IMLebanon

«مقاطعجية» كبس الجبن؟!

هل صدق رئيس مجلس النواب نبيه بري، في وصفه نواب الامة بأنه «مقاطعجية» نسبة الى المقاطعة التي يمارسونها لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية بما في ذلك جلسات التشريع، مع علمه الاكيد ان مجلس النواب في طور الانعقاد الخاص بانتخاب الرئيس ولا يحق له التشريع او اي شيء اخر من نوع البحث في سلسلة الرتب والرواتب، فضلا عن معرفة رئيس المجلس بانه شخصيا مطالب بانجاز الاستحقاق الانتخابي من غير حاجة الى البحث في ما هو اقل اهمية من المنصب الرئاسي الذي يكاد يضيع بين متاهات التباين السياسي، الامر الذي يتطلب اعادة نظرة شاملة بموضوع الثلثين زائدا واحدا، اقله لان طريقة تعاطي قوى 8 اذار لن توصل الى انتخاب الرئيس حيث من الواضح ان النصف زائدا واحدا يكفل تحقيق الانتخاب من غير حاجة الى من يعرج امام المكرسحين»!

المهم انه في حال استمر الوضع على ما هو عليه اننا لن نرى رئيسا ولا جمهورية ولا مجلسا نيابيا، خصوصا ان عمر التمديد يكاد ينتهي من غير ان يقارب احد مشروع قانون الانتخاب المرجو من الجميع كي لا نقول ان الامور سائرة تكرارا الى مزيد من الفراغ في المؤسسات ما يحقق رغبة بعضهم في ان يكون رئيسا على سلطة غير موجودة بحسب اجماع من يفهم في لغة الدستور  والقوانين بما في ذلك الاعراف!

ان الذين سماهم الرئيس بري مقاطعجية هم من سبق لهم ان مارسوا مقاطعتهم بالورقة البيضاء وهيهات ان يعطوها لونا بهذا الاسم او ذاك ليس لان الاسماء غير موجودة بل لانها متناحرة الى حد العداء الشخصي لكل ما من شأنه ان يوصل النواب الى تسمية رئيس الجمهورية، والاجدر بالرئيس بري القول ان ما ادى الى منع الانتخاب هم حقيقة «اولاد حلال» قياسا على ما تم الاتفاق عليه يوم استخدام ورقة بيضاء، مع العلم انه لو كان بمقدور رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد الوصول الى قصر بعبدا لكان اقنع حلفاءه بانه فرس رهان وليس حصانا اعرج غير قادر على اثبات وجوده في السباق الرئاسي؟

رب قائل ان ترشح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد قطع الطريق على «الجنرال» فيما ليس بوسع احد قول عكس ذلك، لان «الحكيم» اقله يعرف قدرته بنسبة معرفته لنوعية حلفائه.

من هنا يفهم الفراغ في رئاسة الجمهورية مرشح لان يستمر طويلا، قبل ان يعرف «المقاطعجية» الى اين يمكنهم الوصول بالوسائل التي يعتمدونها، ومن ضمن هؤلاء رئيس مجلس النواب رئيس «المقاطعجية» من دون منافس، الا في حال بدل من وسائل الانتخاب بما في ذلك الاتعاظ من العبور الصعب في مجال المجلس القائم على تباينات من المستحيل تجاوزها، قبل ان تتحدد هوية الرئيس العتيد، حيث قيل ويقال «حسنا فعل سمير جعجع عندما منع الجنرال من ان يكون مرتاحا الى وضعه الرئاسي، بعد طول تبشير بانه رئيس من غير حاجة الى رئاسة والى من ينتخبه»!

فالعماد لا يزال يعبر عن وجهة نظره من خلال ما يسميه الميثاقية التي يعرف انها تقف دونه ومعه حزب الله، ليس لان الاغلبية المسيحية معه، بل لانه اعجز من ان يؤمن صوتا سنيا واحدا الى جانبه، وهذا ما تأكد في الجلسة الانتخابية الاولى حيث اضطر احد النواب السنة في كتلة الوفاء للمقاومة ان يستعير ورقة احد زملائه كي لا يلوث وجهة نظره القائلة ان اسوأ ما يمكن تصوره هو اضطراره لان يقترع لمرشح لم يوفر منطقة من اذاه (…)

ماذا بعد «المقاطعجية» الذين يبدو الرئيس نبيه بري في وارد المزيد من انتقادهم من دون حاجة الى مزيد من التوصيف الانتقادي فيما لا يزال «الجنرال» يتصور ان بوسعه جمع شعبية من حزب الله وتيار «المستقبل» كأنه يبحث عمن يراه في مخيلات في منامه لا لشيء سوى لاعتقاده بانه قادر على ان يكون رئيسا للجمهورية الامر الذي يحتم عليه البحث عن منجمين كي لا نقول «بصارين» من النوع غير المألوف؟!

هذا في حال جرت الانتخابات واستعاض النواب المقاطعين عن غيهم السلبي من غير حاجة ان يربطوا مستقبلهم السياسي برئيس لا مستقبل سياسيا له بحسب ما يعرفه عن نفسه والا لانتفت الحاجة الى «رئيس لا يعرف ماذا ينتظره» كما درجت العادة السياسية المعروفة بمقاطعجية لا يعرفون بدورهم ان مجالاتهم السياسية اقل من ان يعول عليها من جانب من بدأ خطأ ويسعى جاهدا لان يبقى مستقبله على مزيد من الاخطاء التي توصف عادة بأنها نتاج سياسة القهر التي مارسها صاحبنا لزمن طويل من غير ان يعرف انها ستصل به الى المتاهة الرئاسية؟!