IMLebanon

ما بعد الموصل غير ما قبلها

ملء الشغور في رئاسة الجمهورية اللبنانية لم يحصل في العام 2008 إلاّ نتيجة تسوية بين الأميركي والإيراني… وكان من ضمن مستلزماتها تسليم العراق الى نوري المالكي.

اليوم الوضع تغيّر.

لم يعد الأميركي متمسّكاً ببقاء المالكي في رئاسة الحكومة… وإن كان قد أعلن المالكي أمس بالذات أنّه متمسّك بهذا الكرسي بقوّة وقائلاً: «لن أتنازل عنه»… وكأنّه ملك وصل إليه وراثة من آبائه وأجداده.

والواضح من خلال غير مؤشّر وتصريح وموقف أنّ الاميركي يجري جردة حساب شاملة بعد أحداث الموصل… فما جرى هناك تحت تسمية «داعش» وعَلَم هذا التنظيم، يعرف الاميركي جيّداً أنّه انتفاضة سنّية ضدّ المالكي وضمناً ضد إيران… وبالذات ضدّ الظلم وآخره ما ترتكبه قوات المالكي من فظائع.

من هنا، فإنّ واشنطن تجري إعادة حساب شاملة بما في ذلك الملف النووي الإيراني، إنطلاقاً من القاعدة الآتية: إنّ ما بعد الموصل هو غير ما قبلها! فما قبل الموصل شيء وما بعدها شيء آخر.

ويبدو أنّ الاميركي بات على اقتناع بأنّ حديث الإرهاب كذبة كبرى كما يروّجون له فالإرهاب الحقيقي هو الذي كان في سجون النظام السوري.

وليس قليلاً، ولا هي ظاهرة بليدة، أن ترتفع أصوات مرجعيات شيعية عربية تتوالى، يومياً، من العراق، ومن كربلاء بالذات، ومن سائر مراكز المقامات الشيعية، تندّد بإيران، وتسخّف فتاوى السيستاني، وتقول بعروبة العراق… إنّها أصوات منحازة الى العروبة ضد الفارسية، وأصحابها لا يتحدّثون عن «داعش» وعن إرهاب، بل يتحدّثون عن ظلم يلحق بإخوانهم أبناء وطنهم وعروبتهم أهل السُنّة في العراق لأنّهم يتساوون معهم في هذا الظلم فقط كونهم عرباً يقع عليهم الحقد الفارسي الذي يعتبر العروبة (… والقادسية العظيمة تشهد) هي التي أسقطت امبراطورية فارس.

وبعد، ألم يقل وزير الخارجية الاميركي جون كيري للمفاوض الإيراني إنّ مشروع الاتفاق الذي كان مطروحاً قبل الموصل هو غير الذي يجب أن يطرح بعد الموصل؟!.