IMLebanon

ميشال عون يحلم

من استمع الى ميشال عون عبر شاشة التلفزيون أدرك، فعلاً، أنّ هذا الرجل يعيش في حلم إسمه الرئاسة، وهذا الحلم لا يقدر أن يتخطاه أو يخرج منه الى الواقع.

يقول إنّه إذا وصل الى رئاسة الجمهورية يصبح قادراً على أن يضمن أمن سعد الحريري.

هذا الكلام إتهام لحلفائه بأنّهم هم الذين قتلوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري بشكل أو بآخر.

ومن ناحية ثانية بأنّ حلفاءه هم الذين يأذنون أو يمنعون الحياة لأي إنسان في لبنان، يعني وكأنّ شرط البقاء على الحياة أن يكون رئيس الجمهورية ميشال عون.

وهذه معادلة ديموقراطية، حرّة، وواضحة وصريحة.

لنفترض أنّ ميشال عون اختلف وحلفاءه فماذا يكون مصير الضمانة التي يقدّمها؟

ويقول عون في المقابلة ذاتها إنّ مشكلته أنّ السنّة هم الذين هاجموه، وكأنّه نسي كتاب «الإبراء المستحيل» الذي اتهم فيه رفيق الحريري وفؤاد السنيورة وسعد الحريري… ألَيْس هؤلاء هم سنّة؟ ألَم يهاجمهم؟

الوحيد الذي أصدر كتاباً وعمل له دعاية ليشتم فيه أهل السنّة هو ميشال عون.

تقع دائماً خلافات بين الزعماء اللبنانيين ولكن أحداً لم يصدر كتاباً يحمل فيه على فريق أو طائفة أو مذهب كما فعل عون في «الإبراء المستحيل».

ومن ثم يقول إنّه لا يعترف بمجلس النواب بعد التمديد… فإذا كنت غير معترف به فلماذا تطالب النواب بأن ينتخبوك رئيساً؟!.

أخيراً، أحسد ميشال عون على أنّه يعيش في عالم آخر غير هذا العالم الذي نعيشه جميعاً، ولقد أعجبني قول أحد الأصدقاء إنّ عون بدأ يرسم معالم دولته وهو غارق في منامه: هذا قائد جيش، وذاك في موقع أمني، وسواه في إدارة بعينها، وآخر في هذا السلك، وغيره في موقع ديبلوماسي، وآخرون وزراء ونواب الخ…

فعلاً… إنّني أحسد ميشال عون على غرقه في حلم لا يستفيق منه!