توقفت مراجع سياسية عليا باستغراب عند كلام الرئيس ميشال سليمان لصحيفة «اليوم.. السعودية» وقوله «انه خلال فترة عهده في رئاسة الدولة وقيادة الجيش، لم يقدم احد اي دعم للجيش اللبناني الا المملكة العربية السعودية وبالتحديد خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة من ولايته».
واعادت المراجع السياسية بالذاكرة الرئيس ميشال سليمان الى احداث نهر البارد، وهو شخصياً شكر قيادة الجيش السوري على ما قدمته من قذائف مدفعية وصاروخية للجيش بالاضافة الى امور لوجيستية ومعلوماتية مكنت الجيش من حسم المعركة. وذكّرت المراجع الرئيس سليمان بهذا الدعم وتحديداً على صعيد القذائف المدفعية من مختلف العيارات بالاضافة الى الذخيرة للاسلحة المتوسطة، حيث فتحت سوريا خطاً عسكرياً مباشراً ادى الى انتصار الجيش والتمهيد لمجيء قائد الجيش آنذاك العماد ميشال سليمان الى رئاسة الجمهورية في ايار 2008، بعد ان نجح الجيش بضرب «فتح الاسلام» واعطى هذا الانتصار للجيش القوة والمناعة والهيبة بفضل تضحياته وصموده ودعم الجيش السوري اللوجيستي رغم ان سوريا في تلك الفترة كانت تتعرض لشتى انواع الضغوط والحملات من لبنان، ورغم ذلك لم تتوقف عند كل هذه الامور ودعمت بكل ثقلها الجيش اللبناني.
وتضيف المراجع.. ان العرض الايراني لدعم الجيش ما زال قائماً حتى الان، والجميع يعرف ان الرئيس الايراني السابق احمدي نجاد عندما زار لبنان ذكّر المسؤولين اللبنانيين بالعرض الايراني لدعم الجيش بكل ما يحتاجه، حتى ان المسؤولين الايرانيين الذين زاروا لبنان مؤخراً عادوا وذكّروا بالقرار الايراني بدعم الجيش وتنفيذه فوراً مشيدين بدوره وتضحياته.
كما ان السفير الايراني في بيروت ما زال يؤكد على هذا الامر، وبان ايران مستعدة لتلبية اي عرض لبناني يقدم لدعم الجيش، وهذا ما سمعه الرئيس سعد الحريري خلال ز يارته منذ سنوات لايران وما سمعه الرئيس ميشال سليمان شخصياً خلال لقاءاته مع المسؤولين الايرانيين.
وتتابع المراجع ان الجميع يعرف ايضاً ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان يركز في كل خطاباته على ضرورة دعم الجيش وانه مستعد لتذليل اي عقبة مع اصدقاء حزب الله لتذليلها اذا وجدت للاسراع في تلبية حاجات الجيش وتزويده حتى بالاسلحة المضادة للطائرات لحماية لبنان من الخروقات الجوية.
وتذكر المراجع بزيارة الوزير السابق الياس المر الى روسيا واعلانه عن استعداد روسيا لتلبية كل شروط الحكومة اللبنانية فيما يتعلق بدعم الجيش وتزويده بالطائرات وبالذخائر، وقد اعلن رسمياعن المساعدة الروسية للجيش. وتتابع المراجع «على الرئيس ميشال سليمان ان يتذكر كل هذه المحطات التي تم الحديث عنها في عهده ولم تنفذ بسبب سياسات لبنانية معروفة ورفض اسرائيل وواشنطن لتزويد الجيش اللبناني بأي اسلحة نوعية او رشاشة وكذلك الاسلحة المضادة للطائرات.
وتؤكد المراجع ان قرار عدم تزويد الجيش اللبناني بالسلاح النوعي هو قرار أميركي اولا واخيراً ولا تراجع عنه، حيث تخشى واشنطن ان تتكرر تجربة العام 1983 في عهد الرئيس امين الجميل والتي انتهت بوضع القوى الوطنية يدها على الدبابات الاميركية حتى ان النقيب الطيار ماجد حماده هرب بطائرته الاميركية الى منطقة الشوف، وهذا الامر في العلم العسكري «اهانة» للجيش الاميركي وبالتالي لا عودة عن قرار حجب المساعدات الاميركية عن الجيش الا في اطار الكلاب البوليسية المحدودة من بريطانيا.
ولذلك تستغرب المراجع كلام الرئيس ميشال سليمان وتؤكد ان الضجة التي رافقت الثلاثة مليارات دولار المقدمة من السعودية لم يصل منها اي شيء وكل ما رافقها من زيارات لفرنسا والخارج كان هدفها التمديد من بوابة الثلاثة مليارات دولار وهي لم تصرف حتى الان، اما الحديث عن دعم الجيش اللبناني بمليار دولار جديدة من المملكة العربية السعودية وقيل انه سيتم صرفها سريعا فرحبت المراجع بذلك، لكنها لم تأخذ طريقها الى التنفيذ بعد، الكلام ما زال في «العموميات» وبالتالي لم يأت السلاح بعد الى الجيش بخلاف ما روج له الاعلام.
وتختم المراجع بالتأكيد بل ان العرض الايراني بدعم الجيش ما زال قائماً وكذلك العرض الروسي والمطلوب تحرك الدولة اللبنانية فقط، وكذلك تستغرب المراجع كلام سليمان لجهة حصر موضوع دعم الجيش بالسعودية فقط، وهو يعرف جيداً ان كلامه غير دقيق وجاء بهدف سياسي فقط، فيما المطلوب ابعاد الجيش عن التجاذبات السياسية وتنفيذ دعمه جديا نتيجة حاجة الجيش الى السلاح لكي يستطيع الانتصار في حربه على الارهاب.