IMLebanon

متى تتعلم واشنطن من أخطائها؟

لا شك في أنّ مشكلة «داعش» تشغل، اليوم، العالم العربي بل والعالم كله، من الولايات المتحدة الأميركية، الى أوروبا، الى دول الإقليم، وطبعاً الى الدول العربية… وهو ما عبّر عنه بوضوح مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في القاهرة.

الجميع يبحث عن طريق خلاص من «داعش».

ليت هذه الدول تعود، بدلاً من معالجة النتائج الى تحديد الأسباب ومعالجتها.

ونكرر ما سبق وقلناه غير مرّة: هناك عوامل عدّة وراء ظهور «داعش» ومثيلاتها من المتطرفين.

فهناك الجوع والفقر، وهناك الجهل، إذ إنّ نسبة المتعلمين قليلة جداً في البلدان الفقيرة…

وهناك الظلم والقهر… فالأنظمة الإستبدادية التي تذل وتقهر وتعذب وتقتل الشعوب، ماذا تنتظر في المقابل؟

وهنا أستشهد بما قاله الدكتور سمير جعجع في مناسبة القداس الذي أقيم في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، إذ تحدّث عن استعمال الاسلحة الكيماوية وقتل الآلاف في دقائق، ورمي المدن والقرى وأحيائها بالبراميل المتفجرة عشوائياً وتحويل أجساد الأطفال الى أشلاء، وتدمير مدن سوريا ودك الشعب بالمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات، ورمي عشرات الآلاف في السجون (الخ)… وقد تساءَل «الحكيم» ما إذا كان ذلك أقل داعشية من «داعش»؟ ونحن نضيف متسائلين ما إذا كان ذلك كله لا ينتج دواعش عديدة وليس داعشاً واحدة؟

واليوم تعمل الولايات المتحدة على قيام تحالف دولي لمحاربة «داعش»، فقد وافق على الإنضمام إليه نحو 40 دولة حتى الآن، ويصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الى المنطقة لوضع اللمسات الأخيرة على هذا التحالف…

ولكن هل فات واشنطن أنّ ما قامت به بعد «11 أيلول» الشهير (2001) أدّى الى نتائج عكسية، فقد جاءت الى أفغانستان لمحاربة «طالبان» والقضاء على «القاعدة» وبن لادن…

ثم دخلت العراق في الـ2003…

ونسأل: ألم تتعلم واشنطن من نتائج هاتين الحربين اللتين جرت حلفاءها إليهما…؟

فالنتائج في العراق هي أنّه لم تكن هناك «قاعدة» ولا إرهاب ولا من يرهبون والواقع ما نعرفه اليوم إضافة الى المجازر اليومية التي يسقط فيها المئات بين قتلى ومصابين.

وفي أفغانستان: «طالبان» اليوم أقوى… لا استقرار… مذابح يومية… حكم عاجز…

فهل تتوقع واشنطن من حربها المزمع شنّها مع الحلفاء أن تكون النتيجة مختلفة، خصوصاً وأنّها أعلنت، أمس بالذات، أنّ الحرب على «داعش» ستستمر أكثر من ثلاث سنوات؟