IMLebanon

معادلة المالكي ــ «داعش» تتحكّم بلبنان والجيش بالمرصاد

وفق غب الطلب تقصف المقاتلات الاميركية مسلحي «داعش» في العراق، وعلى وقع تمسك نوري المالكي بالسلطة هناك يزداد نفوذ الدولة الاسلامية، لتبقى المعادلة وفق الآتي: المالكي وبعض النفوذ الايراني والسوري وحزب الله مقابل ازدياد القصف على «داعش» والخلاصة: إما داعش او الخضوع للحلول الاميركية بالخلاص من نوري المالكي وتطويع سوريا وايران، وفي هذا الخضم الدموي الكبير يعيش لبنان على وقع عودة الرئيس سعد الدين الحريري وما يحمله في جعبته من مسكنات موضعية ريثما تنجلى صورة الواقع الاقليمي فيما يبدو ظاهرا ان لبنان اصبح معنيا بشكل مباشر بالازمتين السورية والعراقية من خلال نفوذ حزب الله، ما هي آفاق المرحلة المقبلة؟ والى متى ستستمر؟

مصادر وزارية سابقة تعتبر انه مع دخول لبنان العصر «الداعشي» من بوابة البقاع الشمالي تتوقع ان يشهد البلد المزيد من الازمات الامنية واستهداف المؤسسة العسكرية وصولا الى عمليات الاغتيالات وكل هذه الآفات لا يمكن حلحلتها دفعة واحدة ويبدو ان المطلوب على الساحة اللبنانية مجرد ترطيب وتبريد للاوضاع الساخنة ولكن بزخم كبير وجهود امنية وسياسية للوصول الى الهدف الآتي: عدم اتساع البقع الامنية المتوترة وهو في اقصى المنال وفق الواقع الاقليمي.

ولهذا فان هذه المصادر تعتبر ان الساحة اللبنانية مهيأة للمزيد من الاعمال الارهابية في مناطق مختلف لا يمكن تحديدها بالرغم من كون الحديث المتزايد عن رغبة «داعش» بمنفذ بحري على ساحل لبنان يؤرق السلطات الامنية والسياسية في لبنان خصوصا ان مراقبة الشاطئ اللبناني لرصد عمليات التسلل غير مجدية في ظل ضعف الامكانيات العسكرية من مراقبة فاعلة مع انعدام وجود آلات حديثة يمكن للجيش الاستعانة بها حتى الساعة، وفيما تتحدث هذه المصادر عن امكانية مساعدة حزب الله بغير اتجاه بفعل تواجد قواته على الحدود بين سوريا ولبنان، الا ان عوائق اساسية تعترض هذه الازدواجية في الخلط بين تواجد الجيش الشرعي والذي يتمسك قسم كبير من اللبنانيين باحادية سلاحه وبين الواقع القائم الذي يتمثل بقدرة حزب الله العسكرية على مد يد المساعدة، وحتى الساعة فلا المؤسسات الرسمية طلبت هذا الامر ولا الحزب مستعد للتدخل في اماكن تسبب له حساسية مذهبية.

وبين هذه وتلك تقول المصادر ان الجيش اللبناني الذي برهن انه صاحب ارادة قوية ومتماسكة وصلبة ودحر الارهابيين في عرسال بالرغم من الخسائر التي لحقت بضباطه وجنوده، واذا كان التعويل من قبل الطبقة السياسية الرسمية والحزبية على قوة الجيش، فابسط الامور المطلوبة هو الاكتفاء بالصمت ان لم تكن ارادة الدعم موجودة وفي ذلك تناقض واضح بين رغبة السياسيين عموما بطلب حماية الجيش من جهة والتأفف عندما يتحرك وهذا يشكل انفصاما ويتطلب مداواة سريعة لبعض النفوس، ولكن اهمية ثبات الستاتيكو الحالي على علاته تتطلب وبحسب المصادر التسليم بوعي قيادة الجيش لقيادة السفينة في هذه الاونة ذلك ان مد اليد السياسية على المؤسسة العسكرية بات يؤرقها ويدفع البعض الى رمي السهام نحوها دون وجه حق، واذا كان لافتا دعوة نجل قائد الجيش جو قهوجي والده الى قول الحقيقة فانه تحدث بلسان الاكثرية اللبنانية التي لا ترضى ان يلقى ضيم على العسكريين الخارجين من جروحهم حديثا في عرسال.

