عون يرفض طرح جعجع ويحيل «التسوية» على البطريرك.. وخطة بيروت «بعد الفطر»
ملء الشغور في ميزان سلام: توافق «24 قيراط»
بعدما ألقى الشغور الرئاسي بأوزاره في ميزان الحكومة، يحرص رئيس مجلس الوزراء تمام سلام على أن يكيل هذه الأوزار ويصقلها دستورياً وميثاقياً مع ترجيح كفة التوافق في ميزان ملء الشغور على مستوى قرارات الحكومة وجداول أعمالها. وفي هذا السياق أتت خطوة تعميم مشروع جدول أعمال الجلسة الحكومية الأولى في ظل خلو سدة الرئاسة الأولى قبل 72 ساعة من انعقادها اليوم. وأوضحت مصادر مقرّبة من رئيس الحكومة لـ«المستقبل» أنه وفقاً للمادة 62 من الدستور التي تنيط مهام رئاسة الجمهورية «وكالةً» بمجلس الوزراء قرر الرئيس سلام إطلاع أعضاء حكومته على مشروع جدول الأعمال «ليحظى بتوافق 24 قيراط»، على أساس أنّ لكل وزير «قيراطاً» في مناقشة وإقرار قرارات المجلس».
أما على صعيد الاقتراحات المطروحة على بساط التشاور والتداول لإنهاء الشغور في رئاسة الجمهورية، فقد برز أمس رفض رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون طرح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع التفاهم معه على مرشح تسوية للرئاسة، متوجهاً في المقابل إلى وفد المؤسسات المارونية الذي زاره أمس في الرابية بالقول، وفق ما كشفت مصادر المجتمعين لـ«المستقبل»: «إتفقوا مع البطريرك بشارة الراعي على رئيس تسوية وأنا أتنازل عن ترشحي».
مجلس الأمن
على الصعيد الدولي، برز منتصف الليلة الماضية تبني مجلس الأمن الدولي مشروع البيان الرئاسي الذي قدمته فرنسا في شأن الانتخابات الرئاسية في لبنان. وإذ ناشد اللبنانيين العمل على الحفاظ على الوحدة الوطنية، دعا البيان إلى انتخاب رئيس في أقرب وقت، مع تأكيد دعمه الحكومة اللبنانية في القيام بمهامها إلى حين انتخاب رئيس جديد. كما جدد مطالبة السلطات اللبنانية بالتعاون مع المجتمع الدولي، مذكراً بضرورة التزام سياسة النأي بالنفس وأهمية تنفيذ القرار 1701.
مجلس الوزراء
إذاً، يلتئم مجلس الوزراء اليوم في السرايا الحكومية بجدول أعمال مقتضب من 29 بنداً. وأفادت مصادر وزارية «المستقبل» أنّ «وزير الخارجية جبران باسيل تواصل خلال الأيام الأخيرة مع الوزراء المسيحيين في قوى الرابع عشر من آذار محاولاً التوصل معهم إلى قرار وزاري مسيحي موحّد يقضي برفض انعقاد مجلس الوزراء لاتخاذ القرارات في ظل شغور رئاسة الجمهورية باعتبار أنها خطوة غير ميثاقية في غياب المكوّن المسيحي عن السلطة، إلا أنّ طرحه هذا لم يلقَ قبولاً لا من وزراء 14 آذار ولا حتى من وزير «تيار المردة» روني عريجي، فضلاً عن رفض وزراء «حزب الله» و«حركة أمل» هذا التوجّه».
