IMLebanon

مخاوف من خضّات أمنية «مقلقة»

تلاقٍ سياسي على ضرورة وضع خطة طوارئ

مخاوف من خضّات أمنية «مقلقة»

ليس تنجيما ولا تهويلا، ولا حتى تحليلا لمسار الاحداث، القول ان انفجار شاتيلا لن يكون الأخير. هي معلومات يتبادلها السياسيون من كل الاتجاهات السياسية. بعضها منسوب الى جهات امنية رسمية، بعضها الآخر منقول او منحول. لكن تبقى النتيجة واحدة: خوف اللبنانيين مبرر ومشروع. اما غير المبرر ولا المشروع فهو تهاون الطبقة السياسية في تحصين الداخل. فالشلل المعمم على المؤسسات، المتآكلة اصلا، يسهّل التصدّع الامني ويصعّب التصدي له بالأساليب الناجعة. فكيف يعقل ان يُدار بلد مهدد بأمنه واستقراره وارواح بنيه في ظل فراغ في رئاسة الجمهورية وتعطيل في مجلس النواب والبحث في جنس الملائكة في مجلس الوزراء؟

والاسوأ ان معظم الطبقة السياسية تتشارك في رسم صورة قاتمة للاستحقاقات الدستورية والسياسية، من دون ان تشعر ان عليها واجب المبادرة او كسر الحلقة المفرغة.

يؤكد سياسي مخضرم ان «انتخاب رئيس للجمهورية لن يتم قبل نهاية الصيف لاعتبارات كثيرة ابرزها مرتبط بالتطورات الخارجية». ويشير الى ان «الانتخابات النيابية المفترضة لن تجري في موعدها. فمن المفترض ان تتم دعوة الهيئات الناخبة بعد العشرين من شهر آب المقبل. وكل المعطيات تشير الى ان ذلك لن يتم لانه يحتاج الى توافقات غير متوافرة. فالمجلس الحالي يؤمن توازنا مقبولا بحده الادنى للطرفين المتواجهين في البلد، فيما لا يمكن لاي منهما ان يضمن الارض في حال جرت انتخابات نيابية جديدة في المرحلة المقبلة. وعليه سيفرض الصراع الداخلي طي هذا الاستحقاق. ستزداد شرعية هذا المجلس ضمورا، كما انتاجيته ودوره المفترض في الحياة السياسية اللبنانية». وبين التمديد للفراغ في الرئاسة الاولى والفراغ الناشئ من التمديد للمجلس النيابي، يبدو السياسي واثقا من معلوماته وهو يؤكد اننا «سنشهد خضات امنية مقلقة».

يُسمع مثل هذا التأكيد في اوساط كل من قوى «8 و14 آذار». لكل منهما قراءته المختلفة لاسباب الوضع الامني الخطير وخلفياته ودوافعه، الا انهما يتشاركان في التخوف من المرحلة القادمة ويجزمان بأنها «قد تكون من الاصعب في تاريخ لبنان». يلتقيان ايضا على اعتبار التطورات العراقية مدخلا الى تغييرات مقلقة في لبنان كما في المنطقة.

لكن الفريقين لا يتخليان عن جبهاتهما وخطابهما المعتمد. يرى نائب في «14 آذار» ان «التطورات العراقية قد تكون أحيت بعض آمال مجموعات او خلايا نائمة». ويعتبر انه «لا يمكن بسحر ساحر القضاء على ظاهرة الارهاب المتمادي الا باجراءات جذرية، لا تنتهي بجلسات حوار جدية لترميم بيتنا الداخلي ووضع خطة طوارئ لمواجهة الاحداث التي تحيط بنا وتهددنا».

يوافق نائب في «8 آذار» على ضرورة الاتفاق على خطة طوارئ «لان كل المؤشرات والمعلومات تؤكد ان لبنان دخل مجددا في منطقة الاستهداف. فليس شيئا عابرا او بسيطا ان تعتبر داعش لبنان جزءا من دولتها. وليس تفصيلا صغيرا تفلت الحدود اللبنانية السورية ولا الكلام عن تسلل عناصر من القاعدة وداعش الى المخيمات». يضيف: «المعلومات المتقاطعة تشير الى خطر كبير يتهددنا على المستوى الامني. خطر لا يستثني احدا. وفي واقع هش كواقعنا، ووسط حدة الانقسام الحالي، فان الساحة اللبنانية مهددة بأن تتحول الى منطقة مشتعلة». لا يساجل النائب في اسباب ودوافع الارهاب المتفلت. هذا برأيه «يحتاج الى مجلدات وخبراء في الدين وعلم الاجتماع والنفس والاقتصاد».

لا يبدو اللبنانيون معنيين كثيرا بتحليلات السياسيين وقراءتهم لخلفيات الارهاب واسبابه. فوسط تأكيدات متقاطعة عن دخول الساحة اللبنانية مجددا في دائرة الاخطار الامنية، تصبح الحياة نفسها هاجسا يوميا. لكن الانصاف يقتضي الاشارة الى ان اللبنانيين الخائفين، الممتعضين، الشاكين انفسهم، يزايدون على السياسيين في انحيازاتهم ومذهبيتهم ومزايداتهم.