IMLebanon

من يطرح المؤتمر التأسيسي؟!

 

الى اي مدى يمكن لحزب الله ان يتطلع الى عقد مؤتمر تأسيسي  يغير في التوازنات القائمة  في البلد (…) وهل صحيح ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون على استعداد لان يراهن على تأييد مسعى حزب الله في حال تعذر عليه الوصول الى قصر بعبدا بطريقة او بأخرى؟

يقال في هذا السياق ان الحزب ومعه حليفه ميشال عون سيستمران في افقاد جلسات الانتخاب نصابها، من غير حاجة الى تقبل فكرة الفراغ مهما اختلفت الاعتبارات السياسية وسواها، طالما ان الفراغ يخدم مصلحة حزب الله وعون في وقت واحد، مع العلم في هذا السياق ان الاتجار بالفراغ واضح المعالم قياسا على كل المساعي التي جرت مع عون من خلال لقائه مع الرئيس سعد الحريري اضافة الى لقاء الوزير جبران باسيل الرئيس سعد الحريري في باريس على مدى خمس ساعات متواصلة، فيما لم يكن بوسع احد من قوى 8 اذار القول ان باسيل قد نجح في تحييد تيار المستقبل عن معركة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي تقول اوساطه انه متمسك بترشحه طالما بقي على علاقة وطيدة مع قوى 14 اذار وفي مقدمها تيار المستقبل!

من هنا يفهم الاجماع على التحذير من الفراغ من جانب كل من لديه مصلحة في انتخاب رئيس الجمهورية، فيما تجمع قوى 8 اذار على استحالة فك الارتباط بين عون وحزب الله لانهما سيكونان خاسرين في خلاصة المعركة، الامر الذي يجعل حلفاء الاثنين على شيء من التماسك بالنسبة الى الفراغ المرجو، الا في حال امكن لعون تغيير منهجيته السياسية ان لجهة سحب حزب الله من الحرب السورية او لجهة اضطرار عون الى تغيير تحالفه مع الحزب طالما  انه يشكل حجر عثرة بالنسبة اليه والى قصر بعبدا الذي ينظر اليه الجنرال وكأنه آخر خرطوشة سياسية  في حاضره ومستقبله المنظور، وهذا معروف ويدخل في حسابات الجميع خصوصا جماعة عون التي تنتظر الانتخابات النيابية في ايلول المقبل في حال تجنب سلبيات التمديد تكرارا لمجلس النواب، بحسب توقعات سياسيين محترفين كانوا على صلة بالتمديد الاول لسنة وسبعة اشهر.

وتجدر الاشارة ان مخاطر الوصول الى الفراغ في سدة الرئاسة الاولى ليست محصورة بقوى 14  اذا بقدر ما يعرف الجميع ان قوى 8 اذار تعمل للفراغ طالما بقي سمير جعجع مرشحا للرئاسة، الا في حال تغيرت الحسابات السياسية باتجاه مرشح بديل يكفل لعون بعض تطلعاته ومثله حزب الله بالنسبة الى عدم مطالبته بالانسحاب من الحرب في سوريا، ما يهدد بشل المؤسسات الدستورية بعد 25  الجاري اخر موعد قانوني للانتخابات الرئاسية التي تراوح الاخبار بصددها بين الارجاء وبين العمل المضني  لاحداث الفراغ (…)

وفي الجديد السياسي ما اعلنه عضو كتلة المستقبل خالد ضاهر بالنسبة الى ضلوع المخابرات السورية في اغتيال الرئيس رشيد كرامي، والاسباب التي حدت بضاهر للحديث عن هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات، لاسيما ان الاخير ربط مواقفه من جعجع بانه صديق صدوق وخصم شرس يعرف كيف يصادق وكيف يخاصم، خصوصا ان ضاهر ربط كلامه على جريمة اغتيال كرامي بالمخابرات السورية في وقت كان رهان على انه لن ينتخب جعجع حفاظا على حساسية وضعه في طرابلس خصوصا والشمال عموما!

كما اعتبر ضاهر ان «الدفاع عن القتلة والنظام السوري ومن يحاولون تشويه صورة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لتبرئة القتلة غير مقبول». وقال «نحن مع الاعلام الحر والنظيف وليس مع الاعلام التابع والعميل للمخابرات السورية والايرانية الذي يمجد قتلة اللبنانيين» وقال ضاهر ان «من يدافع عن النظام المجرم لا يعتبر نفسه من الشرفاء والاحرار».

لذا، من الواجب فهم كلام ضاهر واتهامه السوريين باغتيال كرامي، اشارة واضحة الى استعداده وسواه للكشف عن جرائم اخرى نفذتها المخابرات السورية مع حلفائها في لبنان ايام السيطرة على كل شيء وصولا الى ابتزاز الشرفاء الذين من واجبهم الوطني والاخلاقي الدفاع عن انفسهم، لافتا الى ان «تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية يلحق الضرر بكل مواطن لبناني من غير حاجة الى ان يكون من 14 او من 8  اذار»؟!