IMLebanon

معلومات أميركيّة عن تنظيمات تنّسق مع «داعش» وقد تستحضرها

معلومات أميركيّة عن تنظيمات تنّسق مع «داعش» وقد تستحضرها مصادر ديبلوماسية: إحتواء المخاطر الأمنيّة عبر ترتيب سياسي يبدأ بالتوافق على انتخابات رئاسيّة ثم التفرّغ للأمن

استغربت مصادر ديبلوماسية في بيروت تعاطي اكثر من مسؤول في فريقي 8 و14 آذار مع الاستحقاق الرئاسي وكأنه ملحق لايحتل الاولوية على الاجندة الداخلية، والاكتفاء بلتقي ردود الفعل من المرجعيات وعواصم القرار في المنطقة حول سبل مقاربة الجمود في مجلس النواب وتأجيل جلسات الانتخاب الرئاسي في ظل فشل او عجز الحوارات السياسية والمبادرات في تحقيق ما يشبه التوافق حول مرشح رئاسي يكون على مسافة واحدة من الفريقين البارزين.

واعتبرت ان اشاعة الانطباع لدى اوساط الرأي العام كما في الاوساط السياسية بان الانتخابات الرئاسية لن تتم خلال الاسابيع المقبلة وان الهاجس الامني يغطي على اي ملفات داخلية اخرى راهنا وحتى تسوية الصراعات في المنطقة على الاقل في الاشهر المقبلة. واكدت المصادر الديبلوماسية انه على الرغم من طمأنة رئيس الحكومة تمام سلام اللبنانيين كما المواطنين الخليجيين والعرب والمغتربين الى استقرار الوضع الامني، فان استمرار الازمة السياسية يعود بالدرجة الاولى الى تأجيل الاستحقاقات الدستورية، معتبرة انه مهما بلغت درجة الاجراءات الامنية الاحترازية للحؤول دون تكرار تجربة مسلسل العمليات الارهابية، فان القرار السياسي الموحد هو وحده الكفيل بتحصين مناخ الاستقرار الداخلي.

واشارت المصادر الى ان الخلل على مستوى التضامن داخل الحكومة كما في اوساط مجلس النواب، يؤدي الى زيادة المخاطر كون التنسيق المباشر يصبح بالغ الصعوبة مما يسمح بفتح ثغرات في الجبهة الداخلية، سيعمد الارهابيون الى استغلالها لاثارة موجة من التفجيرات سبق وان حذرت منها تقارير امنية غربية وليس محلية او عربية وذلك استنادا الى معلومات ميدانية تفيد بأن سيناريو التخريب قد أعد للساحة اللبنانية وان عملية خلط الاوراق الجارية في المنطقة تشمل لبنان.

وفي معرض قراءتها للمنحى السريع الذي اتخذته التطورات في العراق، وجدت المصادر الديبلوماسية نفسها ان لبنان ليس وحده مهدداً بل هناك اكثر من منطقة مجاورة تحوي خلايا نائمة لتنظيمات ارهابية، تندرج على قائمة الارهاب المتنقل من سوريا الى العراق فلبنان كما اليمن وربما الاردن لاحقا. واكدت ان المعادلة الامنية التي سقطت في العراق كانت مرتبطة بأكثر من عنصر اقليمي وعربي وغربي في آن، وتوقعت ان يؤدي سقوط القوى العسكرية الرسمية الذي حصل بشكل مفاجئ وسريع في المدن العراقية الكبرى الى تغيير قواعد اللعبة مع تنظيم «داعش» في الساحات التي تشهد تواجداً لهذا التنظيم.

واذ استندت المصادر الى معلومات اميركية تفيد بعدم وجود خلايا لـ «داعش» في لبنان، اكدت ان هذا لا يعني وجود تنظيمات متطرفة على تماس وتنسيق وثيق مع هذا التنظيم، وبالتالي، فان التواصل يستحضر عناصر «داعشية» او يمهّد لتجنيد عناصر محلية لهذا التنظيم. وبالتالي فإن مخاطر هزّ الاستقرار الذي تنعم به بعض المناطق الحدودية مع سوريا منذ تنفيذ الخطة الامنية، قد ارتفعت وباتت تستوجب انجاز ترتيب سياسي داخلي يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية والتفرغ بعدها لحماية الوضع الامني.