الهجوم الوحشي الاسرائيلي متواصل لتركيع غزة وفرض الشروط الاسرائيلية لوقف اطلاق النار الذي رد عليه المقاومون بتصعيد القصف الصاروخي والتأكيد ان زمام المبادرة بأيديهم، وان لا وقف للنار الا برفع الحصار عن غزة، وعندها ترفع المقاومة الحصار عن كل اسرائيل في ظل معادلة «حصار مقابل حصار» وهذا ما جعل الاسرائيلي يحاول كسر هذه المعادلة بالهروب الى الامام وتوسيع رقعة القصف على السكان الامنين لكسر معنوياتهم وصمودهم، حيث باءت محاولاته بالفشل جراء الصمود الفلسطيني الذي يفاجئ كل يوم الاسرائيلي بأسلوب جديد في القتال من حرب الانفاق الى العمليات خلف خطوط العدو الى المواجهة المباشرة الى القنص الى اسر جنوده مما جعل العدو يفقد المبادرة وهذا ما جعل اسرائيل تلهث وراء التسوية نتيجة تزايد الخسائر والمراوحة على الارض رغم استخدام المزيد من القنابل المحرمة دوليا.
غزة في اليوم الثامن عشر للهجوم الاسرائيلي، ما زالت تصد العدوان كأنها في اليوم الاول وهي استعدت لهذه المواجهة بشكل جيد، وتعرف الاهداف الاسرائيلية بشكل جيد، وهذا ما جعل المبادرة بأيدي المقاومين وسيؤدي ذلك الى معادلة جديدة في الصراع العربي – الاسرائيلي للمرة الاولى منذ 1948.
غزة لن تركع، ودماء شهدائها الـ800 وجرحاها الذين تجاوزوا الـ5000 هم اكبر شاهد على محرقة العصر الاسرائيلية في ظل صمت عالمي وتآمر عربي الى حد الخيانة.
الى ذلك، واصلت إسرائيل غاراتها على قطاع غزة لليوم الـ18 على التوالي، وأوقعت 84 شهيدا، قتل عدد منهم في قصف استهدف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).
ووفق شهود عيان، فإن القوات الإسرائيلية استهدفت المدرسة التابعة لأونروا في بيت حانون بشمال قطاع غزة بأكثر من عشر قذائف، في وقت كان فيه النازحون متجمعين في ساحة المدرسة.
وقالت المعلومات إن القصف أدى لاستشهاد 15 مواطنا وإصابة أكثر من 120 آخرين. ونقل وائل الدحدوح مشاهد من مستشفى كمال عدوان الذي غص بالشهداء والجرحى والمواطنين الذين قدِموا للاطمئنان على ذويهم.
ومع اعراب الخارجية الأميركية عن حزنها لقصف مدرسة الأونروا في غزة،اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أن «موظفين من الأمم المتحدة قتلوا في القصف الاسرائيلي على مدرسة للانروا في شمال قطاع غزة».
وأكد أحد الأطباء العاملين بالمستشفى أن الطاقم الطبي يعمل في ظروف صعبة في ظل محدودية القدرات للتعامل مع مثل هذه الحالات.
من جانب آخر، قال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن ثلاثة فلسطينيين استشهدوا جراء قصف على منطقة بيت حانون، كما استشهد المواطن خضر خليل اللوح (50 عاما) إثر استهداف القصف منطقة العطاطرة في شمال القطاع.
وقصفت الطائرات الإسرائيلية منزلين في شمالي وجنوبي القطاع، واستشهد 11 من سكان المنزلين.
وفي قريتي عبسان وخزاعة في جنوب القطاع، قالت مصادر فلسطينية إن قصفا إسرائيليا مستمرا منذ أيام خلف قتلى ومصابين تحت النقاض، وأكدت تلك المصادر أن فرق الإنقاذ لم تستطع المخاطرة بالاقتراب من المنطقة.
وتأتي هذه التطورات، غداة استشهاد مالا يقل عن ثمانين فلسطينيا نصفهم تقريبا بمجزرة في خان يونس التي توغلت قوات إسرائيلية في أطرافها الشرقية.
ووفق المصادر الطبية الفلسطينية، فإن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي الذي بدأ في الثامن تموز الحالي وصل إلى 779 شهيدا وأكثر من 4600 جريح.وتسبب العدوان المتواصل على غزة في تدمير ما لا يقل عن 475 منزلا بشكل كامل، بينما لحقت أضرار بنحو 2644 منزلا وتعرضت 46 مدرسة و56 مسجدا وسبعة مستشفيات لدرجات مختلفة من التدمير.
كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أعلنت أنها قتلت ثمانية جنود إسرائيليين في عملية تسلل شرق التفاح بغزة، وأنها قصفت أيضا مطار بن غوريون بصاروخي «أم 75».
وقالت الكتائب – في بيان- إن مقاتليها نفذوا عملية خلف خطوط القوات الإسرائيلية المتوغلة شرق التفاح وأجهزوا على ثمانية جنود من مسافة صفر، كما دمروا ناقلة جند من نوع شيزاريت بقذيفة «آر بي جي 29».
وأضافت الكتائب أنها قصفت أيضا مطار بن غوريون بصاروخي «أم 75»، وأكد مراسل الجزيرة أن صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب ومحيطها.
كما فجرت كتائب القسام عبوة برميلية في دبابة ميركافا على جبل الصوراني شرق التفاح، ومازالت النيران تشتعل فيها.
