موقوف «المعلومات» يعترف بتدريب 15 إنتحاريّاً لمهاجمة الأمن اللبناني
الأمن العام أوقف إنتحاريّاً أردنيّاً افتراضياً في الصيفي قطع «وان واي تيكيت» شاحنتان مُفخختان اختفتا من طرابلس والهدف أحد المقرّات الأمنيّة في بيروت
للاسبوع الثالث على التوالي يستمر الوضع الامني متقدما على غيره من الملفات، وسط التكهنات ببداية رمضانية صعبة، رغم بعض الخروقات الشكلية في الملفات الساسية التي تشهد بين الحين والآخر اطلاق بالونات الاختبار كان آخرها من الرابية، ما عزز الشكوك والمخاوف من امكان البناء على اهتزاز الاستقرار الامني لتمرير التسويات على ما درجت العادة اللبنانية.
فسخونة المنطقة من العراق إلى سوريا، التي توّجها تنظيم «داعش» باعلان «دولة الخلافة الاسلامية» وإلغاء العراق والشام في الدولة الجديدة، معلنا أمراء يعملون بأمرة «خليفة المسلمين أبو بكر البغدادي»، توّج بتعيين عبد السلام الأردني وهو الذي يقوم بتشغيل المنذر الحسن، اميراً لها في لبنان، علما ان الاثنين تقول مصادر متابعة لملف الارهاب كانا في عداد جبهة النصرة وكان الحسن مكلفا منذ سنة ونصف بتأمين مقاتلين من لبنان للقتال في سوريا مقابل بدل مادي، وبعد انتقالهما إلى تنظيم «داعش» كلف الحسن منذ 6 أشهر بتأمين انتحاريين من لبنان لتنفيذ عمليات في لبنان، ذلك أن لا حاجة للإنتحاريين في العراق وسوريا حالياً نظراً للتطورات الميدانية التي صبت لصالح التنظيم وبالتالي فإن لبنان هو الساحة التي يحتاجون فيها للإنتحاريين، إلا أن الحسن فشل في ذلك، وإثر هذا الفشل التقى عبد السلام الأردني بالحسن مرتين، مرة عند الحدود التركية – السورية ومرة في اسطنبول وابلغه انه سيرسل له انتحاريين من جنسيات مختلفة على أن يتولى المنذر المساعدة.
وفيما تواصل الأجهزة العسكرية والأمنية تعقب وضبط شبكات «الإرهاب الانتحاري» كشفت مراجع أمنية ان الحصيلة الرسمية لعدد الشبكات المتهاوية في الآونة الأخيرة هو ثلاث شبكات جدّية باتت في قبضة الأجهزة، بعدما باتت مستعدة أكثر للتعامل مع الارهاب من موقع قوة ومبادرة واستباق، واحدة لدى مخابرات الجيش وأخرى لدى الأمن العام وثالثة لدى شعبة المعلومات، مشيرة إلى أنّ أياً من هذه الشبكات ليست على علاقة مباشرة بالانفجارات التي حصلت في الآونة الأخيرة لا سيما في ضهر البيدر والطيونة.
فالموقوف الفرنسي من فندق «نابليون» تقول المراجع الذي يبدي تماسكا واضحا خلال التحقيقات، كشف امام محققي فرع المعلومات، عن وجود مخيم اقامته «داعش» لتدريب الإنتحاريين عند الحدود السورية-اللبنانية، حيث شاهد نحو 15 شخصاً يتلقون علوماً دينية وعسكرية لارسالهم إلى لبنان، في مهمة مواجهة القوى المسلحة اللبنانية بالدرجة الأولى حزب الله والتجمعات الشيعية .فيما يتكتم الفرع على التحقيقات الجارية مع اليمنين والسوري الذين اوقفوا في فندق «رامادا».
