IMLebanon

«مفاوضات» حلحلة العُقَد قبل الاتفاق «النووي»

 

لماذا تنعقد اجتماعات ثنائية أميركية إيرانية، وروسية إيرانية، وفرنسية إيرانية بالتزامن مع الاجتماعات الدورية للدول الـ»خمسة زائد واحد» مع إيران؟ وهل الأمر دليل إلى أنّ هناك عقدة كبيرة، أم أنّ ذلك يعني اقتراب التوصّل إلى تفاهمات حول البرنامج النووي؟

تفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على التفاوض، انّ المباحثات بين الغرب وإيران تمر في مرحلة معقّدة، لذلك فإنّ التفاوض معقّد لأنّه دخل في التفاصيل، ولأنّه بدأ فعلياً وضع نص الاتفاق النهائي وكتابة مشروعه على الورق بعد خلافات كبيرة لامست حدّاً من المواجهة. لذلك جرى التفاهم بين الطرفين على ضرورة اللجوء إلى مفاوضات ثنائية من أجل حلحلة العقد. العقدة الكبرى هي أنّ إيران تتمسّك وتضغط لكي تحافظ على برنامجها النووي. أمّا الغرب فيريد أن يضمن أنّ الشروط الموضوعية تعني أنّه ليس بالإمكان أمام إيران أن تصنع القنبلة النووية. وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يقول إنّه لا داعي لأن يكون لإيران أجهزة طرد مركزي بالآلاف إنّما يكفيها أن يكون ذلك بالمئات.

من الناحية التقنية، عندما يجري تخصيب اليورانيوم بأجهزة الطرد، التسريع مهم جداً لكي يتم تحويله إلى نووي، ويحتاج إلى نسبة عالية وسريعة من الطرد يصل إلى نحو 3000 للحصول على القنبلة. والغرب يريد أن يحدّد أجهزة الطرد بالمئات لدى إيران وليس بالآلاف لكيلا تصل إلى مكان يمكنها معه التخصيب، مع أنّ المسموح به من نسبة للتخصيب هو خمسة في المئة من اليورانيوم. إنّما يريد الغرب تحديد المئات فقط، منعاً لأي احتمال لنكس الاتفاق المزمع إعداده من خلال العودة إلى تصنيع النووي، وهذه أهم نقطة من نقاط الخلافات بين الطرفين. ويعني ذلك أن ليس هناك اتفاق حول موضوع التخصيب، فضلاً عن الخلاف حول معمل ابراك الذي يعمل بالماء الثقيل لإنتاج البلوتونيوم والغرب لا يريد أن يُبقي لإيران على هذا التصنيع.

الآن التفاوض معقّد جداً. لذلك برزت الحاجة إلى مفاوضات ثنائية مع إيران سعياً إلى حلحلة العقد. فضلاً عن ذلك، هناك بحث فعلي خلال هذه المفاوضات، في العقوبات الثنائية على إيران، وفي مقدّمها والأكثر تأثيراً وقساوة العقوبات الأميركية. لذلك تبحث ثنائياً بين واشنطن وطهران، كما تبحث العقوبات الفرنسية والأوروبية ثنائياً بين باريس وطهران.

أمّا العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن الدولي، فهو الذي يقرّر إزالتها وفي ضوء تنفيذ إيران التزاماتها الدولية في المرحلة المقبلة كما هو مفروض، العقوبات الأميركية فرضت منذ العام 1979 تاريخ الثورة بالتزامن مع قطع للعلاقات الديبلوماسية. من هنا يتركز البحث حول ما إذا كان سيصار الى إزالة كل العقوبات عن إيران أو فقط تلك المرتبطة بالبرنامج النووي. إذ إنّ هناك عقوبات مرتبطة بوضع حقوق الإنسان في إيران، وبحقوق المرأة وغير ذلك من النواحي الإنسانية. وبالتالي هناك تفاصيل يجب البحث بها ومعالجتها، لا سيما وأنّ التباحث الثنائي، يعني أيضاً أنّ الطرفين توصّلا إلى مرحلة حاسمة، إذا ما أرادا الانتهاء من صياغة الاتفاق النهائي في العشرين من تموز المقبل، أي بعد شهر من الآن. وبات، تبعاً لذلك، الوقت في ضيق مستمر. إذاً هناك تعقيد في التفاوض، وهناك مرحلة حاسمة أوجبت التفاوض الثنائي. وفي هذا الوقت الغرب وإيران على حد سواء يسعيان إلى الانتهاء بسرعة من إنجاز الاتفاق النهائي بينهما. مع الإشارة إلى أنّ حجم العقوبات الأوروبية ليس بحجم العقوبات الأميركية ولا في تأثيرها.

في التفاوض، لدى كل فريق خطوط لا يتراجع عنها، ولديهما قواسم مشتركة يتم العمل للبناء عليها لتقريب وجهات النظر. والتفاوض سيبقى مستمراً طالما لم يحصل خلاف جدّي يوقفه، حتى وإن حصل هذا الخلاف، يرتقب أن يُسرع الطرفان لإيجاد حل لمعاودة التفاوض.

وإذا لم يتم التوصّل إلى اتفاق نهائي، فيعني ذلك أنّ العمل سيتم لتمديد الاتفاق الأولي الموقّع في تشرين الثاني الماضي، مدّة ستة أشهر جديدة بدءاً من 20 تموز المقبل، وهذا يعني تمديداً لحالة ملفات المنطقة المفتوحة. لكن أي اتفاق نهائي يعني الانتقال في المرحلة الجديدة لمعالجة هذه الملفات.