ماذا ينتظر حزب الله اكثر من تهديد مدن وقرى شيعية من جانب «النصرة» و «داعش» ليتدخل عسكريا، فيما هناك من يرى ان الحزب حسنا فعل يوم منع الفتنة السنية – الشيعية في طول البقاع وعرضه، مع الاخذ في الاعتبار من يشيد بموقف الحزب الذي حال الى الان دون تطور الصراع هناك، مع العلم انه يتدخل بكامل قواه العسكرية والمعنوية الى جانب جيش النظام السوري بذريعة الدفاع عن المناطق الشيعية، وليس اسهل عليه من ان يتدخل من الاراضي اللبنانية للدفاع عن الشيعة، لاسيما انه يكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد، حيث لا يتغير عليه شيء باستثناء ما يقال عن انه خائف على مصير العسكريين المخطوفين الامر الذي يستدعيه لان يسهم في الافراج عنهم، وهو العمل الافضل كي يقنع الدولة ومن لم ير برأيه بانه يقوم بعمل وطني ينقذ فيه سمعته وابعاد ومعاني تدخله في سوريا؟!
لقد قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في اخر اطلالة اعلامية له «لا ينتظرن احد من الحزب ان ينسحب من سوريا لانه يدافع عن لبنان قبل ان تصل جحافل داعش اليه». اما وقد وصلت داعش وهددت من هددته من الشيعة ومن قوى السلطة، معنى ذلك ان تبريرات الحزب لم تعد واردة، لاسيما انه لم يحرك ساكنا بقدر ما ساهم في منع ردات الفعل الاهلية والشعبية ومعظمها من الجماعات الشيعية التي اصيبت في الصميم جراء استهداف العسكريين بالتنكيل وبقطع الرؤوس وهي سابقة لا معنى لها في الدين وفي التقاليد والاعراف؟!
ان الذين اشادوا بتصرف حزب الله الهادئ لا بد وانهم قد ايقنوا عجزه عن مواجهة داعش بعدما اثبتت التجارب ان ما قيل عن معارك طاحنة قد خاضها في سوريا ليست جديرة بالتصديق، والا ما معنى صمت الحزب عن مواجهة هؤلاء الاوباش وهم على بعد خطوات من المناطق الشيعية الصرف.
الذين يدعون العكس ليسوا قادرين على فهم بيانات حزب الله وكلام امينه العام السيد حسن نصر الله، الا اذا كان المقصود منه التعتيم على مجريات الحرب في سوريا وهذا بدوره من ضمن الاسرار الحربية التي ان صدقها البعض فان الغالبية لن تصدقها خصوصا ان المقلب الاخر لمدينة عرسال يضج بالالاف من النصرة والداعشيين، ولا معنى لان تكون دارت معارك مصيرية هناك مهما اختلفت الروايات، خصوصا ان المطلوب من مقاتلي الحزب مطلوب مثله من قوى السلطة السورية وهذا ما لم يحصل بقدر ما حصل ويحصل عكسه؟!
من هنا يفهم ان معركة القلمون غير صحيحة بل غير محسومة من جانب حزب الله وقوى بشار الاسد وهذا بدوره مما يحتاج الى تأكيد وهذا التشكيك بقدرات حزب الله بوسع اي كان الحديث عنه لمجرد ان الحزب مربك في معاركه وفي صدقية معلوماته، والا ما هي الدلائل على ان القلمون قد سقطت بيد حزب الله وقوى السلطة السورية فيما لا تزال المعارك دائرة هناك بشدة منقطعة النـظير، وهذا ما تجمع عليه معلومات الاعلام الحربي العربي والاجنبي!
ان التشكيك بقوة حزب الله وارد ليس لان داعش على ابواب المناطق الشيعية بل لانه مستمر في حرب ترددت معلومات عكسية عنها من جانب حزب الله والاعلام الرسمي والحزبي السوري، بدليل ما يحصل في محيط دمشق وفي منطقة «جوبر» حيث اعمال القتل لا تختلف عما شاهدنا مثله في منطقة عرسال ولا دليل يدحض ذلك مهما اختلفت الروايات والقصص؟!
ومن خلال كل ما تقدم لا بد من القول ان الحرب السورية مستمرة على اشدها بعكس ما تزعمه معلومات حزب الله، بدليل المعارك الهادئة على جبهة القلمون التي بشرونا بانها اصبحت محسومة وشارفت على نهايتها وثمة من يجزم بأن ما تردد عن تصفية جيوب الجيش الحر في حلب وحماة ودير الزور تحتاج الى من يرويها بصدق خصوصا ان الذين يتحدثون عنها من جانب المعجبين بحزب الله لا يرون نهاية قريبة لها (…)
اما القصص الاخرى ذات العلاقة بالمناطق اللبنانية الشيعية المتاخمة للهرمل وهي شيعية في اغلبها فليست افضل حالا من جبهة القلمون حيث لم يعد احد يأتي على ذكر البطولات التي حصلت فيها، لمجرد الاشادة بدور حزب الله الذي عادة يفصح عما يفعله وما يقوم به مقاتلوه بزيادة الكثير من الملح والبهار، وهذه الحرب في الجانب اللبناني من خط القلمون قائمة – قاعدة وكآن كل شيء لا يزال في بداياته الى حد القول ان داعش لم تتفاهم مع النصرة الا لان الاثنين قد وطدا اقدامهما العسكرية في القلمون وغير القلمون من غير حاجة الى من يصدق ماذا فعل او يفعل حزب الله على الموجة السورية؟!