أما عند محققي الامن العام فتتضح أكثر فأكثر خيوط مجموعة فندق «دي روي»، حيث بينت التحقيقات الاخيرة بحسب المرجع الامني على التالي:
– اعتراف الشنيفي إن «الأمير» أرسله مع زميله لاستهداف مركز الأمن العام في منطقة المتحف، انتقاماً لتوقيف الأردني عبد الملك عبد السلام (المعروف بذئب القاعدة، وقد أوقفه الأمن العام مع الشاب الطرابلسي شادي المولوي ورجل قطري أطلق سراحه وسلّم الى سلطات بلاده). وأضاف الموقوف إن المنذر الحسن عاد وأبلغهما بهدف جديد، هو مطعم الساحة، بعد وصولهما إلى بيروت.
– اقراره بأنّ تفجير مطعم «الساحة» كان سيتم على مرحلتين، الأولى بحزام ناسف والثانية تليها مباشرة بسيارة مفخخة بعد أن تكون الناس قد تجمعت وحضرت فرق الاسعاف.
– اعترافه بأنه كان ورفيقه علي بن إبراهيم الثواني ينويان تنفيذ هجوم إنتحاري مزدوج يستهدف اللواء عباس إبراهيم بتكليف من الحسن، في احتفال مقرر في مطعم حنوش في شتورة بحضور البطريرك لحام ومطارنة زحلة، الا ان العملية الغيت دون معرفة السبب.
– يعاني المحققون مع الشنيفي في مسألة الرؤوس المدبرة، فهو لا يعرف من يديره، وليست لديه أدنى فكرة عن الشبكة العنكبوتية التي توصل المنفذين بالمخططين، ومعلوماته تنحصر في الثواني الذي فجّر نفسه.
– اما في جديد التحقيقات في عملية ضهر البيدر الانتحارية يقول المرجع الامني انه بات واضحاً للمحققين أنّ حاجز قوى الامن لم يكن مستهدفا، وتبيّن أنّه كان هناك سيارة أخرى إلى جانب سيارة «المورانو» التي انفجرت بانتظار الاشارة الاخيرة. وبحسب المصادر انه حين أنطلقت المواكب المموهة للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم باتجاه البقاع، تمّ الانتباه لدراجة نارية بالقرب من المواكب، وان سائق الدراجة قام بإجراء اتصال بمجرد ابتعاد الموكب عنه، اتصالاتُ هذا الشخص كانت مرصودة بحيث تم التأكد من أنه أعطى إشارة الى احدى السيارتين المفخختين بأن الموكب قد تحرك، وعلى الأثر تحرك «المورانو» باتجاه صوفر لتعقب الموكب، فيما بقيت السيارة المفخخة الثانية بالقرب من المطعم الذي كان سيتوجه إليه اللواء تلبية لدعوة البطريرك الى الغداء.
وبحسب خطة المفجرين، فقد تركوا إحدى السيارات المفخخة بالقرب من المطعم، حين يصل موكب اللواء ابراهيم وتجتمع مختلف الفعاليات وقبل آذان الضهر تنفجر السيارة الاولى، وبعد تجمع الحشود ويخرجون من المطعم تتقدم السيارة المفخخة الثانية ويتم الاغتيال على غرار ما خطط لمطعم الساحة، مع الإشارة إلى أن السيارة المفخخة الثانية لايزال البحث جارياً عنها.
– بعد الكشف على الحساب الشخصي لمنذر الحسن على موقع «فيسبوك» تبين ان الاخير نشر صورة لمطعم الساحة على طريق المطار منذ 14 ايار الماضي بحيث جعلها الصورة الرئيسية لحسابه.ويطغى على حسابه عدد من الصفحات التي تعود لحركات جهادية وصور انتحاريين نشرها الحسن، تبرز صورة أخيه «الحسن الحسن» الذي تردد أنه قُتل في معارك سوريا.
