة لتأجيج اﻻحتقان وتسعير الفتن وإفشال مساعي حقن الدماء، فإنها تهيب بوسائل الإعلام عدم نسبة أي تصريح أو بيان إلى الهيئة حول الأزمة في عرسال ما لم يكن صادراً عن مكتبها الإعلامي أو عن مسؤول ملف الوساطة الشيخ سالم الرافعي».

ميدانيا، استمرت الاشتباكات العنيفة في مرتفعات عرسال، وخصوصاً في رأس السرج ووادي الحصن. واستقدم الجيش للغاية تعزيزات عسكرية من فوج المغاوير والتدخل الخامس، وتمكن بعد الظهر من طرد المسلحين من أطراف حي السرج لناحية المهنية، كما دارت اشتباكات في محيط المستوصف على اطراف البلدة.

وعزز الجيش مواقعه على أكثر من محور بينها مرتفعات «الثكنة 83» في عرسال بعد استردادها من المسلحين، كما أحبط محاولة هجوم معاكسة للمسلحين على نقطة «المهنية»، ما أدى إلى تراجعهم. وحضر فوج المغاوير الى عرسال لمحاولة استعادة نقطة وادي الحصن التي سيطر عليها المسلحون منذ يومين، وأفيد ان الجيش حشد قواته وآلياته العسكرية وهاجم تلة الحصن مدعوما بالقصف المدفعي من تلة المهنية، موقعا قتلى في صفوف المسلحين. وانضمت قوة من فوج التدخل الخامس في الجيش مؤلفة من أكثر من 40 ملالة، الى فوج المجوقل والمغاوير للمشاركة في العمليات العسكرية.

الى ذلك، دارت اشتباكات في محيط المستوصف على أطراف عرسال، حيث سجلت عمليات قصف بالمدفعية، وقد تراجع المسلحون من هذه النقطة، وبدأوا يطلقون النار داخل البلدة، فيما قام الجيش بقصف بعض النقاط القريبة من المستوصف.

وأفادت معلومات عن دخول المسلحين مفرزة الجمارك في عرسال حيث استولوا على السلاح الموجود فيها، كما استولوا على مقر المحكمة الشرعية في المدينة.