حفلت عطلة نهاية الاسبوع بسلسلة تساؤلات عن مصير المساعي الرامية الى البحث عن مرشح مستقل لتولي رئاسة الجمهورية، فيما كان تأكيد من جانب التيار الوطني على ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون عن قوى 8 اذار مقابل ترشح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن قوى 14 اذار. واللافت في هذا الخصوص هو تأكيد حزب الله ان مرشحه هو العماد عون، مقابل اجماع تيار المستقبل على عدم التخلي عن جعجع مرشحا وحيدا في مواجهة «الجنرال» فيما كان تركيز على زيارة وفد حزب الله الى بكركي حيث اثار الهاجس الرئاسي من زاوية تأكيد دعمه عون؟!
وثمة اشارة في هذا الصدد لجهة زيارة رئيس القوات الى الخارج، حيث تبين انه قصد باريس، كما قالت مصادر مطلعة ان جعجع قد زار فرنسا للبحث مع رئيس تيار المستقبل في الوسائل التي تكفل نجاح معركته الانتخابية وقد سبقه الى هناك رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة الذي ترى مصادر ان هناك ضرورة ملحة لعدم تفويت الفرصة الرئاسية من امام جعجع الذي تبدو معركته ناجحة بمعدل 56 في المئة، الا في حال صب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط اصوات جبهة النضال في مصلحة مرشح اخر لا بد وان يكون رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد عون، لاسيما ان حزب الله لن يترك حرية الحركة الانتخابية بحسب معلومات كبار المعنيين، فيما هناك من يؤكد ان الحزب يعرف ان رئيس مجلس النواب رئيس حركة «امل» نبيه بري لن يتخلى عن عون كبادرة حسن نية تجاه حزب الله الذي يشاركه مواقع الثقل في قوى 8 اذار.
ومن الان الى حين انعقاد جلسة مجلس النواب الانتخابية، تقول اوساط مطلعة ان نواب جبهة النضال لن يصبوا اصواتهم لما فيه مصلحة مرشح حزب الله، لان الذي ساير جنبلاط في ترشيح النائب هنري حلو سيكون مضطرا لان يغير موقفه وعدد هؤلاء يراوح بين ثلاثة واربعة نواب في مقدمهم مروان حمادة وانطوان سعد وفؤاد السعد وليس من بوسعه ضبط الاداء الانتخابي للنائب غازي العريضي الذي سيكون مضطرا لان يحافظ على موقعه في بيروت من ضمن لائحة تيار المستقبل، هذا في حال ادت المداخلات مع جنبلاط الى ان يكون في صف جعجع الذي يعني الكثير بالنسبة اليه مستقبلا!
وفي المقابل، هناك من يجزم بأن نواب طرابلس سيقترعون لمصلحة جعجع في نهاية المطاف، لان حزب الله ليس على علاقة وطيدة مع هؤلاء بمن فيهم الرئيس نجيب ميقاتي والنائب محمد الصفدي، ما يؤكد بالتالي ان الفارق بين من سينتخب عون وبين من سينتخب جعجع اكثر من ثمانية في المئة لمصلحة الثاني وهذا الامر يبدو شبه محسوم باستثناء معرفة حزب الله لجهة من سيحرز اللقب ويتصرف على هذا الاساس، خصوصا ان بوسع الحزب والمحسوبين عليه تعطيل النصاب (…)
في خلاصة هذه النظرة الى ما له علاقة بالانتخابات الرئاسية ليس بوسع احد القول ان الامور غير معقدة، اضافة الى وجود خوف من امكان حصول تطورات امنية غير مستبعدة تسمح للبعض بأن يتصرف من خلالها على موجة توتير الاجواء، لاسيما ان اللبنانيين لم ينسوا الى الان احداث ايار الشهيرة التي فتحت عشرات المشاكل في طول لبنان وعرضه، فضلا عن ان الظروف الامنية في عدد من المناطق تكاد تبقى على هواجس اللبنانيين بالنسبة الى امكان تجددها بقدرة قادر، من غير حاجة الى القول ان «جماعة التيار الوطني» تقف وراءها حيث لا قدرة لها على ذلك بحسب تجارب سابقة؟!
ومن الان الى حين معرفة كيف سيتصرف جعجع قياسا على حركة مؤيديه ومريديه وبالتالي معرفة طريقة تعاطي عون وحزب الله مع هذا الاستحقاق ثمة من يجزم بأن الانتخابات الرئاسية لن تبصر النور، قياسا على ما يمكن للرئيس نبيه بري النظر اليه بالنسبة لعلاقته مع حزب الله خصوصا والبقية الباقية من تجمعات قوى 8 اذار لاسيما ان بعض تلك التجمعات لن تتأخر عن القيام بما يرضي حزب الله بداية ونهاية، الكل يصلي لان ينتهي هذا الاستحقاق لما فيه المصلحة العامة قبل مصالح اولئك الذين يهمهم تعكير الامن لغايات في نفس يعقوب، خصوصا الذين سبق لهم ان لعبوا اوراقا امنية بجدارة متناهية جعلتهم مؤهلين لان يكرروا ما يطلب منهم عندما تدعو الحاجة؟!