IMLebanon

مدلولات عودة الحريري في قاموس أهل السياسة

مدلولات عودة الحريري في قاموس أهل السياسة

رفض الإرهاب ودعم المؤسسات وتسوية رئاسية

جاءت عودة رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري المفاجئة إلى لبنان في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها وبعد غياب قسري دام 3 سنوات، لتشكل منعطفاً بالغ الأهمية بعد أحداث عرسال التي تمكن فيها الجيش بفضل الدعم السياسي والشعبي له من صد المسلحين وإرغامهم على الخروج من عرسال، وإلى كونها تأتي بعد إعلان الرئيس الحريري عن تقديم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مليار دولار للجيش والقوى الأمنية اللبنانية، الأمر الذي رأت فيه أوساط سياسية مراقبة بأن هذه العودة أتت لتؤكد حرص الرئيس الحريري على متابعة تنفيذ المكرمة السعودية عن قرب لتسهيل وصول المساعدات العسكرية للجيش والقوى الأمنية لتمكينها من مواجهة الإرهاب الذي يتهدد لبنان وهذا ما ظهر من خلال معارك عرسال التي ما كان يمكن للجيش أن يواجهها ويفشل مخططات هؤلاء الإرهابيين لولا الدعم السياسي والشعبي الواسع له الذي وفّر له الغطاء المطلوب للتصدي للجماعات التكفيرية التي أرادت زعزعة الاستقرار في البلد وإشاعة أجواء الفتنة بين اللبنانيين.

وستكون عودة الحريري مناسبة للمشاركة في انتخاب مفتٍ جديد للجمهورية غداً في دار الفتوى.

وأكدت أوساط وزارية بارزة في قوى «14 آذار» لـ«اللواء»، أن أحداً لم يكن على علمٍ بعودة الحريري إلى بيروت، حتى أقرب المقربين إليه لأسباب عديدة، لافتة إلى أن لهذه العودة بعد الهبة السعودية بمليار دولار للجيش والقوى الأمنية وتمكن الجيش من دحر الإرهابيين، مدلولاً خاصاً، سيما وأن الحريري قبل عودته أكد على الوقوف إلى جانب الجيش والقوى الأمنية في الحرب على الإرهاب، مشدداً على أن الطائفة السنية تنبذ الإرهاب وتتمسك بالاعتدال، وبالتالي فإن الحريري بهذا الكلام أراد أن يؤكد مجدداً أن لا غطاء سنياً للحركات التكفيرية والإرهابية وإن المسلمين السنة في لبنان والعالمين العربي والإسلامي براء من ممارسات هذه المجموعات الضالة التي تريد تشويه صورة الإسلام والمسلمين، من خلال ممارساتها الإجرامية في سوريا والعراق.

وتشدد الأوساط الوزارية على أن الرئيس الحريري أخذ على عاتقه مخاطرة أمنية كبيرة بقراره العودة إلى لبنان، بالرغم من المخاطر التي تتهدده، لأنه حريص على تكاتف جهود القوى السياسية لتحصين الجبهة الداخلية والوقوف صفاً واحداً خلف المؤسسة العسكرية في حربها على الإرهابيين الذين يريدون تغيير صورة لبنان الاعتدال والحوار، لافتة إلى أن الحريري أراد بعودته أن يرد الاتهامات التي يحاول النظام السوري وبعض قوى «8 آذار» إلصاقها ببعض القوى والتيارات السنية بدعمها لممارسات الظلاميين من «داعش» و«النصرة» ومن لفّ لفّهم والاستمرار في سياسة الدفاع عن المؤسسة العسكرية لأنها خيار أهل السنة واللبنانيين الوحيد لحماية الدولة والمؤسسات والسلم الأهلي الذي يفرض على جميع القيادات أن تتوحد وتتحاور وتضع خلافاتها جانباً، لأن مصلحة لبنان يجب أن تتقدم على أي مصلحة أخرى.

وتشير الأوساط إلى أن الاستحقاقات الداهمة التي يواجهها لبنان وفي مقدمها انتخابات رئاسة الجمهورية والانتخابات النيابية المقبلة سيوليها رئيس «المستقبل» ما تستحق من اهتمام في إطار قوى «14 آذار» وبالتنسيق مع الرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط الذي أبدى سعادة كبيرة بعودة الرئيس الحريري، دون استبعاد أن تقوم هذه القوى بمبادرة جديدة في ما يتصل بالانتخابات الرئاسية قد تتمثل بإعلان تبني مرشح آخر غير رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي ربما يعلن انسحابه لمصلحة المرشح الجديد لتسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، إذا اقتنع النائب ميشال عون و«حزب الله» بضرورة اتخاذ ما يلزم من خطوات لإزالة العقبات من أمام انتخاب رئيس جديد للبنان يفعِّل المؤسسات ويحمي الجيش في المواجهة التي يخوضها مع الإرهاب.