IMLebanon

مبروك.. بشار انتصر!

في حالة السيلان الأخلاقي والسياسي والعقلي الذي يعيشه عالم العرب، يتم تنصيب خليفة للمسلمين كافة، نعم كافة، في الموصل، ويتم أيضا «انتخاب» بشار الأسد رئيسا ديمقراطيا لسوريا.

عجائب وغرائب تعدت حدود الخيال إلى فضاء التهويم والتهاويل الذهانية.

ما علينا من «الخليفة الداعشي» صاحب الرداء الأسود مع الساعة الثمينة، فهو وفي الخطاب ينطلق مع كل الإسلاميين، دون استثناء، في طلب دولة الخلافة، الفرق بينهم في الأساليب والمراحل ودرجة الالتزام الفقهي السلوكي، وكيفية المناورة الإعلامية والليونة الدبلوماسية، وحسب.

نبقى مع الرئيس الديمقراطي المنتخب الدكتور بشار الأسد، الذي يعيش هو الآخر حالة انفصال تام عن الواقع وعمى كامل عن الإبصار والتبصر، كما قال أبو الحسن التهامي:

لو أبصروا بقلوبهم لتبصروا

وعمى البصائر من عمى الأبصار

بالأمس ألقى الرجل «خطبة النصر» بعد أداء اليمين «الدستورية» لولاية جديدة من سبع سنوات، هاجم فيها السعودية وتركيا ودولا غربية وعربية، وأعلن «الانتصار» على ما تواجهه بلاده، وموت «الربيع العربي». وذلك في خطاب مطول ألقاه أمام أنصاره. وتابع الأسد مخاطبا نفسه طبعا، ثم أنصاره: «أرادوها ثورة فكنتم أنتم الثوار الحقيقيين، فهنيئا لكم ثورتكم وانتصاركم وهنيئا لسوريا انتماءكم إليها»، مذكرا الجميع بأنه هو فقط من حذر من الجماعات الإرهابية الجهادية في البداية، وحذر الدول الأخرى من انتقال الداء الإرهابي إليها، وقال إنه كان ينبه ولا يهدد، وإن مراكز الدارسات في العالم كله تعجز عن فهم سوريا!

أما أن الجميع عاجز عن فهم كيف يرى بشار العالم من حوله، فهذه حقيقة، فالرجل اخترع نظام «ماتريكس» خاصا به، ومعجما لغويا ينحت منه الكلمات، بالتوازي طبعا مع هطول البراميل المتفجرة على رؤوس شعبه كل يوم، وتمزيق النسيج الاجتماعي السوري، وقتل أكثر من مائة وثلاثين ألفا من السوريين، وتشريد الملايين داخل وخارج سوريا، وتكريس الكراهية بين كل فئات الشعب السوري.

كل هذا صحيح، وفعله بشار، ويعجز العالم كله عن فهم هذه العبقرية الاستثنائية، لكن من المفيد تذكير من يمشي خلف هذا الخطاب الدعائي المزيف، أن نظام بشار، المدعي محاربة الإرهاب، هو من لاعب ثعابين الإرهاب ورّباها من سنين، واخترعت أجهزة مخابراته العديد منهم لضرب الخصوم، «فتح الإسلام» في لبنان، والشيخ الحلبي محمود قول اغاسي «أبو القعقاع السوري» خطيب حلب الشهير، الذي كان يقول علنا إنه لا يخاصم النظام السوري بل يخاصم الأميركيين في العراق، وكان يفوج الشباب «للجهاد» في العراق، تحت رعاية الأمن السوري، ولما انتهى دوره قتل أمام الجميع في سبتمبر (أيلول) 2007. برصاصات غامضة حتى اليوم.

الانتصار على من؟! على سوريا نفسها كوطن.

النصر لمن؟! لبقائه هو وماهر لحد الآن في دمشق، يملكون الفرقة السابعة وميليشيات هلال الأسد بالساحل، ودعم حرس الثورة الخميني وذراعه اللبنانية من أصحاب الشارات الصفراء اصفرار الحقد؟!

مرحبا بالرئيس الديمقراطي بشار، ومرحبا بالخليفة الداعشي إبراهيم عواد..