كما كشفت المعلومات عن توقيف الامن العام لشاب اردني من مواليد 1996، في احد فنادق الصيفي بعد إبلاغ إدارة الفندق عن وجود شاب عشريني يحمل جهازاً مجهول النوع في جيبه، يطلب إيصاله إلى «مطعم الساحة» لتحقيق حلمه، حيث عثر معه على مبلغ لا يتجاوز الثلاثين دولاراً وتذكرة سفر الى بيروت دون عودة، وهاتف خلوي بدون شريحة، قد يكون ابتلعها، دون ان يُعثر في حوزته على متفجرات أو غيرها.
– مداهمة بناية للشقق المفروشة في منطقة الروشة حيث يعتقد ان انتحاريا ثالثا مرتبطاً بانتحاريي فندق دو – روي، قد تواجد حيث زاره منذر الحسن.
الى ذلك يقول المرجع الامني بينت تحقيقات مديرية المخابرات المعطيات التالية:
– استمرار التحقيقات مع الموقوف م. زهرمان، المعروف بـ «أبو عبيدة«، الذي أوقف في فنيدق، وهو مطلوب بجرم الانتماء إلى تنظيم إرهابي ومتّهم بالمشاركة بعمليات أمنية وتجنيد إرهابيين.
– تبين أن زهرمان شريك للمطلوب المنذر الحسن، ويتولى الاثنان الدور الرئيسي في تشغيل مجموعات متشددة تسعى إلى تنفيذ عمليات أمنية ضد أهداف متعددة. حيث كان الاول يُشغّل كلاً من خالد وكنعان في صنع العبوات وإعداد الأحزمة الناسفة، وقد تمكنت مخابرات الجيش من توقيفهما بعد اعترافه عليهما.
– لم تُحدّد بعد الجهة التنظيمية التي يرتبط بها الموقوفان، سواء «كتائب عبد الله عزام» أو «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، رغم ترجيح الأخيرة.
-ارتباط خلية القلمون بالمشغّل البارز في كتائب عبد الله عزام بلال كايد، الذي أوقفته استخبارات الجيش قبل نحو شهرين. وكان مقرّباً جداً من أمير كتائب عبد الله عزام السابق السعودي ماجد الماجد، حيث اعاد المحققون الاستماع اليه.
– عدم وجود اي علاقة بين خلية القلمون التي لا يزال عدد من افرادها قيد الملاحقة وخلية فنيدق.
اما الجديد الامني يضيف المرجع فهو تسريب وثيقة امنية منقولة من فرع المعلومات صادرة السبت في 28 حزيران 2014، تفيد ان معلومات توافرت للقوى الامنية حول احتمال قيام كتائب عبد الله عزام، باستهداف قرى شيعية في محيط عرسال (منطقة الهرمل، اللبوة). فضلاً عن معلومات حول قيام عناصر من تنظيم داعش بالتخطيط لتنفيذ اعتداء مزدوج (او ربما اعتداءين منفصلين) في المستقبل القريب بواسطة آليتين كبيرتين مفخختين كانتا في مدينة طرابلس ومن المرجح ان تستهدف احدى الآليتين الضاحية الجنوبية فيـما تستهدف الثانية مبنى يشغله احد الأجهزة الامنية اللبنانية.
يبين تطور الاحداث ان التصعيد «الداعشي» انعكس تحصينا أمنيا للوضع اللبناني، وتشددا في الاجراءات وتفعيلا للتنسيق بين الأجهزة، رغم خطورة ما يحيط بالوضع الأمني من تحديات والذي بينته الاعلانات المتعاقبة في اليومين الاخيرين عن إلغاء الافطارات الرمضانية، التي جاءت بالتنسيق بين قيادات امل وحزب الله والأجهزة الأمنية المعنية، نتيجة المخاوف المتزايدة من الاستهدافات الارهابية للمناطق ذات الغالبية الشيعية وخصوصاً خلال شهر رمضان، فيما كانت المعلومات تنقل من حي الطوارئ في مخيم عين الحلوة عن اطلاق مفرقعات نارية ابتهاجا وتكبيرا بعد صلاة المغرب بتعيين الامير الجديد للتنظيم في لبنان، وسط معلومات عن مبايعة الجهاديين «داعش».