لا تبدو قوى 14 آذار بأنها لعبت كل أوراقها بإعلانها مبادرتها الرئاسية التي أكدت في بندها الثاني على تمسكها بترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في بندها الثالث على اتجاهها لإجراء إتصالات مع كل القوى السياسية للتوافق على تسوية تؤدي إلى إنتخاب رئيس للجمهورية. فعلى ما كشفته أوساط سياسية في قوى 14 آذار وبينها الكتائبية بأن كل من رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان، عضو القاء الديمقراطي وأيضاً تجمع قوى 14 آذار النائب مروان حمادة منسق الأمانة العامة لهذه القوى فارس سعيد وعدد من الذين شاركوا في إجتماع بيت الوسط قبيل إعلان المبادرة ابلغوا رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل بأنهم يدعمون إنتخابه رئيساً للجمهورية في حال تمكن بما له من رصيد واسع وإتصالات من تأمين تأييد قوى سياسية أخرى له لإستكمال النصاب وإخراج البلاد من الفراغ.
ولذلك تتابع الأوسط فإن هذه القوى لم ترم بكل أوراقها سيما أن الجميل لم يقدم بعد على تحرك رئاسي مباشر لإعتباره إن التحرك في المرحلة السابقة كان محصوراً بجعجع كمرشح عن قوى 14 آذار. ولذلك قد تشهد المرحلة المقبلة اندفاعة للقياديين في الحزب وبينهم وزراء ونواب حاليون وسابقون من اجل بلورة رؤية تتطابق مع ضرورات المرحلة الوفاقية الرئاسية استنادا الى الإمكانيات التي يتمتع بها رئيس الكتائب وقد تستكمل بتواصل مع القوى والمراجع المعنية في هذا الاستحقاق كل من موقعها.
أما وقد طرحت قوى 14 آذار في متن مبادرتها باب التوجه نحو التوافق الرئاسي، فإن الجميل قد يوسع استشاراته في هذا الإطار تضيف الاوساط والتي كان باشرها مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي منذ عدة أشهر ولكونه أيضاً منذ البداية لم يخرج من الحلبة الرئاسية انما كان توافق داخل قوى 14 آذار والقوات اللبنانية على ترشيح جعجع كمرشح عن هذا الفريق أي إن رئيس الكتائب حسب أوسط قيادية رفيعة في الحزب لا يزال في صلب المعادلة الرئاسية ولم يخرج منها على وقع المبادرة الرئاسية لهذا الفريق بقدر ما صار هو موجوداً أكثر فيها إذا ما كان الرهان على شبكة اتصالاته وعلاقته مع قوى ناخبة من خارج المحور السياسي الذي هو متحالف وإياه منذ انطلاقة ثورة الأرز.
وفي منطق الأوساط الكتائبية بأن التمسك برئيس قوي يطمئن المسيحيين ويمتلك تمثيلاً شعبياً هي من الصفات التي تنسحب على الرئيس الجميل كأحد الأقطاب الموارنة الأربعة الذين تقر بكركي للإطمئنان اليهم، سيما أن الواقع المسيحي بحاجة إلى رئيس يمتلك حجماً شعبياً وسياسياً اسوة برئيس الكتائب في المقابل الدور الذي هو عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري في منظومة الدولة وفي ظل الدور الكبير الذي هو عليه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري القادر من موقعه الإقليمي رغم عدم وجوده المباشر في السلطة الذي يدعم رئيس حكومتها تمام سلام أن يجري إتصالات مع الحكومة الروسية من أجل تسليح الجيش اللبناني وفي الوقت ذاته ممتلك لقرار التصرف بمبلغ المليار دولار أميركي الذي قدمه الملك السعودي للدولة اللبنانية لمواجهة الإرهاب وهو عمل على توزيعه على القوى العسكرية والأمنية.
إذ إن الكتائب تضيف الاوساط الكتائبية التي تشكل ضمانة مسيحية ووطنية عكسها حضورها في الحكومة الحالية تجد بأنها لا تستطيع أن تتناغم مع أي تسوية إذا ما كانت تتناقض مع قناعتها ولذلك سترفض التمديد للمجلس النيابي كأحد قراراتها النهائية اذا ما نحت الأمور في اتجاه التمديد الذي لن يكون ميثاقياِ في حال رفضته كل القوى المسيحية على تعددها.