IMLebanon

من يمنع وصول «داعش» الى لبنان؟

ما الذي يمنع «داعش» من التمدد والانفلاش في لبنان؟

سؤال مخيف لا تملك الاجابة عنه اي جهة رسمية او حزبية خصوصا انه انتشر في العراق بلمح البصر وعلى مساحة تقدر بسبع مرات مساحة لبنان ولم تكن الدولة الاسلامية في العراق والشام تشكل حكومة ومجلسا عسكريا لتعلن خوض الحرب في الشمال العراقي والسوري وظهورها المفاجئ على شكل خلايا نائمة وبكثرة يدعو الى الريبة والخوف من ان تكون كافة مجموعاتها منتشرة في الكثير من الدول العربية كالاردن والكويت ولبنان.

تقول مصادر سياسية مطلعة ان جملة الاسئلة التي تم طرحها حول ان هذا الانتشار السريع لهذا النمط الاسلامي الاصولي لم يكن ابن ساعته خصوصا ان المرجعيات الدينية الاساسية والرسمية مهمشة ولا بد لها في كبح جماح هذه الجماعات التي لا تعترف بها في الاساس. وبهذا المشهد تكون كافة المكونات الاخرى معرضة للتهديد بالقتل تحت مسميات الردة والتكفير دون وجود وآفاق بعيدة لمعالجات جذرية خصوصا ما سيق من دعم اقليمي ودولي لـ «داعش» وفق خريطة الصراع القائم في المنطقة وخصوصا بين المذاهب الاسلامية.

وتعطي هذه المصادر جملة اسباب لهذا التوزع السريع لـ «داعش» في سوريا والعراق على قاعدة غياب اي التزامات دينية سنية دفعت بهذه الاصوليات الى الظهور واهم هذه الاسباب:

اولا: اندثار القومية العربية والفكر العلماني في مجمل الساحات السياسية في مختلف الدول العربية بفعل الهزائم التي تلقتها على مدى عشرات السنين، فمن فكر جمال عبد الناصر العروبي وصولا الى البعث العربي الاشتراكي والقوميين العرب والتي كان المسيحيون روادها عملت اميركا واسرائيل المستحيل للقضاء على هذا الفكر السياسي البعيد عن الدين واستبدلته بالعصبيات الدينية التي تخدم في النهاية اسرائيل وحدها واهدافها في تهويد الدولة.

ثانيا: غياب اليسار العربي والحركات الوطنية عن كامل البلاد العربية بفعل فاعل وسيطرة الجبهات الاسلامية في مصر على سبيل المثال على الحكم وان لم تتمكن من الاستمرارية الا انها موجودة وبقوة.

هل تنجو الساحة اللبنانية من الامارات الاسلامية؟

هذه المصادر وبالرغم من كافة التطمينات الصادرة عن اهل السياسة والدين حول عدم وجود ارض خصبة او قواعد تلجأ لها الا ان الدخول في بعض تفاصيل تركيبات بعض المناطق في لبنان، يوحي وكأن التعاطف قائم مع «داعش» ولم يعد سرا بعد مسيرات التأييد لها في طرابلس وان لم تكن حاشدة واكثرية اهل المدينة لا تواليها الا ان تجربة الموصل كانت موجعة وانطلاقة تفرح لها بعض القلوب اللبنانية بالرغم من الخوف منها على حدّ سواء. فالمجتمع في طرابلس وعكار وصيدا والمخيمات الفلسطينية لا يبدو محتشدا لتأييد «داعش» وملاقاته في منتصف الطريق، الا ان وجود جماعات واضحة الولاء لمثل هذه المنظمات ولو كانوا بالمئات في هذه المناطق يجعل الخوف يتسلل الى قلوبهم ولو كانوا اكثرية تماما كما كان يحصل خلال جولات العنف في طرابلس حيث يقود عشرات الشبان مئات الالاف من المواطنين ليستفيق الجميع وكأن القلة المسلحة والمتطرفة قد حكمت كافة اطياف المدينة، الا ان هذه المصادر تتحدث من ناحية ثانية عن كون لبنان المختلف الطوائف بالاضافة الى الدعم القوي من مؤسسة حافظة للكيان على مر الازمات وهي المؤسسة العسكرية التي لطالما وقفت في وجه الارهاب والفتنة على حد سواء والتعويل الوحيد هو على الجيش اللبناني الذي يعترف الجميع في الملمات انه يشكل حاجة جوهرية لعدم دخول التطرف الى البلاد وان يقظة الاجهزة الامنية بصورة دائمة معطوفة على تأييد سياسي وطائفي شامل وهو مطلوب بإلحاح، يستطيع الجيش ان يمنع وصول داعش كتنظيم دولة الى البلاد وليس كأفراد. من هنا تدعو هذه المصادر الى الاحاطة بالمؤسسة العسكرية بصورة اكبر واوسع حماية للبنان الكيان والشعب والدولة.