وأوردت قناة «الميادين» أن «كتائب القسام» فجرت عبوة أرضية في آلية على جبل الصوراني شرق التفاح».
كذلك اعلنت كتائب القسام انها قنصت جنديين اسرائيليين في شارع بنات شمال بيت حانون.
من جهتها أفادت قناة «المنار» ان «سرايا القدس قصفت كريات ملاخي والمجدل بثلاثة صواريخ غراد».
وكانت كتائب «القسام» أكدت ان اسرائيل اعترفت بمقتل ضابط متأثر بجراح أصيب بها خلال الاشتباكات على أعتاب غزة في أول أيام الحرب البرية.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- أنها أصابت ستة جنود إسرائيليين في المعارك الدائرة في بيت حانون بالقطاع.
وعلى صعيد متصل، نشرت كتائب القسام شريط فيديو يظهر كيف تمكن قناصوها من قطع يد النقيب الإسرائيلي ديمتري لافيتاس – وهو قائد سرية في سلاح المدرعات الإسرائيلي- وقتله بعد أن كان يطلق النار صوب منازل المواطنين شمال بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل أعلن أن المقاومة والشعب الفلسطيني لن يقبلا بأي مبادرة لا تضمن رفع الحصار كليا عن قطاع غزة، وأكد أن إسرائيل هي التي تسعى إلى وقف إطلاق النار. وقال مشعل في مؤتمر صحفي بالعاصمة القطرية الدوحة إن حركة حماس والفصائل الأخرى لا تعترض على جهد أحد لوقف الحرب المستمرة على غزة منذ أكثر من أسبوعين، وإنما الاعتراض على مضمون المبادرات المطروحة، في إشارة إلى المبادرة التي عرضتها مصر مؤخرا، ورفضتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي.
وأضاف أن هناك مطالب فلسطينية محددة، على رأسها رفع الحصار وعلى الجميع احترامها. وقال مشعل إن أي تهدئة شاملة يجب أن تنطلق من الاتفاق على رفع الحصار، وبعد ذلك يتم الاتفاق على ساعة الصفر لوقف إطلاق النار.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن المقاومة الفلسطينية رفضت منذ اليوم الأول المنهج المتمثل في إعلان وقف إطلاق النار أولا ثم التفاوض في مرحلة لاحقة، مشيرا إلى نوايا أميركية وإسرائيلية مبيتة من خلال الإصرار على البدء بوقف إطلاق النار دون التزام صريح برفع الحصار عن قطاع غزة.
وأكد مشعل أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من بادر بطلب وقف إطلاق النار في ظل الخسائر المتزايدة في صفوف قواته بغزة. وأشار في هذا السياق إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصل بوزيري خارجية قطر وتركيا وطلب منهما التحرك نحو حركة حماس لوقف إطلاق النار.
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو رفض اسرائيل إعلان وقف إطلاق النار، قائلاً إن «الواجب الآن هو حماية اسرائيل»، مؤكدا عدم «موافقة اسرائيل على العروض والمشاريع الحالية لوقف العملية العسكرية في غزة». ورأى أن «اتهام مجلس حقوق الإنسان لاسرائيل بارتكاب جرائم حرب لن يمنع اسرائيل من المضي قدما في حماية مواطنيها والاستمرار في هذه العملية»، مشددا على أن «إسرائيل ستواصل العملية العسكرية في غزة حتى استعادة الأمن والهدوء».
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إن الجيش الإسرائيلي يعد للمراحل القادمة من القتال بعد انتهاء التعامل مع الأنفاق في غزة، وأشار إلى وجوب الاستعداد لمراحل أكثر صرامة، وتحضير الوحدات التي تنتظر دخول القطاع.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أيضا أنه حبس العديد من جنوده ومدنيا واحدا بتهمة تسريبهم أرقاما عن القتلى والمصابين على وسائل التواصل الاجتماعي قبل إبلاغ الأسر بقتلاها أو مصابيها رسميا.
وفي مسعى من الجيش الإسرائيلي للسيطرة على ظاهرة التسريب، قام بمصادرة هواتف الجنود الذين يشاركون في القتال، وأوردت صحيفة واشنطن بوست الأربعاء أن أكثر من خمسين جنديا سابقا رفضوا الخدمة في قوات الاحتياط، قائلين إنهم نادمون على خدمتهم السابقة في الجيش.
وقال وزير إسرائيلي إن انسحاب القوات البرية الإسرائيلية من قطاع غزة ليس وشيكا، وإن الجيش الإسرائيلي سيستمر في عملية البحث عن الأنفاق الفلسطينية الحدودية في ظل أي هدنة إنسانية.وأكد وزير العلوم ياكوف بيري -وهو قائد أمني سابق- أن التوصل إلى هدنة في غزة تشمل انسحاب القوات البرية الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية غير مرجح قبل الأسبوع القادم.وقال لموقع «والا» الإسرائيلي الإخباري «لا أرى وقفا لإطلاق النار خلال الأيام القادمة تنسحب بموجبه قوات الدفاع الإسرائيلية»، مضيفا أن القوات الإسرائيلية بحاجة إلى مزيد من الوقت لاستكمال مهمتها في تدمير الأنفاق التي يستخدمها مقاتلون من غزة لعبور الحدود.وأكد بيري أنه حتى «إذا طبّقت هدنة إنسانية سنستمر في التعامل مع الأنفاق.. يمكنني القول بثقة إن يومين أو ثلاثة لن تكون كافية للانتهاء من التعامل مع الأنفاق».