مَن استمع الى كلام بشار الأسد مع وفد علماء الدين في دمشق لا يمكن إلاّ أن يخيّل له أن هذا الرجل يعيش في كوكب بعيد جداً عن الكوكب الذي نعيش فيه، كأنّه يعيش في كوكب «زُحَل» مثلاً.
توقفت بكلامه عند بعض المحطات:
المحطة الأولى:
قوله إنّ هناك عدم ثقة بين رجال الدين وبين الدولة، فهل هذا يعني أنّ رجال الدين خارجون على القانون، وإذا كان هذا حقيقياً فما هي وظيفة رئيس الدولة في هذه الحال؟ ألَيْس من المفروض من الدولة إمّا أن تتفاهم مع رجال الدين وإمّا أنّ هناك خطأً لأنّه من المستحيل أن يكون أي رجل دين خارجاً على القانون وعلى الدين وعلى القرآن أو على الكتاب المقدّس فما هذه الهرطقة التي لا يقولها رجل لا يعرف ما هو الدين وليس له علاقة بأية ديانة.
إنّ الشرق هو مهد الديانات السماوية اليهودية والمسيحية والإسلامية وأظن أنّ بشار لم يتعلم في المدرسة أي مادة ذات علاقة بالدين.
المحطة الثانية:
يتحدّث لأول مرة عن عشرات الآلاف من الإرهابيين السوريين، أقول أوّل مرة يقول عشرات الآلاف، والسؤال لماذا لا يسأل نفسه لماذا هناك عشرات آلاف في المعارضة، وأريد أن أذكره هنا أنّ المعارضة والتظاهرات بقيت طوال 6 أشهر والمتظاهرون يطلبون من بشار شخصياً أننا نريد الحرية والديموقراطية وانتخابات حرّة وحرية الرأي والقول، وكان يرد عليهم بالقمع بالسلاح الموجّه الى العُزّل.
المحطة الثالثة:
يقول إنّ السعودية كانت حليفة لشاه إيران الشيعي وأنّها كانت ضد عبدالناصر السنّي، وهنا نكتشف أنّ بشار لا يعلم شيئاً عن الدين، وأنّه أيضاً لا يعرف شيئاً عن التاريخ، فالخلاف بين المملكة العربية السعودية وبين الجمهورية العربية المصرية كان خلافاً سياسياً وليس خلافاً دينياً.
وأمّا بالنسبة للعلاقات الطبيعية مع شاه إيران فكانت بسبب الخليج وسياسة المملكة كانت دائماً مع حسن الجوار، وهي اعتمدت في تاريخها على سياسة الإنفتاح وإقامة أفضل العلاقات مع جميع دول العالم.
أعود الى الخلاف مع الرئيس المغفور له الزعيم جمال عبدالناصر، فقد كان بسبب التباين السياسي حول دولة اليمن يا سيادة الرئيس بشار.
المحطة الرابعة:
حول «صراع الهوية بسبب صدمة العَوْلمة» وهنا لا يستطيع أي فيلسوف وليس إنساناً عادياً أن يفهم ما يريد أن يقوله بشار وماذا يقصد؟