IMLebanon

من هو الانهزامي في القانون؟!

 

ماذا يقصد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بقوله ان «هناك انهزاميين يعطلون مؤسسة مجلس النواب»، مع العلم ان حزبه يسهم في التعطيل ومعه حليفه ميشال عون الذي لا يزال يرى في شخصه رئيسا للجمهورية من غير حاجة الى انتخاب ومن ينتخبون، وهذا معروف  جراء مقاطعة الجلسات الانتخابية، والشيء بالشيء يذكر جراء الموقف المقاطع للبقية الباقية من قوى 8 اذار. لذا لا يصح التساؤل عمن هم «جماعة الانهزاميين طالما انهم معروفون بالاسماء والممارسات»؟!

من حيث المبدأ، يستحيل القاء تبعات الانهزام على من هم في صف  14 اذار واذا كان من مجال لتصحيح الخلل في المفهوم وفي الموقف فانه يعود الى كل من قال انا من جماعة 8 اذار، مع ما يعنيه ذلك من مقاطعة وغياب  عن جلسات الانتخاب المعروفة المصدر والهدف حيث يستحيل القول عندها ان «الانهزاميين يعطلون مؤسسة مجلس النواب، على ادعاء البعض ان جماعة 14  اذار هي من تقف وراء التعطيل، ولولا قلة من الحياء لكان النائب رعد قالها صراحة في عظمة لسانه ان المعطلين ليسوا طرفا قياسا على ما يجمع بينهم من سياسة لا رابط بينها سوى اظهار عورات الاخرين والتستر على عوراتهم في دلالة فضائحية لا طاقة امام احد لتحملها على حساب مصالح سواه؟!

المهم في هذا السياق ان التعطيل مستمر، وليس من في وسعه ادعاء عكسه لانه يمارس على السطح، اما اذا كان العكس هو الحاصل، فان اللعبة السياسية المفضوحة هي من يؤكد ومن ينفي الشيء وعكسه، مع العلم ان العكس في هذا الصدد يعني الاستمرار في الكذب والخداع لان المعمول به حتى اشعار اخر، يكاد يوصل الى استمرار الفراغ في الرئاسة الاولى على رغم انقضاء شهرين على الموعد اللازم لاجراء الانتخابات الرئاسية، وثمة دلالة اخرى على ما سبق مفاده ان الانتخابات التي لم تحصل قبل شهرين وخلال الشهرين المنصرمين لا بد وان تحصل طال زمان الفراغ ام قصر، حيث يستحيل القول امام احد ان معطلي الانتخابات الرئاسية هم جماعة 14 اذار طالما ان مقاطعي جلسات الانتخاب محسوبون على حزب الله وتكتل التغيير والاصلاح ومن دار في فلكهما، بدليل لا يقبل دحضا ومفاده ان المتغيبين عن جلسات الانتخاب هم ما غيرهم، فضلا عن ان الذين رشحوا رئيس حزب القوات اللبنانية وفي مقدمهم قوى 14 اذار لم يغيبوا عن جلسة واحدة. فالذين يكذبون الواقع يبعدون شهودهم، والمقصود هنا هو حزب الله وجماعة التيار الوطني الذين يهمهم تكذيب الواقع لديهم اكثر من واقع ودلالة تدحض مقولة حزب الله والجماعة العونية من ضمن الادعاءات والاكاذيب التي تصدر عن حزب الله  المنشغل في هذه الايام في البحث عما يساعد به المقاومة الفلسطينية من دون طائل وهذا ما سبق للامين العام للحزب السيد حسن نصر الله ان قاله في طلته السياسية بعد ظهر الجمعة الفائت، كونه لا يملك غير ذلك من «كلام تهييجي» كان الحزب قد استخدمه في اكثر من مناسبة سياسية وامنية من ضمن تركيزه على عدم قدرته على مد اليد للمنتفضين في غزة وفي مناطق فلسطينية اخرى اسوة بما كان يحصل مع سلطة الممانعة في سوريا التي لم تجد نفسها الى الان بالنسبة الى حربها الداخلية وبالنسبة الى ما فعلته وتفعله مع ثوار الداخل على انواعهم؟!

والشيء بالشيء يذكر في قاعدة الانتفاضيين على اسرائيل بالكلام من غير ان يترجموا ذلك بأي مستوى عملي والمقصود هنا هو النظام الايراني الذي يتسابق في التكاتف مع بعض الانظمة العربية التي لم تعد تجد نفسها بعد الذي اصابها في المقتل جراء حروبها الداخلية، وبفعل صراعها على هامش قلاقل الربيع العربي وفي مقدمها العراق وليبيا واليمن وسوريا التي تكاد تنهي سنوات وسنوات من ربيعها التدميري؟!

ليس المهم تسمية الانهزاميين في لبنان ليعرف العالم من هو الانهزامي الذي يعطل مجلس النواب والبقية الباقية من مؤسسات الدولة ان كانت رئاسة الجمهورية او رئاسة مجلس النواب بما في ذلك مجلس الوزراء حيث تتم دولبة ما يصدر عنه وكأنه مجرد صفقات يستحيل ان تمر من دون ان تعرض على مجلس النواب كسلطة تشريعية، فضلا عن ان السلطة التشريعية قد فارقت الحياة من لحظة اقرار عدم انعقادها قانونا ونظاما داخليا، والادلة على ذلك اكثر من ان تحصى لاسيما ان لا شيء في افق السلطة التشريعية يحمل عنوانا واحدا اسمه «تشريع القوانين» والا ما معنى عدم انعقاد مجلس النواب بدلالات غير سياسية ومقتصرة على دلالات مات فيها  القانون ومات معه التشريع بمعرفة من يدعي ان الانهزامية موجودة في مكان آخر؟!