IMLebanon

مسيحيّو لقاء بيت عنيا: “المطلوب واحد”

تابعت باهتمام وقائع المؤتمر الصحافي للقاء بيت عنيا المخصص للرد على مبادرة الرئيس سعد الحريري التي تضمنت محاولة لرسم خريطة طريق للخروج من المأزق الذي نعيشه من جراء الفراغ في موقع الرئاسة وخوفاً من تمدده الى فراغ مؤسساتي شامل، كل ذلك في وقت تشهد منطقة الشرق الاوسط حراكاً مأساوياً تختلط فيه الديكتاتوريات بالاصوليات وتحصدان سوياً ضحايا على قياس اوطان وحدود وقيم واعراف وتقاليد اطيحت بها في لحظة التقاء مصالح قوى اقليمية ودولية.

بالعودة الى مضمون ما تلي في المؤتمر الصحافي وجاء على لسان الاستاذ ايلي الفرزلي من تفنيد للنقاط التي تناولتها المبادرة والتبصر في ما ورائياتها واستنباط مراميها غير المعلنة ونيات مطلقها دون التوقف ولو لمرة واحدة امام عناوينها الوطنية المتمثلة بأولوية انتخاب رئيس للجمهورية ونبذ التطرف والارهاب ورفض الرأي الواحد والتكفير واحترام التعددية ضمن اطار المناصفة والاحتكام الى الدستور والقانون كمرجع وحيد للمواطن والمكونات وحياد لبنان عن كل ما من شأنه توريط لبنان في المحاور الحارقة استنتج ما يأتي:

اولاً: شدد الرئيس الحريري على اولوية انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية مع ضرورة احترام وترجيح الرأي المسيحي في هذا الاستحقاق مراعاة لمشاعر القلق والتهميش التي تنتاب المسيحيين دون اغفال الحالة الوطنية الشاملة التي يمثلها هذا المقام، والاولوية تعني عدم جواز وضع العربة امام الحصان، لان غياب رئيس للجمهورية عن قصر بعبدا في هذا الظرف الخطير يعرض البلاد لخطر الانهيار والتفتت وانعدام الوزن القائمة عليه الميثاقية والصيغة.

اما لقاء بيت عنيا فقد رأى في انتخاب رئيس للجمهورية دون الاتفاق على انتخاب العماد عون خيانة وخروجا عن الميثاقية!

ثانيا: اكد الرئيس الحريري ضرورة المحافظة على الدستور الذي يحمي الوطن والمواطن، وكذلك على المناصفة تكريساً للميثاق والتوازن في السلطة بين كل الطوائف والمكونات.

اما لقاء بيت عنيا فقد اعتبر الدعوة الى احترام الدستور والقانون وتكريس المناصفة تهديداً وتلويحاً غير مقبول بانتهاكها!

ثالثا: لم يقرأ لقاء بيت عنيا في مبادرة الرئيس الحريري ما جاء من نبذ للارهاب والتطرف والتكفير ودعوة المناصرين واللبنانيين الى عدم الانجرار الى ردور فعل، محذراً من الخروج على مبدا احترام التعددية والميثاقية والعيش الواحد لانها الطريق الوحيد للحفاظ على لبنان.

رابعا: لن اطيل في التحليل، ولكني اتوجه الى لقاء بيت عنيا لأذكّره بما جاء في الفصل الحادي عشر من انجيل يوحنا، حيث مذكور ان بيت عنيا هي قرية لعازر ومرتا ومريم اصدقاء يسوع.

وبعد قيامة لعازر والاحتفال بالسيد المسيح مع الجموع في بيت عنيا في منزل مرتا ومريم ولعازر ومطالبة مرتا المسيح بأن يأمر مريم التي كانت على قدمي يسوع بأن تساعدها على القيام بواجب الضيوف قال لها “مرتا مرتا تهتمين لامور كثيرة والمطلوب واحد”.

فيا ايها المجتمعون في لقاء بيت عنيا.

اسمعوا وعوا واستعبروا من اهداف ومرامي اسم بيت عنيا الذي تستظلونه. فأنتم تنشغلون بأمور كثيرة فيما المطلوب واحد: انتخاب رئيس للجمهورية محافظة على الجمهورية.

وليد يونس

عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل