IMLebanon

ما هي مشكلة عون مع القهوجي؟

لا شك في أنّ هناك مشكلة حقيقية عند الموارنة في وقت الإستحقاق الرئاسي، وهي مشكلة تاريخية مزمنة.

 وسأروي هذه القصّة تأكيداً وإثباتاً على ما تقدّم: أخبرني أحد أقربائي من بلاد جبيل وهو ماروني قح أنّه يُروى أنّ معازاً (يرعى قطيع ماعز) اسمه فرنسيس شوهد مرّة لابساً بزّة رسمية بربطة عنق.

 سأله أحدهم ويُدعى طانيوس: لماذا ترتدي يا فرنسيس هذه البدلة مع”كراڤات” وأنت ترعى الماعز؟

فأجاب بكل براءة وبساطة: يا طانيوس ماذا لو طُلب مني أن أكون رئيساً للجمهورية؟ أفلا يجب أن أكون مستعداً؟!.

نعود الى القول إنّ ميشال عون عنده مشكلة مع أي ماروني، فكيف إذا كان هذا الماروني قائداً للجيش، وليس فقط قائد الجيش بل أيضاً من أبرز المرشحين للرئاسة؟

وكما هو معروف في لبنان فمنذ وصول قائد الجيش الأوّل في لبنان المغفور له فؤاد شهاب الى الرئاسة، بات كل قائد للجيش يضع عينه على الكرسي الأوّل.

فبعد شهاب تولّى قائد الجيش العماد عون نفسه إدارة شؤون الرئاسة عبر الحكومة الإنتقالية، وهو يسعى من يومها الى الرئاسة.

ثم وصل الى الرئاسة قائد الجيش العماد اميل لحود وكذلك مُدّد له.

ومن ثم وصل قائد الجيش العماد ميشال سليمان الى الرئاسة ولا يزال.

من ناحية ثانية، بعد النجاح الكبير الذي يحققه القائد جان قهوجي أوّلاً على صعيد الأزمة مع سوريا وانعكاسها على لبنان ودور الجيش الصعب لا بل المستحيل في هذه المرحلة، وهو يحاول التعامل مع الموضوع السوري وتداعياته على لبنان

الى دور الجيش في الجنوب

وإلى دور الجيش في موضوع المخيّمات الفلسطينية

وإلى دوره في الضاحية الجنوبية

وأخيراً وليس آخر، دوره الأساسي في الخطة الأمنية في طرابلس.

ويفترض الأخذ في الإعتبار أنّ الاستراتيجية الدفاعية التي ينفذها عملياً الرئيس ميشال سليمان إنطلاقاً من الهِبَة السعودية الى الجيش البالغة ثلاثة مليارات دولار… هي عامل آخر يضاف الى عوامل عديدة تجعل من حظ لبنان أن يتوافق وجود العماد ميشال سليمان في رئاسة الجمهورية والعماد جان قهوجي في قيادة الجيش، وهما المشهود لهما بالفهم والقوّة والنزاهة والإستقامة.