ممارسات الناخبين السوريّين كشفت سطوة «الحلفاء»..
وزراء «14 آذار» يثيرون في جلسة الحكومة اليوم التصدي لفلتان النزوح
فيما ينتظر أن يكون موضوع النزوح السوري إلى لبنان في صلب المحادثات التي يجريها وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير مع المسؤولين اللبنانيين والبحث في ما يمكن أن تقدمه بلاده لمساعدة الحكومة على هذا الصعيد، فإن الممارسات والاستفزازات التي قام بها الآلاف من النازحين السوريين خلال مشاركتهم في الاقتراع الرئاسي بسفارة بلدهم في اليرزة، أثارت استياء واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية وكشفت مدى سطوة قوى الأمر المتحالفة مع النظام السوري وقدرتها على حشد كل إمكاناتها من أجل تأمين الظروف اللوجستية، بالترغيب والترهيب للآلاف من السوريين للاقتراع لصالح النظام السوري في بعبدا على حساب هيبة القانون والمؤسسات الأمنية وراحة اللبنانيين، في مشهد نافر عكس بوضوح حالات التفلت الناجمة عن عشوائية الوجود السوري في لبنان الآخذ بالتزايد دون أن يكون لدى لبنان القدرة في ظل إمكاناته المتواضعة على تنظيمه بما يحفظ مصلحة البلد والناس.
وفي الوقت الذي اعتصم المسؤولون الرسميون بالصمت، بحيث أنه لم يصدر موقف رسمي يشرح مبررات ما جرى، خشية ردات الفعل من النظام السوري وحلفائه في لبنان، علمت «اللواء» أنه سيكون لعدد من وزراء «14 آذار» مداخلات في جلسة الحكومة المقررة اليوم تركز على موضوع الفلتان الذي حصل في يوم الاقتراع في السفارة السورية، ولماذا لم تتخذ الإجراءات والتدابير تحسباً لما حصل ومن المسؤول عن ذلك؟ ولماذا لا تتخذ الحكومة الإجراءات المناسبة التي تحد من استمرار تدفق النازحين إلى لبنان، سيما وأن هناك تقارير تقول إن حوالى 40 بالمائة من النازحين السوريين الموجودين في لبنان يأتون من مناطق آمنة، بهدف العمل والحصول على مساعدات؟
وكشفت مصادر حكومية لـ«اللواء»، أنه سيتم طرح ملف النازحين في جلسة مجلس الوزراء اليوم، بعد الذي جرى أمس، (أول أمس)، لناحية الخروج بخطة عمل لمواجهة تداعيات النزوح السوري وما يثيره من أزمات لا يبدو أن لبنان قادر على مواجهتها في المرحلة المقبلة، في ضوء انحسار المساعدات العربية والدولية التي تمكنه من معالجة هذه التداعيات، مشيرة إلى أن وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس سيتحدث في الجلسة ويشرح رؤيته من هذا الموضوع، على أن تقوم اللجنة الوزارية المختصة بوضع خطة عملانية واضحة المعالم تضيء على هذا الموضوع وتتضمن مقترحات للحل وبما يمكن لبنان من التصدي للمد البشري السوري الذي قارب نصف سكان لبنان.
وتثير أوساط نيابية بارزة في قوى «14 آذار» تساؤلات عن طريقة تعاطي «حزب الله» وقوى «8 آذار» مع موضوع الانتخابات السورية التي جرت في لبنان، في حين أن الفريق نفسه يعرقل الاستحقاق الرئاسي في لبنان، متذرعاً بحجج واهية ما عادت تنطلي على أحد، وبالتالي، فإن مصالح الآخرين بدت أولوية لدى حلفاء دمشق وطهران على ما عداها، إذ لا يمكن تصور أن الانتخابات الرئاسية السورية باتت تتقدم على الانتخابات الرئاسية اللبنانية، حيث لم تتردد قوى سياسية داخلية عن عرقلة الاستحقاق الرئاسي وقبله الانتخابات النيابية، فيما هي نفسها عملت المستطاع من أجل تأمين الإمكانات اللازمة للنازحين السوريين في لبنان، بالترغيب والترهيب من أجل الاقتراع لرئيس النظام السوري، في صورة مقززة لا تنم عن أي حس بالمسؤولية.