وعلمت «الديار» ان العماد قهوجي جلس مع ولده وتحادث معه حديث من رجل الى رجل ولم يوجه اليه اي تنبيه بل على العكس اودعه بعض الكلام لينقله الى جيل الشباب المتحمس لقول الحق ودعم المؤسسة العسكرية وابدى قهوجي تضامنه مع عنصر الشباب الذي يعول عليه في بناء الجيش ومستقبل الوطن باكمله، وهي المرة الاولى التي تصدر عن عائلة قائد للجيش اللبناني علامات يمكن الاستعانة بها كسبيل للحوار والتوضيح من جهة، ومن جهة ثانية تقبل قهوجي كل ما يقال في البيوتات على خلفية ان ليس كل شيء مباح سوى الحفاظ على حياة العسكريين وخصوصا المخطوفين منهم. وتقول المعلومات «للديار» ان العماد قهوجي ليس لديه في هذه الاونة كأولوية سوى اطلاق سراحهم مهما كلف الامر ولن يساوم او يرتاح حتى يعودوا سالمين الى المؤسسة وذويهم.

هذه العينة من الحوار المنزلي تقول المصادر الوزارية السابقة داخل اروقة قائد الجيش تعطي صورة اضحة عن شفافية العمل العسكري الذي تترجمه مديرية التوجيه كقاعدة عمل تنفيذية اعلامية للجيش بكامله وما يصدر عنها يمثل حقائق الامور بدقائقها اما دعاة التسلية والمزاح في وقت تشييع الشهداء فلا قيمة لها خصوصا ان شهادة الدم ارفع وسام يقدمه الجندي لوطنه وعائلته وكل اللبنانيين على مختلف طوائفهم واحزابهم، والمعالجة الشاملة للاوضاع الشاذة تنطلق من التنشئة الوطنية للجيش الذي يمثل مختلف العائلات اللبنانية وهو قد برهن في الظروف الحالكة تماسكه التام بالرغم من الدعوات المشبوهة مما يعطي شهادة حق بمناعة الجيش مهما كثرت المغالطات.

ويبدو من هذه المصادر الوزارية ان عودة الرئيس الحريري اسكتت بعض الافواه التي تم وضع حد نهائي لها وبشكل حازم وقد ابلغ الحريري من يعنيهم الامر بأن لا خلاص الا بالجيش اللبناني ومن يتطلع نحوه بالسوء سوف ينال عقابه كائنا من كان ومن له اذنان فليسمع، وتتحدث هذه المصادر ان الحريري كان حازما وجازما وقاسيا الى حد كبير في الدفاع عن المؤسسة العسكرية الوحيدة القادرة على تمرير هذه المرحلة بأقل الخسائر الممكنة في موازاة الخطر الكبير الذي يهدد جميع البلدان في المنطقة.

اذن تختم هذه المصادر بعد سردها للواقع الاليم الذي يعيشه البلد وفق معادلة «داعش» والمالكي والتي تبدو طويلة وقاسية تختم بالدعوة الى ضرورة استحضار الوعي للغافلين عن الاخطار والملتهين بالزواريب الداخلية خصوصا ان الكيان اللبناني بأكمله على المحك وان الوقت المستقطع الذي يعيشه لبنان يجب البناء عليه والاستفادة من الهدوء الهش قبل هبوب العاصفة وقبل ان تتحول البلاد الى موصل ثانية او شبيهة بمحافظة الرقة في سوريا وكل ذلك غير مستبعد اذا ما بقيت الخلافات مستحكمة كما يحصل في العراق حيث باغتت داعش السياسيين المنقسمين واكلت الاخضر اليابس.