IMLebanon

معارضو يانوكوفيتش ليسوا نازيّين

عن التداخل بين إيران والنووي وسوريا وأوكرانيا تحدّث المسؤول الرفيع نفسه في إدارة أميركية مهمة، قال: “نحن من الرأي الذي أبديته قبل قليل، وهو أن روسيا لا تريد إيران نووية على حدودها، وإيران لا تريد بدورها هيمنة روسية عليها. لا تربطهما علاقة تحالف بل تلاقٍ للمصالح. أميركا تحاول مساعدة روسيا على إيجاد مخرج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه في شبه جزيرة القرم. قد ينجح ذلك وعندها تنعكس الأمور إيجاباً على “جنيف” سوريا وعلى العلاقة معها. لكنه قد يفشل أيضاً فتقع سوريا في “الستاتيكو” أي تبقى على وضعها الحالي ويستمر القتال فيها”. سألتُ: هل تتساهل أميركا مع روسيا في شبه جزيرة القرم ولا تتساهل في شرق أوكرانيا حيث يعيش ملايين روس أو بالأحرى من أصل روسي؟ أجاب: “كلا. لا مزح في هذا الأمر”. ثم تناول الحديث السعودية وتوترها من أميركا وسوريا والعرب عموماً فركّزت خلاله على أمرين: الأول، أن اتفاقاً أميركياً – روسياً لحل الأزمة السورية قد ينجح لكنه سيفشل إذا كانت إيران ضده أو خارجه. أما الاتفاق الأميركي – الإيراني فلا بد أن ينجح ولو كانت روسيا خارجه. ذلك أنها جزء من المشكلة والحرب. والثاني، الخوف العربي شبه العام من تخلّي أميركا عن الشرق الأوسط أو من تحالفها مع إيران على حساب الدول الأخرى فيه. ردَّ على ذلك بالقول: “لأميركا 14 ألف جندي في منطقة الخليج، وفيه سفن حربية ومدمرات وطائرات. هذه قوة مهمة ستبقى دائماً في المنطقة، ولن نحرِّكها، وهذه رسالة تعرف إيران أهميتها وخطورتها وغيرها من الدول”. سألتُ أخيراً: ماذا لو رجحت كفة الفشل في المفاوضات النووية مع إيران؟ أجاب: “تفرض المزيد من العقوبات الآحادية والدولية”.

ماذا في جعبة مسؤول رفيع في “إدارة” أميركية ثانية لها علاقة بموضوعات وقضايا عدة إحداها الإرهاب؟

سألته في بداية اللقاء إذا كان راضياً على تصرُّف القطاعين المالي والمصرفي في لبنان؟ أجاب: “راضٍ… كلا. لكن هناك نوع من التقدم، ويجب الاستمرار في العمل من أجل منع تبييض الأموال، ومن أجل منع “حزب الله” من الإفادة من التساهل ومن التسهيلات لتحصيل أموال أو للحصول عليها وما إلى ذلك، ولتشجيع الإرهاب. سياستنا هي متابعة إضعاف “حزب الله”. وهناك إجراءات عدة ستتخذ لتحقيق هذا الهدف”.

انتقلتُ إلى روسيا وأوكرانيا، قلتُ: أعتقد أن روسيا أخذت القرم نهائياً. طبعاً أنتم لم تقبلوا ذلك رسمياً لكنكم تتعاطون معه كأنه حصل وطُوي ولا إمكان للعودة عنه، ومطلبكم الأول هو عدم التعدّي الروسي على باقي أوكرانيا. علّقَ: “نحن لم نعترف بضم القرم، وفرضنا عقوبات مع حلفائنا الأوروبيين على روسيا. ونحن نستعد للمتابعة في هذا الاتجاه وفقاً للقرار الذي تتخذه الإدارة برئاسة أوباما. المهم في الأمر ليس أن شعب شبه جزيرة القرم روسي أو أنها كانت لروسيا وأن شعبها يريد العودة إلى أحضان الدولة الأم، بل هو أن تغيير الحدود وانتهاك سيادة الدول بهذه الطريقة أمر غير مقبول في القرن الواحد والعشرين. فضلاً عن أنه يهدِّد السلام الدولي بخطر شديد، كما يهدِّد سلامة دول عدة”. علّقتُ: قيل أنكم كان يجب أن تتمسكوا باتفاق 21 شباط بين المعارضة الأوكرانية والرئيس يانوكوفيتش (والفار لاحقاً) الذي كنتم عرَّابه مع روسيا وألمانيا وفرنسا. لكنكم بدلاً من ذلك اعترفتم في سرعة ومباشرة بالوضع الأوكراني الجديد بعد فرار يانوكوفيتش الى روسيا واحتلال المعارضة – الثوار القصر وسيطرتها على المؤسسات. ردّ: “أولاً يانوكوفيتش هرب ولم يقم بدوره في الاتفاق، أي بما هو واجب عليه فيه. ثانياً، حصل احتلال لقصر رئاسة الدولة ولم يحصل حرق له ولا نهب. الناس الذين رابطوا في الميدان معظم الأوقات كانوا هادئين، ولم يكونوا أبداً فاشيين أو نازيين كما وصفهم الروس، ولم يريدوا تطبيق الاتفاق مثل يانوكوفيتش. على كل هذه قضية مستمرة. مجلس النواب الأوكراني وافق بأكثرية ساحقة على طرد الرئيس (الفار) وعلى انتخاب رئيس حكومة موقتة لإدارة البلاد بدلاً منه”. سألتُ: هل نجحتم في جلب روسيا والأوكرانيين إلى طاولة الحوار؟ أجاب: “نحن نسعى. لكننا لن نضع روسيا وأوكرانيا وجهاً لوجه وحدهما. سنكون كلنا معهما للتوصل إلى نتيجة. هل رأيتَ رئيس الحكومة الأوكرانية الموقتة الذي زارنا أخيراً؟ إنه رجل دولة وقف في مجلس النواب ضد اقتراح أعضاء فيه منع التكلم بالروسية في البلاد. إنه رجل عاقل”.

هل سيرشح نفسه للرئاسة؟ سألت.