IMLebanon

نجاح كيري رهن موقف نتنياهو

اعتبر المسؤول نفسه، المتابع مباشرة موضوعَيْ اسرائيل و”فلسطين” والنزاع بينهما كما المفاوضات السلمية لحله، الكلام الذي تنقله وسائل الاعلام عن جهات عدة حول المساعي السلمية لوزير الخارجية جون كيري تحليلات وتخمينات، ثم قال: “ما أستطيع أن أقوله لك هو أن القدس لا تزال مشكلة. لكن ما أقوله أيضاً أن هناك التزاماً قوياً من كيري ومن أوباما لحلّ القضية. وليس الهدف من جهود كيري اليوم تمديد المفاوضات التي تنتهي في نيسان (انتهت) على أهمية ذلك وضرورته. بل الهدف النهائي لها هو حل القضية. الاتفاق – الاطار سيكون اتفاق مبادئ ربما بحجم صغير في حين أن حجم التفاصيل التقنية للمبادئ سيكون كبيراً. والهدف ليس دخول مرحلة عملية سلام من جديد تدوم سنوات. بل هو دفع الفلسطينيين والاسرائيليين الى التفاهم بعد الاتفاق – الاطار، أي اتفاق المبادئ، على حل نهائي للمشكلة. هناك اقرار بأن عدم حل هذه المشكلة كان أحد أسباب ما تعانيه المنطقة الآن”. علّقتُ: ما تقوله صحيح. نحن نعترف بذلك. الا أن الآخرين لم يكونوا يعترفون به. في الماضي عندما كان العرب ومنهم حلفاؤكم يدعون الى حل النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي لأن بقاءه محتدماً سيوتّر الشرق الأوسط بل سيثوِّره (من ثورة)، وسيوِّفر مناخاً لنمو الاسلاميين المتشددين والارهاب، كنتم تقولون ومعكم اسرائيل وحلفاؤها من الأميركيين: هذا غير صحيح، والارهاب لم تكن قضية فلسطين أحد أسباب نموِّه. ردّ: “الحقيقة أننا كلنا ارتكبنا أخطاء، نحن واسرائيل والعرب، يجب عدم تكرارها”. علّقتُ: أيام الرئيس بيل كلينتون كاد الراحل ياسر عرفات وإيهود باراك أن يتفقا. حصل اختلاف. أراد عرفات التخلُّص من “ورطة” الاتفاق فقال لكلينتون: أريد دعماً عربياً كي لا أُنتقد لاحقاً. حصلت اتصالات أميركية بمصر وربما بالسعودية. رفض المسؤولون المصريون وعلى أعلى المستويات تقديم الدعم، أي رفضوا دعوة عرفات الى التسهيل. حمَّلهم الأميركيون والاسرائيليون مسؤولية الفشل. لكن لاحقاً علمتُ ومن واشنطن أن مصر وتحديداً رئيسها في حينه مبارك قال: تطلبون منا دعم أمر لم تطلعونا عليه. ونحن لن نفعل ذلك. ردّ: “هذا صحيح. لكن أخطأنا. لا نريد تكرار الأخطاء”.

قلتُ: سمعتُ في واشنطن أيضاً، وليس في أثناء زيارتي الحالية لها، أن جون كيري طلب من الرئيس أوباما بعدما صار وزير خارجيته دعمه لإنهاء النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي، فكان جوابه: افعل ما في وسعك ولا تورِّطني. اذا نجحتَ ساعتها أنخرط معك وأقدِّم كل ما تحتاج إليه من مساعدة. علَّق ضاحكاً: “لا أريد التشكيك في روايتك. لكن ما أعرفه أن أوباما وكيري واحد في هذا المشروع. وهناك نوع من التفاؤل بإمكان نجاح كيري. وهذا التفاؤل لم يكن موجوداً أيام كان السيناتور ميتشل مكلفاً العمل لحل النزاع المذكور. كيري رجل سياسي. ميتشل ليس سياسياً محترفاً على رغم كونه “سيناتوراً” أي شيخاً سابقاً. كان مرة في إحدى الولايات الأميركية، ربما ميسوري، تقدمت منه سيدة وقالت له: كيف حالك سيدي القاضي (How are you judge)؟ سُرَّ كثيراً ونفخ ريشه. وأكد ذلك أن مهنة القاضي هي أكثر مهنة يحبُّها”. علّقتُ: لن أخوض في التفاؤل أو التشاؤم. لكن رأيي أن كيري قد لا ينجح في مساعيه لحل النزاع المذكور على رغم الزيارات الـ11 التي قام بها للمنطقة. وكان يُفترض أن يقوم بالزيارة رقم 12 وربما بغيرها. لكن اندلاع أزمة أوكرانيا عقَّد ذلك. قاطع: “قام كيري بـ 12 زيارة. أتى من روما حيث كان يُعالِج أزمة أوكرانيا مع الأوروبيين والروس الى “العقبة” حيث قابل نتنياهو. يعني أنه وخلال ساعات سافر الى إسرائيل وعاد منها بعدما أَجرى محادثات مع رئيس وزرائها. ويدلُّ ذلك على الالتزام”. تابعتُ: المشكلة في رأيي أن ميتشل لم يعرف أبداً طبيعة الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي. حل قضية إيرلندا الشمالية، وهي مختلفة جداً بطبيعتها وتفاصيلها، فظنّ وظنّ معه الآخرون أن في إمكانه حلّ قضية فلسطين. ثم سألتُ: هل سيقبل نتنياهو حلاً يساعد في إخراجه كيري اذا كان سيعرِّض حكومته للخطر وسيخرجه من رئاسة الحكومة؟ وهل سيقبله محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية؟ أجاب: “نجاح كيري رهن بموقف حكومة إسرائيل. أمام نتنياهو الذهاب الى حكومة سلام مع أحزاب “شاس” و”العمل” و”ليكود” وربما “كاديما” اذا عارض حلفاؤه اليمينيون الاتفاق”. هل أمامه خيار آخر؟ سألت.