IMLebanon

منتصف أيلول: انتخاب رئيس للجمهورية وتدخل إقليمي إذا عجزت القوى اللبنانية

جذب كلام رئيس جبهة “اللقاء الديموقراطي” وليد جنبلاط في كيفون على مركز رئاسة الجمهورية الأوساط السياسية والديبلوماسية على الرغم من عطلة الأسبوع، وسجل استفسارات عن احتمالات نجاح المساعي التي يعتزم القيام بها والاتصالات مع الرئيس نبيه بري والأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من أجل التوصل الى تسوية والتفاهم على رئيس جديد يملأ الشغور في قصر بعبدا بعدما مر نحو 93 يوماً من دون علامات حل في الأفق، فرئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون على حاله يعطل نصاب اي جلسة انتخابية يدعو اليها رئيس المجلس، ورئيس حزب “القوات” سمير جعجع مستعد لسحب ترشيحه بشرط ان يكون البديل قريباً من برنامجه الانتخابي المدعوم من قوى 14 آذار. وغني عن البيان ان جنبلاط يكاد يكون السياسي الوحيد الذي يبذل مساعي حثيثة لانتخاب رئيس للجمهورية بعد البطريرك الماروني بشارة الراعي.

وشرح سيد المختارة انه يسعى في شكل حثيث الى انهاء الفراغ الرئاسي لأن لرئاسة الجمهورية اهميتها الوطنية الشاملة وهذا الموقع “ليس للمسيحيين وحدهم بل هو أيضاً لجميع اللبنانيين”. وحذّر من الآثار السلبية لهذا الفراغ لأنه “يضعف لبنان، وهو مرفوض”.

واعتبر نواب في “تكتل التغيير والاصلاح” “أن التسوية التي يسعى اليها جنبلاط لا تستوي بالأطراف الثلاثة الذين سيتصل بهم، بل هي ناقصة ولا يمكن ان تولد في أي شكل وسيكون لنا موقف منها في اجتماع الثلثاء المقبل”.

إلا ان هدف جنبلاط من اللجوء الى الحليفين القويين للجنرال عون هو محاولة اقناعه بتسوية ما دام يتعذر اقناع جعجع ومؤيديه بدعم ترشيح عون. وقد تكون هذه القوة السياسية الثلاثية الاضلاع نواة آلية لسد الفراغ الذي يشل المؤسسات، ولئلا يترسخ اعتقاد بأن القوى السياسية اللبنانية أعطيت الحرية لانتخاب رئيس للجمهورية فعجزت عن تحقيق ذلك، وأنها تحتاج دوماً الى ضغط اقليمي أو دولي او تفاهم عربي كما حصل في جلسة انتخاب الرئيس ميشال سليمان عندما حضرها أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزراء تركيا السابق رجب طيب أردوغان وتقبلا التهاني بالنتيجة لاحقاً.

والكل مؤمن بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية سواء أكانوا من المكونات المسيحية والاسلامية من أجل الانصراف الى مواجهة الأخطار التي لا يشعر بها المتنافسان حول الرئاسة، الا ان جنبلاط يسعى بكل ما أوتي من قوة الى إنهاء الاستحقاق الرئاسي الذي تحول مادة تراشق إعلامي وانزعاج للرأي العام.

ولفت قيادي الى أن ما يعتزم جنبلاط القيام به يلتقي مع مواقف الرئيس بري الذي عيل صبره ونبّه الى انه لن يبقى ساكتاً عن العجز الحاصل في انتخاب رئيس للبلاد، وعلمت “النهار” ان مهلة الاعلان عن موقفهما في هذا الشأن سيكون في 31 الجاري.

ولاحظ أن تحرك جنبلاط يضمر رفضاً لاقتراح عون انتخاب الرئيس من الشعب من دون ان يعلق عليه رئيس التقدمي، مع التذكير بأن النائب ابرهيم كنعان سلم مع رفاقه الاقتراح الجمعة الماضي ولم يسجل أي تأييد له من حلفائه الثلاثة بري ونصرالله والنائب سليمان فرنجية.

وقد حاول سفير دولة اوروبية معنية بانتخاب رئيس للجمهورية الاستفسار فوراً عما قصده جنبلاط بعدما كان بري على اقتناع بأن الاستحقاق مؤجل الى موعد غير محدد، ولا بد وفق المعطيات المطروحة من تجمع شخصيات من قوى 14 و8 آذار لانقاذ هذا الاستحقاق بعد فشل كل المحاولات التي بذلها جنبلاط وقبله البطريرك الراعي وسواهما. ويأمل السفير في ان ينجح جنبلاط في تحركه بتوسيع شبكة الاتصالات بينما سرت معلومات في الوسط السياسي الفاعل ان المنتصف الثاني من أيلول المقبل يحمل أملاً واعداً بإعادة فتح أبواب قصر بعبدا، حتى لو اقتضى الأمر تدخلاً إقليمياً بدعم دولي