»النيابة قبل الرئاسة»، عنوان آخر من مشروع تهجير جديد لمسيحيي لبنان، العبث برأس لبنان وتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية كلّف لبنان في العام 1990 وضع يد الاحتلال السوري عليه لمدة خمسة عشرة عاماً، وتهجيرٍ كبير في صفوف مسيحييه يأساً من الحال التي آل إليها البلد، وها نحن ذا نواجه مجدداً «جدلاً بيزنطياً» سيضيع معه ما تبقّى من الوجوديْن المسيحي والإسلامي اللبناني لصالح «ملامح مؤامرة توطين» جديدة، هي الأشدّ خطراً على لبنان منذ العام 1970، ومع هذا «النوايا واضحة» ولا تحتاج إلى الكثير من التفكير، لا انتخاب لرئيس الجمهورية مهما كان الثمن مكلفاً!!
من مسيحيي لبنان إلى مسيحيي الموصل، يُطرح السؤال، مسيحيّو الشرق إلى أين؟! حتى الساعة لا إجابة على هذا السؤال سوى ما تشير إليه إحصاءات التغيير الديموغرافي في المنطقة، حتى من قبل تهجير مسيحيي الموصل، تهجير المسيحيين بدأ من لبنان، و»المؤامرة مستمرة» وبطريركية
انطاكيا وسائر المشرق عاجزة عن «لجم» تهوّر ورغبات مسيحيٍ واحد، على رغم إدراكها لخطورة المشهد على المسيحيين في المنطقة!!
وإذا كان هناك من مخطط لتقسيم المنطقة، فإنّ هناك مخطّط موازٍ لـ»ضرب الوجود المسيحي في الشرق كلّه»، والشرق من دون مسيحييه «صحراء داعشيّة سوداء»، ومثلما أتحسّر على المسيحيين الذين غادروا بيوتهم وكنائسهم وتاريخهم فراراً من «داعش» بدينهم، أتحسّر على المسلمين الباقين في الموصل وما يتعرّضون له من صلب لأطفالهم ورجمٍ لنسائهم، ومع «داعش» كلّنا في الهمّ شرقُ!!
في القرن الأول الميلادي دخل أهل العراق، بأغلبهم، في المسيحية، يومها كان الإيمان عقابه الصلب والحرق، اليوم في القرن الحادي والعشرين لم يتغيّر شيء، وبدل الصلب والحرق «أُخرج المسيحيّون من ديارهم بغير حقّ»، لم نسمع من الجامعة العربية سوى موقف بائس مستنكر، هذا الصمت المخيف سيؤدي بالمسيحيين والمسلمين في لبنان إلى مصير مجهول، أسوأ بكثير مما شهدناه عام 1990، فيما الطبقة السياسية في لبنان تتلهى بإضاعة الوقت وإضاعة لبنان معه، فمتى يستيقظون؟!