من جهتها، وإذ بدت مترقبة لما سيكون عليه أداء وزراء «التيار الوطني الحر» خلال جلسة اليوم، أكدت المصادر المقربة من الرئيس سلام لـ«المستقبل» أنّه «سيجدد في مستهل الجلسة التمسك بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت، مع تشديده على أنّ البنود والقرارات التي ستتخذها الحكومة في ظل الشغور الرئاسي إنما تحتاج إلى موافقة أعضاء المجلس نيابةً عن رئيس الجمهورية»، لافتةً الإنتباه في هذا السياق إلى «وجود عدة آراء تتعلق بآلية التصديق على القرارات، منها من يقول بإلزامية توقيع كافة الوزراء على أي قرار حكومي، وأخرى تكتفي بتوقيع الوزراء الحاضرين في الجلسات فقط مع استثناء الوزراء المسافرين أو المتغيبين بعذر».
كذلك، أشارت المصادر إلى أنّ «هناك سؤالاً مطروحاً للنقاش راهناً، حول توقيت توقيع قرارات مجلس الوزراء، عند نهاية كل جلسة أم يصار إلى تخصيص وقت في بداية كل جلسة لتوقيع الوزراء على القرارات الصادرة عن الجلسة التي سبقتها»، ولم تستبعد المصادر في ما يتعلق بمجريات الجلسة اليوم أن يصار إلى استكمال النقاش حول بعض البنود التي جرى طرحها خلال الجلسة السابقة وأهمها ملف النازحين، مؤكدةً في الوقت عينه أنّ «رئيس الحكومة سيبادر إلى طرح أي بند تتم إثارته من خارج جدول الأعمال على التصويت لنيل الموافقة عليه». علماً أنّ مصادر وزارية كانت قد توقعت لـ«المستقبل» أن يعيد وزير التربية الياس بوصعب طرح ملف تفرغ أساتذة الجامعة اللبنانية خلال جلسة اليوم.
الرابية
بالعودة إلى مجريات زيارة وفد المؤسسات المارونية الرابية، فقد أوضحت مصادر المجتمعين لـ«المستقبل» أنّ الوفد عندما نقل إلى عون اقتراح جعجع حصول «لقاء وتفاهم فاتفاق» بينهما على مرشح تسوية للرئاسة، أجاب عون: «أرفض مقارنة تاريخي بتاريخ جعجع. أنا خياري مسيحي مشرقي بينما هو يعتبر «داعش» حليفة له بدليل أنه كان قد أنكر دخولها بلدة معلولا»، مضيفاً: «هناك إحصاءات أجرتها مؤسسات متخصصة في الآونة الأخيرة أظهرت أنّ نسبة من يؤيدني على مستوى كل الناخبين اللبنانيين تبلغ 16% بينما لم يحصل جعجع وفق هذه الإحصائية إلا على 7% فقط». وإزاء إلحاح الوفد على ضرورة إجتراح الحلول والبدائل لإنهاء المراوحة والشغور في سدة رئاسة الجمهورية، رد عون: «إتفقوا مع البطريرك الراعي على رئيس تسوية وأنا أتنازل عن ترشحي».
وفي سياق إضاءتها على جوانب من النقاش الذي دار في الرابية، نقلت المصادر عن عون قوله للوفد: «أنا أعمل لتوفير عمق حيوي مشرقي للمسيحيين، ولذلك أبرمت تفاهماً وعلاقة استراتيجية مع الشيعة واليوم أعمل على إبرام تفاهم وعلاقة استراتيجية مع السنّة من خلال الحوار الدائر مع الرئيس سعد الحريري»، واصفاً العلاقة مع الحريري بأنها «جيدة» ومعرباً عن أمله في اتجاهها نحو «مزيد من التطور بعد تذليل العقبات التي تعترض تطويرها».
الخطة الأمنية
أمنياً، وبعدما تناقلت وسائل إعلامية خلال الأيام الأخيرة أنباء مفادها أنّ الخطة الأمنية ستبدأ في العاصمة بيروت مطلع الأسبوع المقبل، وصفت مصادر أمنية رفيعة المستوى لـ«المستقبل» ما يتم تداوله في هذا الإطار بأنه «غير دقيق»، مؤكدةً أنّ «تنفيذ الخطة الأمنية في بيروت سيبدأ بعد عيد الفطر».