IMLebanon

ما الذي يمنع «داعش» من محاولة اجتياح بلدات بقاعية بـ3 آلاف مقاتل يتمركزون في جرود عرسال المخطوفة؟

لا شك ان اجتياح تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» «داعش» لمعظم المحافظات السنية في العراق، كان مفاجئا للجميع الا للادارة الاميركية الملمة حتى بحجارة الطرقات في بلاد الوافدين كونها موضوعة تحت مجهر الاقمار الاصطناعية للدولة العظمى، الا ان اطلاعها على عملية الاجتياح مسبقا يؤكد وبحسب اوساط ديبلوماسية ان واشنطن قررت الاستثمار في «داعش» امنيا لتغيير قواعد اللعبة في المنطقة لا سيما وانها وضعت مخططا بالتعاون مع اسرائيل يقضي بكسر الهلال الشيعي بهلال سني يقطع طرق الامدادات والتواصل البري بين طهران ودمشق وبيروت.

وتشير الاوساط الى ان الادارة الاميركية شعرت بانها خسرت حرب الاستنزاف مع ايران في سوريا، ما اثار غضب صناع القرار الاميركي اثر تجديد الولاية للرئيس السوري بشار الاسد، لا سيما وان العجز الاميركي في اسقاط النظام السوري جاء حلقة من حلقات الحروب التي خاضتها واشنطن وكسبتها عسكريا الا ان انتصاراتها العسكرية كانت تصب في مصلحة ايران سواء حربها على افغانستان ام على العراق، حيث نجحت طهران في قطف ثمارها والامساك بالواقع السياسي، بموازاة المخاوف : حول الملف النووي الايراني التي اتقنت فيه طهران فن المناورة وممارسة اقصى الصبر للوصول الى النتائج التي تؤمن مصالحها وهذا الامر يزعج الادارة الاميركية في العمق. ما دفعها الى خلق خطة بديلة تقضي بنقل الحرب ضد ايران الى الاراضي العراقية اثر خسارتها في سوريا، لتحصين موقعها في المفاوضات مع طهران في التوقيت المناسب، لترتد لاحقا على «داعش» كون الارهاب التكفيري يرعب واشنطن ولا بد من القضاء عليه بعد استثماره في المرحلة الراهنة، وهنا تتقاطع مصالح واشنطن مع اوروبا وطهران.

واذا كانت واشنطن قد بعثرت كافة الاوراق في المنطقة تضيف الاوساط فانها ابقت مظلة دولية فوق الساحة المحلية، ولكن هذه المظلة تعرضت لاختراقات كبيرة تمثلت بالتفجيرات الارهابية في الضاحية والهرمل وبيروت.

ولولا اليقظة الامنية وتكامل الاجهزة في عملها بشكل جماعي، لحصلت اكثر من كارثة على الساحة الداخلية المتراقصة على واقع من التوترات والقلق والهواجس، خصوصاً وان لـ «داعش» خلايا نائمة سيتم ايقاظها على حين غرة سواء في الشمال او البقاع او داخل المخيمات الفلسطينية، اضافة الى ان عرسال تخضع عملياً للمسلحين السوريين المتموضعين في جرودها والذين فرضوا حكمهم الشرعي عليها والشاهد على ذلك عملية الاعدام التي نفذها مسلحون سوريون وفلسطينيون من عناصر «النصرة» سابقاً والذين سارعوا بمبايعة «داعش» بأحد سكان البلدة وسط هتافات التكبير والرعب الذي سيطر على البلدة البقاعية المخطوفة.

وتقول الاوساط انه بعد اعلان «دولة الخلافة» التي خلقت نشوة لدى التكفيريين فان المراقبين للميدان يتوقعون مفاجآت كثيرة بعد عيد الفطر، فاذا كان عديد «داعش» لم يتعدَّ 800 مقاتل في الموصل يوم سقوطها بيدهم، فان عديد المسلحين الذين بايعوا الخليفة ابو بكر البغدادي في جرود عرسال يتعدى 3 الاف مقاتل ممن فروا اليها من القصير ويبرود ومختلف بلدات جبال القلمون السورية، فما الذي يمنع هؤلاء من اجتياح بلدات بقاعية شيعية ومسيحية لتطهيرها من «الشرك» وفق تغريدات «لواء احرار السنة – بعلبك» وهذه التغريدات ليست مزاح اطفال على الاطلاق، لا سيما وان ما حصل في العراق رفع معنوياتهم الى الحدود القصوى.

وتضيف الاوساط انه لا يخفى على الاجهزة الامنية ان «دولة الخلافة» تسعى الى موطئ قدم لها في لبنان، وان احدى العمليات الارهابية التي وقعت في الضاحية الجنوبية ونفذها قتيبة الصاطم تبنتها «داعش» يومذاك، وان كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي لم يستبعد فيه «وقوع تفجيرات وان لا نهاية سريعة للااستقرار» في مكانه الصحيح، ما يجعل انسحاب النسخة العراقية على الساحة المحلية من الاحتمالات التي يجب ان تؤخذ بالحسبان.